النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: إن ظلمت دولة الباطل واعتدت،لكن نهايتها إلى زوال وهزيمة

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    إن ظلمت دولة الباطل واعتدت،لكن نهايتها إلى زوال وهزيمة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون

    متى ما كانت التقوى تسير حياة المسلم،
    فإن الحياة عندئذ تطيب والعيش يهنأ متى عمرت القلوب بتقوى الله عز وجل،ومحبته وطاعته،بل وتزول الشحناء والبغضاء ويتلاشى الحقد والحسد،ولهذا تكاثرت نصوص القرآن والسنة في الحث على هذا الوصف الجميل والخلق الجليل تقوى الله عز وجل،
    إن اليأس والقنوط كبيرة من الكبائر
    (وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ)الحجر،
    ويزداد الأمر سوءاً وخطورة يوم يتعدى ضرر اليأس والقنوط إلى الآخرين، فينشر اليأس بينهم ويشيع القنوط في صفوفهم،
    ولهذا قيل،شر الناس الذين يقنّطون الناس من رحمة الله،أي،يؤيسونهم من رحمة الله عز وجل،
    وفي الحديث،قوله صلى الله عليه وسلم( اذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم)صحيح مسلم،
    إن من الناس،من استولى اليأس والقنوط على قلبه، فتراه يتلفظ بألفاظ ينبأ عن مدى ما هو عليه من إحباط ويأس واستبعاد للفرج والنصر ويأس من الرحمة، وهذه كلها ليست من أخلاق المؤمنين الموحدين،
    إن جميع ما يحصل في الكون من شدة،وتسلط الكفار والفجار على المسلمين، كل ذلك بتقدير العزيز الحكيم، وابتلاء للخلق حتى يراجعوا دينهم ويصححوا مسيرتهم(وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ)الروم،
    وقال تعالى(وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ)الشورى،
    إن اليأس والقنوط،يصيبان النفس بالزجر، ويملأن القلب بالغم والحزن،وتضيق معهما الدنيا على سعتها ورحابتها،
    ولهذا كان موقف الإسلام من اليأس والقنوط موقفاً حاسماً،فإن النبي صلى الله عليه وسلم،وهو سيد المتفائلين في أحلك الظروف وأقسى الأحوال،كان يربّي أصحابه رضي الله عنهم،على الحذر من اليأس والقنوط وينفّرهم من هذين الخُلقين الذميمين،
    سأله رجل،فقال يا رسول الله ما الكبائر،قال(الشرك بالله واليأس من روح الله والقنوط من رحمة الله)
    وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم (ثلاثة لا تسأل عنهم،رجل نازع الله،رداءه،فإن رداءه الكبرياء وإزاره العزة،ورجل شك في أمر الله، والقنوط من رحمة الله)صحيح مسلم،
    كم تطيب الحياة وتسر يوم يشع الفأل والأمل،وكم هي الحياة مبهجة، يوم يعيش العبد فيها محسن الظن بخالقه منتظراً فرج الله ورحمته ونصره وتيسيره ولطفه،
    لقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم،يعجبه الفأل الحسن وكان يقول (لا عدوى ولا طيرة،ويعجبني الفأل)
    الكلمة الحسنة سمة طيبة، لقد عاش صلى الله عليه وسلم،حياته كلها متفائلاً لم يعرف اليأس والقنوط إلى قلبه سبيلاً في جميع الأحوال والأهوال التي أحاطت به،
    يبلغ الأذى وتعذيب الكفار لأصحابه ما يبلغ وهم في خوف وضعف،ثم يبشرهم صلى الله عليه وسلم،بقرب الفرج،
    يحيط به الكفار في غار ثور يريدون قتله،ويقفون على رأس الغار ليذبوا الخوف إلى قلب الصديق رضي الله عنه،ويقول، يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى موضع قدميه لأبصرنا، فيجيبه الرسول صلى الله عليه وسلم،بلغة كلها ثقة بربه وتفاؤل بنصر خالقه وثقة بقرب الفرج من الله(ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما)
    تحيطه الأحزاب بالمدينة من كل جانب ويبلغ الخوف بأصحابه مبلغاً عظيماً، فيبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم،بفتح المدائن،
    ألا فلنشع التفاؤل بيننا ولنطرد اليأس والقنوط من حياتنا، إن أمسكت السماء واشتد الجدب أمّلنا بربنا خيراً، وانتظرنا الفرج منه وقرب رحمته سبحانه وتعالى،
    إذا ضاقت أمور الرزق والمعيشة بأحدنا،لم ينقطع رجاءه بالكريم الرزاق الذي يرزق الحيتان في قعر البحار،والطيور في مهامه الصحراءن
    إذا ساءك خُلق أبنائك وتصرفاتهم، تفاءل خيراً بمن بيديه قلوب العباد يقربها كيف يشاء وألح بالدعاء إليه فإنه سميع قريب مجيب،
    إذا اشتد بك المرض وطال بك السقم وتوالت عليك الأوجاع، فتذكر نبي الله أيوب عليه السلام وقوله(أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)الأنبياء،
    فأعقب هذا الدعاء بقوله (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ)الأنبياء،
    ثم إن سنة الابتلاء بكافة ألوانه وأشكاله ماضية إلى قيام الساعة، يبتلي الله عز وجل،عباده المؤمنين،يبتليهم بالكفار والفجار،وفي نفوسهم،وأموالهم،
    وقد يطول البلاء وتشتد المعاناة، ثم يتنزل نصر الله على عباده الصابرين (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ،الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ،أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)البقرة،
    لقد جرت سنة الله عز وجل،أن الابتلاء يعقبه التمكين، وأن الصبر يتلوه الفرج والنصر والظفر،
    إنهم وإن ظلمت دولة الباطل واعتدت، لكن نهايتها إلى زوال وهزيمة، فدولة الباطل مهما عظمت ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)الحج،

    فنسأل الله عز وجل،أن يكتبنا من عباده المتقين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون،فقال عز من قائل (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)الأحزاب،



  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس

    بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي كل الخير

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •