النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الفرق بين الشفقة والرقة

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    الفرق بين الشفقة والرقة


    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    معنى الشفقة،الناصح الحريص على صلاح المنصوح،
    قال ابن القيم(الإشفاق،وهو خوف برحمة من الخائف لمن يُخاف عليه،فإنَّها ألطف الرَّحمة وأرقُّها)
    قال الجرجانيوهي صرف الهمَّة إلى إزالة المكروه عن النَّاس،
    الفرق بين الشفقة والخشية،
    قال أبو هلال(إنَّ الشَّفَقَة ضرب من الرِّقَّة وضعف القلب، ينال الإنسان، ومِنْ ثمَّ يُقال للأم،أنَّها تُشْفِق على ولدها،وتَرِقُّ له،
    قوله تعالى(إنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ)المؤمنون،
    الفرق بين الشفقة والرقة،
    قال أبو هلال (إنَّه قد يرق الإنسان لمن لا يشفق عليه)
    الشَّفَقَة من السنة النبوية،
    عن ابن عمر رضي الله عنه، أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال(المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومَن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومَن فرَّج عن مسلم كربةً، فرج الله عنه كربةً مِن كربات يوم القيامة، ومَن ستر مسلمًا، ستره الله يوم القيامة)رواه الترمذي،
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم، مَثَلُ الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تَدَاعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمَّى)
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه،أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال(إذا أمَّ أحدكم النَّاس فليُخَفِّف،فإنَّ فيهم الصَّغير والكبير والضَّعيف والمريض، فإذا صلَّى وحْدَه، فليصل كيف شاء)
    قال ابن عثيمين،ومن الشَّفَقَة والرَّحمة بالمؤمنين، أنَّه إذا كان الإنسان إمامًا لهم، فإنَّه لا ينبغي له أن يُطِيل عليهم في الصَّلاة،
    أقوال السَّلف في الشفقة،
    عن عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه، استعمل مولى له،يدعى هنيّاً، فقال،يا هُني، اضْمُم جناحك عن المسلمين، واتَّق دعوة المظلوم، فإنَّ دعوة المظلوم مستجابة)
    قوله،اضمم جناحك، كناية عن الرَّحمة والشفقة،أي،كُفَّ يدك عن ظلم المسلمين)
    قال الجنيد،عندما سُئل عن الشفقة،قال (تعطيهم من نفسك ما يطلبون، ولا تحمِّلهم ما لا يطيقون، ولا تخاطبهم بما لا يعلمون)
    وقال أبو الخير،القلوب ظُرُوف،
    فقلب مملوء إيماناً، فعلامته الشفقة على جميع المسلمين، والاهتمام بما يهمُّهم، ومعاونتهم على أن يعود صلاحه إليهم،
    وقلب مملوء نفاقا، فعلامته الحقد والغلُّ والغشُّ والحسد)
    فوائد الشفقة،
    أولاً، أنَّ المتحلي بها يتحلَّى بخُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    ثانياً،أنَّ أهلها مخصوصون برحمة الله، جزاءً لشفقتهم ورحمتهم بخلقه،
    ثالثاً،محبَّة الله للعبد، ومن ثمَّ محبَّة النَّاس له،
    رابعاً،أنَّها ركيزة عظيمة ينبني عليها مجتمع مسلم متماسك،يعطف بعضه على بعض، ويُشفق بعضه على بعض،
    خامساً،أنها مظهر من مظاهر العشرة الطّيبة،
    سادساً،أنها خلق متعدٍّ إلى جميع خلق الله، بعيدٍ أو قريبٍ، مسلمٍ أو غير مسلم،
    سابعاً،أنها سبب للالتفات إلى المجتمع من الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام والكبار والعَجَزة،
    الشفقة المذمومة،وهو ما يحصل بسببها تعطيل لشرع الله، أو تهاون في تطبيق حدوده وأوامره، كمن يشفِق على من ارتكب جُرماً يستحق به حدّاً، فيحاول إقالته والعفو عنه، ويحسب أن ذلك من الشفقة على الخَلق، وهو ليس منها في شيء،
    قال الحسن(إن منعت الأُم إبنها عن الحضور إلى صلاة العشاء مع الجماعة شفقة عليه،لم يُطِع أمَّه،مع أنَّ طاعة الوالدين فرض في غير المعصية،
    أو كمن يشفق على الطُّلَّاب فيتركهم يغشُّون في الامتحان شفقة منه عليهم أن يرسبوا،
    درجات الشفقة،ثلاث درجات،
    الدَّرجة الأولى، إشفاق على النّفس أن تجمح إلى العِناد،
    قال ابن القيِّم(إشْفَاق على النَّفس أن تُسرع وتذهب إلى طريق الهوى والعصيان، ومعاندة العبوديَّة،
    وإشفاق على العمل أن يصير إلى الضياع،أي،يخاف على عمله أن يكون من الأعمال التي قال الله فيها(وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا)الفرقان،
    وهي الأعمال التي كانت لغير الله، وعلى غير أمره وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويخاف،أن يَضِيع عمله في المستقبل، إمَّا بتركه، وإمَّا بمعاصي تفرِّقه وتُحبِطه، فيذهب ضائعاً،

    الدرجة الثانية،إشْفَاقٌ على الوقت أن يشوبه تفرُّقٌ، وعلى القلب أن يزاحمه عارض، وعلى اليقين أن يُداخله سبب)
    قال ابن القيِّم،إشْفَاق على الوقت أن يشوبه تفرُّق، أي،يحذر على وقته أن يخالطه ما يفرِّقه عن الحضور مع الله عزَّ وجلّ،
    وعلى القلب أن يزاحمه عارض، والعارض المزاحم،إما شُبْهة، وإمَّا شهوة، وكلُّ سبب يعوق السَّالك،
    وعلى اليقين أن يُداخله سبب، هو الطُّمأنينة إلى من بيده الأسباب كلُّها، فمتى داخل يقينه ركونٌ إلى سبب وتعلُّق به، واطمأنَّ إليه، قدح ذلك في يقينه،
    الدَّرجة الثَّالثة، إشفاق يصون سعيه من العُجب، ويكُف صاحبه عن مخاصمة الخلق، ويحمل المريد على حفظ الجِدِّ)
    قال ابن القيِّم(إشْفَاقٌ يصون سعيه عن العُجب،يكُفُّ صاحبه عن مخاصمة الخَلْق، ويحمل المريد على حفظ الجِد،
    يتعلَّق بالعمل، وبالخَلْق، وبالإرادة،وكلٌّ منها له ما يُفسده،

    فالعُجب، يُفسد العمل، كما يُفسده الرِّياء، فيُشفِق على سعيه من هذا المفْسِد شَفَقَةً تصونه عنه،
    والمخاصمة للخلق،مُفْسِدة للخُلُق، فيُشفِق على خُلُقه من هذا المفْسِد شَفَقَةً تصونه عنه،
    والإرادة يُفْسِدها عدم الجِدِّ، وهو الهزل واللَّعب، فيشفق على إرادته مما يُفسدها،فإذا صحَّ له عمله وخُلُقه وإرادته، استقام سلوكه وقلبه وحاله)
    صور الشفقة،
    شفقة الإمام على المأمومين، وتجنُّب ما يشق عليهم،عن عائشة رضي الله عنها قالت(أَعْتم النَّبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، حتى ذهب عامَّة اللَّيل، وحتى نام أهل المسجد، ثمَّ خرج فصلَّى، فقال،إنَّه لوقتها لولا أن أشقَّ على أمَّتي)
    الشفقة على الأبناء، والعطف عليهم، والحُزن إذا أصابهم مكروه،عن عائشة،رضي الله عنها- قالت(قَدِم ناس من الأعراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقالوا،أتقبِّلون صبيانكم،فقالوا،نعم، فقالوا،لكنَّا والله، ما نُقبِّل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن كان الله نزع من قلبكم الرحمة )
    قال ابن عثيمين(وفي هذا دليلٌ على تقبيل الصِّبيان شَفَقَة عليهم ورقَّة لهم ورحمة بهم)
    عن شدَّاد بن الهاد رضي الله عنه قال(خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، في إحدى صلاتي العشاء، وهو حامل حسناً، فتقدَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضعه، ثمَّ كبَّر للصَّلاة، فصلَّى، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال أبي،فرفعت رأسي، وإذا الصَّبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلمَّا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصَّلاة،
    قال النَّاس، يا رسول الله، إنَّك سجدتَّ بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها، حتى ظننَّا أنَّه قد حدث أمر، أو أنَّه يُوحى إليك، قال، كلُّ ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتَحَلَني، فكرهت أن أُعجله حتى يقضي حاجته)
    فالنَّبي صلى الله عليه وسلم يركب الطِّفل على ظهره الشَّريف وهو ساجد، ولا يقوم من سجوده، ليُكمل الطِّفل لعبه، حتى لا يزعجه، رحمةً به، وشفقة عليه،
    الوسائل المعينة على اكتساب الشفقة،
    عدم الشِّبَع،قال أبو سليمان الدَّاراني(من شَبِع دخل عليه ستُّ آفات: فَقَد حلاوة المنَاجاة، وتعذَّر حفظ الحِكْمة، وحرمان الشَّفَقَة على الخَلْق؛ لأنَّه إذا شَبِع، ظنَّ أنَّ الخَلْق كلَّهم شِبَاعٌ، وثُقْل العبادة، وزيادة الشَّهوات،
    عدم الحسد،إنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال(لا تحاسدوا) وحسد المسلمين من قلَّة الشَّفَقَة عليهم،
    الاختلاط بالضُّعفاء والمساكين وذوي الحاجة،فإنَّه ممَّا يرَقِّق القلب، ويدعو إلى الرَّحمة والشَّفَقَة بهؤلاء،
    مسح رأس اليتيم،(عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رجلًا شكا إلى رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم قسوةَ قلبِه فقال امسَحْ رأسَ اليتيمِ وأطعِمِ المسكينَ)


    اللهم أدخل في قلوبنا الشفقة والرحمة، برحمتك يا أرحم الراحمين،



  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •