بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير معنى الودود
الودود في أَسماء الله عز وجل المحبُّ لعباده،أي،المتودد إلى أوليائه بالمغفرة،فالله تعالى مودود أَي،محبوب في قلوب أَوليائه،أَي يحب عباده المؤمنين،الصالحين،ويحبونه،ويحب أنبياءه ورسله وأتباعهم، ويحبونه، فهو أحب إليهم من كل شيء، قد امتلأت قلوبهم من محبته، ولهجت ألسنتهم بالثناء عليه، وانجذبت أفئدتهم إليه وداً وإخلاصاً وإنابة من جميع الوجوه،
فالله عز وجل هو الودود، الذي يودّ عباده الصالحين فيحبهم ويقربهم ويرضى عنهم ويتقبَّلُ أعمالهم، وهذه محبة خاصة بالمؤمنين،
أما المحبة العامة،فالله هو الودود ذو إحسان كبير لمخلوقاته من جهة إنعامه عليهم،يعني حبيب قريب سميع مجيب،
وقد ورد هذا الاسم في موضعين من القرآن الكريم،
هما قول الله تعالى،إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ)هود،
وقوله تعالى،وهو الغفور الودود)البروج،


فإذا عرف العبد معنى هذين الاسمين حقيقة،كان لذلك الأثر البالغ في عقيدته وتفكيره وسلوكه وفي حياته كلها ونظرته للكون من حوله، فيعيش سعيداً مطمئناً إلى ولاية الله تعالى،لعباده ومودته لهم، فيحب الخير لجميع خلق الله، ويعمل ما استطاع لتعبيد العباد لخالقهم، فيحب للكافر الهداية وللعاصي التوبة والمغفرة، وللمطيع الثبات ورفعة المنزلة،
وبذلك يكون ودوداً محبوباً لعباد الله،فيعفو عمن أساء إليه، ويلين مع البعيد كما يلين مع القريب،وبذلك ينال ولاية الله تعالى، ومحبته ووده،
فقد قد قال النَّبِي صلى الله عليه وسلم(إِذَا أَحب الله عبدًا نادى جبريل إِن اللهَ يحب فلاَنًا فأحبه،فيحبه جبريل، فينادى جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلاَنًا،فأحبوه،فيحبه أهل السماء،ثم يوضع له القبول في أهل الأرض) رواه البخاري.
والودود هو،الذي يحبنا فهو الغني ملك الملوك الذي ينزل الى السماء الدنيا كل ليله،يقول هل من تائب فأتوب عليه،وهل من مستغفر فاغفر له،وهل من طالب حاجة فألبيها له،هذه رسالة حب من الغني للفقير،إنه لم يناديك إلا ليعطيك فما أحوجنا إليه وما أغناه عنا ، أوليس هذا هو حب الله ،فكم يحبنا إذ أكرمنا بالإسلام،ومّن علينا بمحمد عليه الصلاة والسلام،فأحلى ما في الإيمان أن المؤمن يستطيع أن يفسر أقدار الله فيه من خلال يقينه ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )
وقد قال رسولنا الكريم( عجباً لأمر المسلم كل أمره خيراً أذا أصابته سراء شكر فكان خير له، وإذا أصابته ضراء صبر فكان خيراً له )فالمؤمن يعرف لماذا أعطاه الله ولماذا منعه الله وهذا يعطيه مناعة ضد مصائب الدهر فلا يجزع ولا يقنط ،

اللهم ارزقنا حبَّك، وحبَّ من يحبُّك، وحبَّ كلِّ عمل يقرِّبنا إليك،ونسألك من خير ما سألك منه عبدك ونبيُّك محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، وعبادك الصَّالحون، ونستعيذ بك من شرِّ ما استعاذ منه عبدك ونبيُّك محمدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم وعبادك الصَّالحون،
اللهم إنَّا نسألك خشيتك في الغيب والشَّهادة، ونسألك الإخلاص،والقصد في الغنى والفقر،ونعيماً لا ينفد، وقرَّة عين لا تنقطع، والرِّضا بعد القضاء،واغفر لنا يوم يقوم الحساب، وأخرجنا من ذنوبنا كيوم ولدتنا أمهاتنا،واجعلنا عندك من المقبولين يا أرحم الراحمين.