النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أن سنة الله في الطغاة إنزال العقاب فيهم في الدنيا،

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    أن سنة الله في الطغاة إنزال العقاب فيهم في الدنيا،

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الله ينصر الدولة العادلة وان كانت كافرة،ولا ينصر الدولة الظالمة وان كانت مؤمنة
    العنف لا يولد إلا العنف،والظلم مهما طال عهده فمآله إلى زوال،والأحداث الجارية والتغيُّرات الهائلة أكبرُ دليل على ذلك، وهذه المتغيرات وتلك الأحداث تسير وفق سنن إلهية،هذه السنن التي تشل حركةَ الظالمين،بل قد يكون هذا الدفع على أيدي أضعف المخلوقات،التي لا يعيرها الإنسان اهتماماً،والتاريخ خير شاهد على ذلك،
    فهذا النمرود الذي تكبر وتجبر في الأرض حتى قال﴿ أنا أحيي وأميت ﴾فأَماته الله ببعوضة ضعيفة،ولكنها جند من جنود الله،
    ونمرود آخر فرعون،قال﴿ أنا ربكم الأعلى ﴾ وذلك عندما غره ملكه وسلطانه، وتفاخر بذلك قائلاً
    ﴿ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي ﴾الزخرف،
    فحطمه الله بملكه،وأجرى الأنهار من فوقه،لأنَّ ملك الملك فوق كل ملك، وسلطانه فوق كل سلطان،
    وقد ظن الظالمون أن الإمهال إنما هو منحة فوق منحة،وعطية فوق عطية، ولم يعلم هؤلاء أنَّ ذلك استدراج، قال تعالى﴿ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ،وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾الأعراف،
    لقد تناسى هؤلاء في وسط سكرة الملك والسلطان، أنَّ الله ليس بغافل عما يعمل الظالمون، وأنَّ الله يمهل ولا يهمل،ألم يقرؤوا قوله،تعالى﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ﴾إبراهيم،
    لقد ضلت عقولهم،لأَنَّ الإمهال يعقبه الأخذ،والأخذ يكون لعبرة وحكمة،قال تعالى﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ،وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾هود،
    يقول الشيخ رشيد رضا، هذه الآيات في العبرة العامة بما في إهلاك الأمم الظَّالمة في الدنيا من موعظة، ويتلوها العبرة بعذاب الآخرة﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ﴾هود،
    أي،وما كان إهلاكهم بغير جرم استحقوا به الهلاك، ولكن ظلموا أنفسهم بشركهم وفسادهم في الأرض، وإصرارهم حتى لم يَعُد فيهم بقية من قَبول الحق،وإيثار الخير على الشر،بحيث لو بقوا زمناً آخر، لما ازدادوا إلا ظلماً وفجوراً وفساداً،
    كما قال نوح،عليه السَّلام ﴿ إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ﴾نوح،
    وقد بالغت رسلهم في وعظهم وإرشادهم، فما زادهم نُصحهم لهم إلا عناداً وإصراراً، وأنذروهم العذاب، فتماروا بالنذر،استكباراً، واتكلوا على دفع العذاب عنهم إن هو نزل بهم،
    قال تعالى(فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ﴾هود،أي،فما نفعتهم آلهتهم التي كانوا يدعونها،ويطلبون منها أن تدفع عنهم الضر بنفسها أو بشفاعتها عند الله،لما جاء عذابُ ربك تصديقًا لنذر رسله﴿ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ)هود،
    أي،الخسران، والهلاك،والتدمير،
    (أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ ﴾هود،أي،أخذ ربك لأهل القرى في حال تلبسها بالظلم في كل زمان لا هوادةَ فيه، ولا مَفَرَّ منه ولا مناص،
    أخرج أحمد والبخاري ومسلم ،والترمذي،عن أبي موسى الأشعري،رضي الله عنه (إنَّ الله،سبحانه وتعالى،ليُملي للظالم،حتى إذا أخذه لم يفلته)ولكن الظالمين،إذا كانوا مع ظلمهم مغرورين بدين، ولا يحسبون حسابًا لإملاء الله،تعالى،واستدراجه،هذه عبرة للظالمين، فهل هناك عبرة للمظلومين،
    عبرة للمظلومين من الممكن أن يأخذها الإنسان، أنَّ المظلوم له مخرج، وأن بيده أن يرفع الظلم عن نفسه بترك موطن الظلم، أو أن ينحي الظلم عنه،
    العدل أساس الملك،لا يخالف في صحتها عاقل،قال شيخ الإسلام ابن تيمية، إن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة،وعاقبة العدل كريمة،
    ولهذا يروى، الله ينصر الدولة العادلة وان كانت كافرة،ولا ينصر الدولة الظالمة وان كانت مؤمنة،

    والعدل هو السور العظيم، الذي يحمي الدول من عدوان المعتدين، ومكائد المتآمرين، وحقد الحاقدين سواء كانوا من داخل الدولة أو من خارجها،
    وقد أكد القرآن،فقال،سبحانه(وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)فالهلاك لا يسلَّط على الدول ولا على البلدان وأهلُها مصلحون،
    ومن أعظم مظاهر الإصلاح،
    إقامة العدل،بأن الظلم سبب الهلاك وزوال الملك والقوة، قال،تعالى(وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)
    قال الشاعر،وما من يد إلا يدُ الله فوقها وما ظالم إلا سيبلى بظالم ِ
    وما جرت به السنن الكونية،أن الظلم سبيل الهلاك وأن الظالم وأن طال ليله فإن الغد المشرق بزواله آت لا محالة وإن أهات المظلومين ودعواتهم على ظالميهم لا تذهب هدراً كما قال،صلى الله عليه وسلم(وأتقي دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)رواه البخاري،ومسلم،
    قال الإمام الشافعي،أتهزأ بالدعاء وتزدريه،،،،،وما تدري بما فعل الدعاء
    سهام الليل لا تخطى،،،،،ولكن لها أمدا ً وللأمد انقضاء
    وقال غيره،تنام عيناك والمظلوم منتبه،،،،،يدعو عليك وعين الله لم تنم
    ولكن مصيبة الظلمة والطغاة،أن ما هم فيه من نعمة وترف ولذة الملك والسلطة والتمكين،أنساهم التفكير في العواقب، وجلب لهم الآمال الكاذبة والظنون الخاطئة والغرور الخادع، فما يشعر أحدهم حتى تحِل الكوارث، وتحيق بهم سيئات أعمالهم،
    وصدق النبي،صلى الله عليه وسلم(من التمس رضا الله بسخط الناس،رضي الله عنه،وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس)رواه البيهقي،وصححه الألباني،
    وما ذلك إلا لإظهار خزيه وهوانه،ولمزيد تعذيبه والتنكيل به،
    وقد تواردت أقوال المفسرين، أن سنة الله في الطغاة إنزال العقاب فيهم في الدنيا لا تتخلف، جرت على الطغاة السابقين وستجري على الحاضرين والقادمين، فلن يُفلت أحد منهم من عقاب الله في الدنيا، كما لم يفلت أحد منهم من عقابه في الآخرة،فهل من مدكر هل من مزدجر،
    ومهما بلغ فإن باب الرجوع إلى الحق والتوبة الصادقة إلى الله، والاصطلاح،ما زال الباب أمامهم مفتوحاً، قال الله تعالى،لهؤلاء وأمثالهم(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
    فهذا وعد لكل مذنب، مهما كان ذنبه، أن لا يقنط من رحمة ربه ومن عفوه وغفرانه،عنه في الدنيا والآخرة، ولكن ذلك مشروط بالمبادرة في الرجوع والتوبة والإنابة إلى الله، قبل أن يقع العذاب، قبل أن ينزل العقاب،
    ومعنى ذلك، أنه متى جاء العذاب وشوهد العقاب فإنه لا تغني التوبة عندئذ لمن تاب،
    وقال،صلى الله عليه وسلم،مخاطباً الكعبة(ما أطيبكِ وما أطيب ريحكِ وما أعظمك وأعظم حرمتكِ، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم حرمةً منك، ماله ودمه وأن لا يظن به إلا خيراً)رواه ابن ماجه وصححه الألباني،

    أسأل الله أن يرشدنا لسلوك الخير وسبيل الرشاد إنه سميع مجيب،وأن يرفع الظلم والطغيان والتسلط عن جميع شعوب المسلمين، وأن لا يدع على رؤوسها ولا على عروشها ظالماً، أسأله أن يهدي من علم في هدايته خيراً، وأن يذهب ويزيل ويهلك من في هلاكه صلاح الإسلام والمسلمين،واجعل دولة قطر وأميرها وشعبها في أمن وأمان،وان يبعد عنها شر الأشرار،من المفسدين والحاقدين،
    أللهم آمين.



  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •