النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: لقمان دعا ابنه إلى التوحيد ونهاه عن الشرك

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    لقمان دعا ابنه إلى التوحيد ونهاه عن الشرك

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله الرحمن الرحيم
    فالله تبارك وتعالى،يذكر نعمته على لقمان الحكيم،لأن الله شهد له بأنه قد آتاه الحكمة،وحيث آتاه الله الحكمة فعليه أن يشكر الله تبارك وتعالى،
    فقال سبحانه وتعالى(ومَن شَكَرَ فإنما يَشكُر لِنفسه)فالله غني حميد، إن شكره الناس فلأنفسهم، وإن كفروا فعليهم، لا يفيد شكرهم،ولا يضره جحودهم وكفرهم،
    كما مر بنا غير مرة ومنها ما ذكرناه في حديث أبي ذررضي الله عنه( يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضرِّي فَتضروني ولَنتبلغوا نفعي فتنفعوني )
    أثنى الله على لقمان بأن الله قد وهبه الحكمة،ثم بين بعض الحكمة التي آتاها الله لقمان(وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَيَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)

    فمن الحكمة تبدأ بأهم الأمور،
    لقمان كذلك دعا ابنه إلى التوحيد ونهاه عن الشرك،
    ثم أمره بالصلاة،والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
    ومن الحكمة أن تسير على منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في دعوة الناس وتريبتهم على دين الله،
    والذي يتجاوز هذا المنهج ويخترع مناهج تخالف هذا المنهج فقد ضل سواء السبيل،
    (ومن يشرك بالله فكأنما خرَّ مِن السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سَحيق)

    قال تعالى(إنَّ الشرك لَظُلْمٌ عظيم )
    كما قال لُقْمَانُ لإِبْنِه(يا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)
    فبين لهم أن المراد بالشرك إذا أطلق إنما هو الشرك الأكبر،والكفر العظيم الذي يستحق صاحبه غضب الله الشديد وتعذيبه،وذنب لا يغفر،
    ثم يعقبها الوصية بحق الوالدين(وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)

    وصية لقمان لابنه بقوله(وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناًعَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)
    فعليك أن تكافئها،ولهذا قرن الله شكرهما بشكره( أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ )
    إن لم تقم بحق الله وشكره وشكروالديك فسوف يعاقبك على عدم القيام بحق الله وبحق الوالدين أو التقصير في أيهما،

    أن لا تنسى حقهما(وصاحبْهُمَا في الدنيا مَعرُوفًا) يعني،تحسن إليهما وتبرهما وتنفق عليهما ولو كانا كافرين، وتبرهما في غير معصية الله،فإنه لا بد أن تصحابهما في الدنيا معروفا،
    ( وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيّ ) ترجع إلى الله وتطيعه وتعبده،وتقوم بحق العباد،
    هذا هو المنيب الرجّاع إلى الله، إن أذنب يتوب إلى الله توبة نصوحاً،
    والاستسلام لله رب العالمين،في كل ما يأمر به وينهى عنه،

    ( ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَاكُنتُمْ تَعْمَلُون)
    مرجع الناس جميعاً إلى الله،وسيحصي عليهم كل شيء وينبئهم به،وسوف يسأل الله كل بني آدم،
    هناك ينصب الله تعالى الموازين، فتوزن أعمال العباد إن خيراً وإن شراً فشرّ،
    الذي أحاط الله منه بكل ذرة من ذراته،من الأعمال الصالحة والسيئة) ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )
    الأعمال الصالحة في كفة الحسنات،والأعمال الطالحة في كفة السيئات،

    ويُعطي الله كل واحد كتابه بيمينه،
    ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ،إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيهْ)الحاقة،
    والله لايعجزه شيء ولا يخفى عليه مثقال ذرة سبحانه وتعالى،

    هذه عقيدة عظيمة يجب يستحضر أن الله مطلع عليه ورقيبٌ عليه،
    وهذا صفات كماله سبحانه وتعالى، وإلا فلله الأسماءالحسنى ولا يحيط بها إلا هو(لا أُحْصِي ثناءً عليك أنتَ كمَا أثنيتَ على نفسكَ)
    ومعناه احذر أن تعصي الله تبارك وتعالى، فإن الله شهيد مطلع يحصي عليك،فإن لم يشأ أن يغفر هلكت،
    النهي عن المنكر،والشرك، تنهى عن المعاصي، عن الكبائر، عن الصغائر، عن أنواع الفسوق كبيرها وصغيرها،
    المعروف ما يعرفه الشرع ويدعو إليه، والمنكر ما ينكره الشرع ويستحقره ويحذر منه وينهى عنه،
    فتأمر بكل معروف، إلى الأمر بإماطة الأذى عن الطريق،وِبِرّ الوالدين،و بالأخلاق الطيبة،
    والمنكر،الشرك والبدع والكبائر،والمعاصي، كل ما ينكره الشرع والعقل،والتقاليد السيئة واتباع الأعداء والانقياد لهم والتشبه بهم،
    ثم قال(وَلاَتُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ ) لا تتكبر على الناس،عندما يكلمك أحد فتعرض عنه وتلتفت هكذاوأنت شامخ،مستكبر ومتعالٍ،فنهي عن الكبر،
    فعليك بالتواضع لله،والتواضع لعباد الله، تعامل مع الناس بالأخلاق الطيبة، والكبر مذموم،
    يستكبر ولا يسمع لآيات الله( إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) لقمان،
    ولا يجوز الكبر بأي حال من الأحوال،خلق ذميم ويبغضه الله(الكبرياء رِدائي والعظمة إِزاري فَمن نازعني واحدًا منهما قَذفتُه في النار)
    فلا تستكبر(ولا يدخل الجنة مَنْ كان في قَلبه مِثقال ذَرَّة مِن كِبْر)
    هذا الحكيم وصى ابنه أن لا يتكبر على الناس،يكلمك أحد وأنت شامخ معرض عنه، تواضع،أنت إنسان مسكين، ضعيف، خُلِقت من تراب، كيف تتكبر،
    والله فرض عليك التواضع وحرم عليك الكبر،
    فيجب أن نربّي الناس على الأخلاق الطيبة التي يحبها الله ويرضاها،ويحب أن نتخلق بها، وحسن الخلق من أثقل الأعمال في الميزان يوم القيامة،
    الحياء خلق كبير،وشعبة من شعب الإيمان، وخلق نبيل،ولابد أن يتخلق به الإنسان،
    والفاسق عنده خلق دنيء،وعدم الحياء من الله، ربِّ نفسك على الصبر،والحلم والحكمة،وعلى الأخلاق العالية،
    فأحسنوا الدعوة إلى الله( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)النحل،
    لا تجادل الكافرين إلا بالأخلاق الطيبة وبالتي هي أحسن، لا سب، ولا شتم، لا احتقار، ولا ازدراء، ولا طعن، ولا صخب،
    (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ ) أي لا تسرع، (وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ) يعني لا ترفع صوتك إلا بقدر الحاجة،

    والمشي تمشي معتدلاً متوسطاً، يعني القصد الوسط،لا تمشي مشية المتماوتين،ولا تسرع سرعة الطائشين،توسط في المشي واعتدل وهي مشية عباد الله المؤمنين (وَعِبَادُ الرحمن الذين يَمْشُونَ على الأرض هَوْنًا وإذا خَاطَبَهُم الجاهلونَ قَالوا سَلاَمًا)
    إذا خاطبهم الناس بالسفاهات يقولون كلاما محترماً الذي فيه السلام،وفيه المسالمة،وفيه دفع السيئة بالتي هي أحسن،

    لا تتكبر رحمك الله، الكبر خلق خبيث يدفع إلى الكفر وإلى احتقار الناس،هذا الحكيم وصى ابنه أن لا يصعِّر خده للناس،أن لا يتكبر على الناس،يكلمك أحد وأنت شامخ معرض عنه، تواضع،أنت إنسان مسكين، ضعيف، خُلِقت من تراب،كيف تتكبر على الناس وأنت هذا حالك، من أنت،
    فيجب على الإنسان أن يهين نفسه إذا تكبرت وشمخت ويذكِّرها بحقارتها ودناءتها،وأن من أحقر الناس المستكبرون،


    نسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح والأخلاق الطيبة الجميلة التي يحبها الله،
    فأسأل الله أن يجعلنا وإيّاكم من أهل العلم والعمل والأخلاق النبيلة.



  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي كل الخير

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •