النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: يجب أن يراقب المرء لسانه، ويحاسب نفسه على كل كلمة ينطق بها

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    يجب أن يراقب المرء لسانه، ويحاسب نفسه على كل كلمة ينطق بها

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    سر سعادة المرء في لسانه
    عجيبة تلك العضلة الصغيرة في جسم الإنسان،فبالرغم من صغر حجمها إلا أنها تصنع أعمالاً عظيمة،
    فقد تمزق وتفرق وقد تجمع وتقرب،
    وقد تكون سبباً لسعادة الإنسان في حياته،وسبباً في شقائه،
    وقد تكون سبباً لزيادة الحسنات ورفعة الدرجات،
    وقد تكون سبباً لكسب السيئات ومحق الحسنات بل،قد تهوي به في دركات النار،إنها،اللسان،

    فحين يحسن الإنسان حديثه مع الآخرين وينتقي عباراته،ولا يتحدث إلا بأطيب القول وبما ينفع، وفيما يعنيه،ويذكر الله به جُلَّ وقته،كان ذلك سبباً لسعادته وفلاحه،
    لأنه حفظ لسانه عن الوقوع في أعراض الناس وعن الغيبة والنميمة، التي تعد من كبائر الذنوب،والتي نهانا الله عن فعلها،فقال جل وعلا( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)الحجرات،
    والغيبة كما قال النبي،صلى الله عليه وسلم( ذكرك أخاك بما يكره ،ولو كان فيه)
    أما النميمة فهي،نقل الكلام من شخص لآخر بقصد الإفساد،
    وهاتان الصفتان الذميمتان من أكبر ما يفرق بين المجتمعات ويمزق وحدتها،وتملأ القلوب غيظاً،وتسبب الحقد والضغينة والكراهية،لذلك نهانا الله عنها،وعلى النقيض بالنطق بأطيب القول وأحسنه في الدعوة إلى التوحيد وفي شتى المجالات،لأنه أدعى للقبول وأحرى للإجابة،
    وأقرب مثال لذلك أنه، سبحانه، حينما أرسل موسى وأخاه هارون إلى فرعون ذلك الطاغية الكافر المتكبر ليدعواه إلى دين الله،أمرهما بأن يدعواه بالقول اللين،
    فقال تعالى( اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي،اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى،فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) طه،
    وإذا كان هذا التصرف،والتعامل مع الكافر، فمن البديهي أن يكون التعامل الجيد والحسن مع المسلمين أولى وأحرى،
    لذا ينبغي على الإنسان المسلم أن يتحلى بالأخلاق الحميدة الموجودة في عقيدة الإسلام، والتي علمنا إياها النبي الكريم،صلى الله عليه وسلم،
    وأن يراقب لسانه ويتحرى الصدق فيما يقول، ويحاسب نفسه على كل كلمة ينطق بها، هل تكون له في ميزان حسناته،أم تكون عليه وتكون في ميزان سيئاته،
    وحتى يحظى الإنسان بالقبول والمحبة من جميع من هم حوله ويشعر بالسعادة،

    أولاً، أن يكون الإنسان بشوشاً مبتسماً فالابتسامة في وجه أخيك صدقة وتفتح لك القلوب،
    ثانباً، أن يتحلى بأدب المجلس من،إلقاء التحية، الإفساح في المجلس، احترام الكبير،ألا يتصدر المجلس بالحديث ويدع المجال للآخرين بأن يتحدثوا،
    ثالثاً،السؤال عن أحوالهم والاحتفاء بهم وتقديم المساعدة لهم إن احتاجوا لذلك،
    رابعاً،تحري الصدق في كل ما يقول وينطق،في الحديث،الصحيح(لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً)
    خامساً،عـدم التدخل فيما لا يعنيه من شئون الآخرين،في الحـديث الصحيح( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)
    سادساً،استشعار أن الله مطلع على الإنسان ومحيط بكل ما يقول وينطق،ويتذكر دائماً أن عن يمينه وشماله ملكين يسجلان ويكتبان كل ما يقول،واستحضار ذلك دائماً يدفع الإنسان إلى فعل الخير وإلى ما يرضي الله عنه،ويدعوه إلى ترك المعاصي وعن كل ما يغضب الله،
    سابعاً،كلما تقرب العبد لربه بالطاعات والأعمال الصالحات نال رضا الله ومحبته،وجعل الله له القبول في الأرض وألقى محبته في قلوب الخلق،
    ثامناً،حسن الظن بالآخرين وألا ينشغل إلا بنفسه،لأن المرء حينما يشغل نفسه بمراقبة الآخرين وانتقادهم يغفل عن نفسه وعيوبه،
    وقبل أن ينتقد الإنسان الآخرين ،لا بد أن يرى عيوبه ويسعى لإصلاحها،وحتى لو واجه النقد فليتقبله بكل رحابة صدر،
    أن تقبل النقد قد يكون صعباً،حينما يكون نقداً لاذعاً خالياً من الأسلوب الجيد،لكن العاقل من يستمع إليه مهما كان الأسلوب الذي جاء به, ويسعى للإصلاح والتقويم،
    كما قال عمر بن الخطاب،رضي الله عنه(رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي) لأن المحب الحقيقي الناصح هو الذي يوجهك وينبهك عند وقوعك في الخطأ ويؤيدك على الصواب والفعل الحسن، وجميل أن نجعل نقد الآخرين بمثابة الموج الذي يدفعنا للأمام وأن نرتقي بأنفسنا وأخلاقنا وذواتنا إلى معالي الأمور،
    تاسعاً،أن نتذكر أن سعادة المرء وتعاسته في لسانه،فإن استطاع التحكم في لسانه فإنه يستطيع التحكم في سعادته) وفي الحديث الصحيح( وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)
    فكلما كانت كلماتك لطيفة ومهذبة ومؤدبة كسبت بذلك ودّ من حولك وحبهم واحترامهم وازدادواً شوقاً إلى حديثك وسماع كلامك، وكلما كان اللسان طويلاً غير مهذب بذيئاً كسبت نفور من حولك وفقدت احترامهم لك وكرهوك وكرهوا مجالستك تفادياً لسماع حديثك وكلامك،
    عاشراً،الدعاء، فشأنه عجيب وقد سمعنا في ذلك قصصاً كثيرة، فلا يغفل الإنسان عن الدعاء بأن يطهر الله لسانه من الكلام الفاحش البذيء ومن الغيبة والنميمة وأن يطهر قلبه من الحقد والحسد والنفاق،
    الحادي عشر،ترطيب اللسان وتطييبه بذكر الله،وتعويده عليه ولا أسهل من ذكر الله ولا أعظم أجراً منه، وحينما يعتاد الإنسان الكلام الطيب يتعفف لسانه ويتورع فيما بعد عن النطق بغيره،

    اللهم أهدينا لأحسن الأقوال والأعمال لا يهدي لأحسنها سواه،واصرف عنا سيئها لا يصرفُ عنا سيئها إلا أنت،
    اللهم إنا نبتهل إليك ابتهال المذنبين وندعوك دعاء الخائفين، دعاء من خشعت لك رقابُهم، وذلت لك أجسادهم، وفاضت لك عيونهم، ورغمت لك أنوفهم، أصلح فساد قلوبِنا،وارحم ضعفنا وحسن أخلاقنا،









  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •