النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ارفع راسك وسل تعط واشفع تشفع،

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    ارفع راسك وسل تعط واشفع تشفع،

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بكاء النبي صلى الله عليه وسلم
    ارفع راسك وسل تعط واشفع تشفع،
    قال سبحانه ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾القلم،
    نبينا محمد صلى الله عليه وسلم،قد أوتي من الصفات أحسنها وأعلاها،ومن الآداب أرفعها، مع رقة في قلبه، وخشية لربه، ورأفة بأمته،وخشوع في صلاته،مما يثير أشجانه، ويهيج مشاعره، فتفيض بالدمع عينه، وقد رأى ذلك منه أصحابه رضي الله عنهم،فحفظوا مواقفه ونتأسى به،
    كان صلى الله عليه وسلم،يبكي في صلاته،حيث مناجاته لربه سبحانه،
    وما رواه عن ثابت،قال (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء صلى الله عليه وسلم)رواه أبو داود،
    ومن بكائه في صلاة الليل ما أخبرت به عائشة رضي الله عنها قالت (لما كان ليلة من الليالي،قال،يا عائشة ذريني أتعبدُ الليلةَ لربي،فقلت : والله إني لأحبُّ قربَكَ وأحب ما يسرُّك،
    قالت،فقام فتطهر،ثم قام يصلي قالت،فلم يزل يبكي،حتى بل حجره،
    قالت،ثم بكى فلم يزل يبكي،حتى بلَّ لحيتَه،قالت،ثم بكى حتى بلَّ الأرض)صححه ابن حيان،
    فجاء بلالٌ يؤذنه بالصلاة،فلما رآه يبكي قال،يا رسولَ الله تبكي،وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبِك وما تأخر،قال،أفلا أكون عبداً شكوراً،
    وبكى في صلاة الكسوف خوفاً على أمته من نزول العذاب، كما في حديث عبد اللهِ بن عمرو رضي الله عنهما قَال(كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم،فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،فأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع،ثم رفع فأطال في السجود وجعل يبكي في سجوده وينفخ ويقول،رب لم تعدني هذا وأَنا أَستغفرك،رب لم تعدني هذا وأنا فيهم) رواه أحمد،
    وخوفه على أمته جعله يكثر الدعاء لهم، ويبكي لأجلهم يطلب نجاتهم، فجزاه الله تعالى عنا وعن المسلمين خير ما جزى نبيا عن أمته،
    روى عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ،أن النبي صلى الله عليه وسلم،تلا قول اللهِ عز وجل في إبراهيم﴿رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مني﴾إبراهيم،
    وقال عيسى عليه السلَام ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾المائدة،
    فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَال( اللهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي، وَبَكَى، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، وَرَبُّكَ أَعْلَمُ، فَسَلْهُ مَا يُبْكِيك،فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم،بِمَا قَالَ،وَهُوَ أَعْلَمُ،فَقَالَ الله،يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، فَقُل،إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ،وَلَا نَسُوءُك)رواه مسلم،
    ويبكي صلى الله عليه وسلم،لسماع القرآن، كما في حديث ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم(اقْرَأْ عَلَيَّ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ، قَال،نَعَمْ، فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ الآيَةِ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ، وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا﴾النساء،قَال،حَسْبُكَ الآنَ، فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ، فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَان) رواه الشيخان،
    وفي رواية لمسلم(فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَرَأَيْتُ دُمُوعَهُ تَسِيل)
    وفي حديث أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما(أَنَّ ابْنَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم،أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ في احتضار ولدها،فَأَتَاهَا فَوُضِعَ الصَّبِيُّ فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ، فَفَاضَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،فَقَالَ لَهُ سَعْد، مَا هَذَا،قَال،إِنَّهَا رَحْمَةٌ،وَضَعَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ مَنْ يَشَاءُ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاء) رواه أبو داود،
    ومن بكائه على موت أصحابه رضي الله عنهم، ما جاء في حديث ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما،قال(اشتكى سعد بن عبادة شكوى له،فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم،يعوده،فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ فِي غَاشِيَةِ أَهْلِهِ،فَقَال، قَدْ قَضَى،قَالُوا،لاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَبَكَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَى القَوْمُ بُكَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَوْا، فَقَال، أَلاَ تَسْمَعُون، إِنَّ اللَّهَ لاَ يُعَذِّبُ بِدَمْعِ العَيْنِ، وَلاَ بِحُزْنِ القَلْبِ، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا،وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِه،أَوْ يَرْحَمُ، وَإِنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْه) رواه البخاري،
    وبكى عليه الصلاة والسلام حنينا إلى أمه وشوقاً إليها، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال(زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه،فَبكى وأبكى من حوله)رواه مسلم،
    وكانت مواقف حفظت من بكاء النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يبكي في صلاته وعند سماع القرآن خشوعاً وخشية، وبكى رحمة بأمته وشفقة عليها، وبكى على فقد أحبابه من أولاده وأصحابه. فصلوات ربنا وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعهم إلى يوم الدين،
    البكاء لا يعيب الرجال إذا كان عن رحمة وشفقة ورقة قلب،وغلظة القلب مذمومة،
    (ومن لا يرحم لا يرحم )كما جاء في الحديث،
    والرحمة صفة محمودة، اتصف بها الرحمن سبحانه(وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ)كما قال النبي صلى الله عليه وسلم،
    وأعلى البكاء وأفضله ما كان خشوعا وخشية لله تعالى، وهو غالب بكاء الرسل عليهم السلام ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾ مريم،
    وقال عبد اللَّه بن عمرو رضي الله عنهما(ابكوا فإن لم تجدوا بكاءً فتباكوا،لوتعلمون العلم لصلى أحدكم حتى ينكسر ظهره،ولبكى حتى ينقطعَ صوته)رواه الحاكم وصححه،
    ومن السبعة الذين يظلهم الله تعالى يوم(ورجل ذكر اللَّه خالياً ففاضت عيناه)
    روى يزيد بن مالك قال، جاء جبريل عليه السلام الى النبي صلى الله عليه وسلم،في ساعة ما كان يأتيه فيها متغير اللون فقال له النبي صلى الله عليه وسلم( مالي اراك متغير اللون )فقال،يا محمد جئتك في الساعة التى امر الله بمنفاخ النار ان تنفخ فيها،فقال النبي صلى الله عليه وسلم( يا جبريل صف لي جهنم )فقال جبريل،نعم،ان الله تعالى، لما خلق جهنم اوقد عليها الف سنه فأبيضت ثم اوقد عليها الف سنه فاسودت فهي سوداء مظلمه لاينطفى لهبها ولا جمرها،
    والذي بعثك بالحق لو ان خرم إبرة فتح منها،لاحترق اهل الدنيا عن اخرهم من حرها،
    والذي بعثك بالحق لو ان ثوب من اثواب اهل النار علق بين السماء والارض، لمات اهل الارض جميعاً من نتنها وحرها عن اخرهم لما يجدونها من حرها،
    والذي بعثك بالحق نبياً، لو ان رجلاً بالمغرب يعذب، لاحترق الذي بالمشرق من شدة عذابها،
    حرها شديد وقعرها بعيد وحليها حديد وشرابها الحميم والصديد وثيابها مقطعات النيران، لها سبعة ابواب لكل باب منهم مقسوم من الرجال والنساء،
    فقال صلى الله عليه وسلم ( اهي كأبوابنا هذه ) قال( لا ولكنها مفتوحة بعضها اسفل من بعض من باب الى باب مسيرة سبعين سنه،كل باب منها اشد حراً من الذي يليه سبعين ضعفاً يساق اعداء الله اليها فإذا انتهو من باب استقبلتهم الزبانيه بالاغلال والسلاسل فتسلك السلسله من فمه وتخرج من دبره،
    جاءت فاطمه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم،بكت بكاء شديدا لما رات وجهه مصفراً متغيراً من البكاء والحزن، فقالت( يارسول الله مالذي نزل عليك)
    فقال( يا فاطمه جائني جبريل ووصف لي ابواب جهنم واخبرني ان في اعلى بابها اهل الكبائر من امتي فذلك الذي ابكاني واحزنني )
    فينطلق جبريل عليه السلام الى مالك وهو على المنبر من نار في وسط جهنم، فإذا نظر مالك على جبريل عليه السلام قام تعظيما له،فيقول له يا جبريل ما ادخلك هذا الموضع،
    فيقول،ما فعلت بالعصابه العاصيه من امت محمد،
    فيقول مالك، ما اسواء حالهم واضيق مكانهم فيقول جبريل، ارفع الطبق عنهم حتى انظر اليهم،فأمر مالك الخزنه فيرفعون الطبق عنهم فأذا نظروا الى جبريل والى حسن خلقه وعلموا انه ليس من ملائكه العذاب فيقولون، من هذا العبد الذي لم نر احدا قط احسن منه،
    فيقول مالك، هذا جبريل الكريم،
    فيقولون، اقرئ نبينا السلام واخبره بسؤ حالنا،
    فأنطلق جبريل حتى يقوم بين يدي الله تعالى، فيقول الله تعالى،كيف رأيت امة محمد، فيقول ،يارب ما أسوا حالهم واضيق مكانهم، فيقول الله تعالى ،هل سألوك شيئاً، فيقول،يا رب نعم سألوني ان اقرئ نبيهم منهم السلام واخبره بسؤ حالهم،
    فيقول الله تعالى ،انطلق فأخبره، فينطلق جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في خيمه من درة بيضاء لها اربعة الاف باب لكل باب مصراعان من ذهب،
    فيقول، يا محمد، قد جئتك من العصابه العصاه الذين يعذبون من امتك في النار ويقرئونك السلام ويقولون ما أسوأ حالنا واضيق مكاننا فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم، الى تحت العرش فيخر ساجداً ويثني على الله تعالى ثناء لم يثن عليه احد مثله،
    فيقول الله تعالى، ارفع راسك وسل تعط واشفع تشفع،
    فيقول( يارب الاشقياء من امتي قد انفذت فيهم حكمك وانتقمت منهم فشفعني فيهم )فيقول الله تعالى، قد شفعتك فيهم فأت النار فأخرج منها من قال لا إله إلا الله، فينطلق النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا نظر مالك النبي صلى الله عليه وسلم، وقام تعظيماً له فيقول النبي( يا مالك ماحال امتي الاشقياء)
    فيقول، ما اسواء حالهم واضيق مكانهم فيقول محمد صلى الله عليه وسلم( افتح الباب وارفع الطبق ) فإذا نظر اصحاب النار الى محمد صلى الله عليه وسلم، صاحوا بأجمعهم فيقولون، يا محمد احرقت النار جلودنا واحرقت اكبادنا فيخرجهم جميعاً وقد صارو فحم (يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين )الحجر،
    وعن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال (ان اهون اهل النار عذاباً لرجل في رجليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه كأنه مرجل مسامعه جمر واضراسه جمر واشفاره لهب النيران وتخرج من احشاء بطنه من قدميه وانه ليرى انه اشد اهل النار عذاباً وانه من اهون اهل النار عذاباً)
    وعن ميمون بن مهران انه لما نزلت هذه الايه( وإن جهنم لموعدهم اجمعين ) الحجر،
    وضع سلمان يده على رأسه وخرج هارباً ثلاثة ايام لا يقدر عليه حتى جيء به



    اللهم اجرنا من النار، ومن عذاب القبر،اللهم امين.




  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي كل الخير

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •