النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الجمع بين إنكار المنكر بالقلب وملاطفة الناس والإحسان إليهم

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    الجمع بين إنكار المنكر بالقلب وملاطفة الناس والإحسان إليهم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الجمع بين إنكار المنكر بالقلب وملاطفة الناس والإحسان إليهم
    الأمر بالعروف والنهي عن المنكر من شعائر الإسلام العظيمة،وهما فرض كفاية، وقد يكونا فرض عين في بعض الأحوال،
    والواجب على من رأى منكراً أن ينكره بقدر استطاعته، بيده أو بلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه،
    لقوله صلى الله عليه وسلم(من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)رواه مسلم،
    والإنكار بالقلب واجب على كل أحد،ولا يسقط بحال،
    ومعنى الإنكار بالقلب،كراهة المعصية،وبغضها،وكراهة العمل بها،
    وهذا لا يعارض التعامل مع صاحبها بالحسنى،أو التبسم في وجهه، في غير وقت فعله للمنكر،مثلاً إذا لقيته : تسلم عليه ، وتهش في وجهه،وترحب به،بحسب الحال والمقام، وأنت مبغض لما عليه، وهذا هو الإنكار بالقلب،
    فبغض المعصية، لا ينافي التعامل مع صاحبها بالخلق الحسن، أو بالإكرام، وحفظ حقه،ورد غيبته،
    عن عمر بن الخطاب، أن رجلاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم،كان اسمه عبد الله وكان يلقب حماراً،وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم،وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب،فأتي به يوماً فأمر به فجلد،فقال رجل من القوم،اللهم العنه،ما أكثر ما يؤتى به،فقال النبي صلى الله عليه وسلم(لا تلعنوه فوالله ما علمت إنه يحب الله ورسوله)رواه البخاري،
    وقد يحتاج المرء في معاملات بعض الناس إلى لون المداراة،بحسب الحال،وهذا أيضاً خلق حسن مشروع، وليس من المداهنة ولا النفاق في شيء،
    ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم، الأسوة الحسنة، فقد روى البخاري،ومسلم،عن عروة بن الزبير،أنَّ عائشة أخبرته أنَّه استأذن على النَّبي صلى الله عليه وسلم،رجل فقال(ائذنوا له،فبئس ابن العشيرة،أو بئس أخو العشيرة)فلما دخل ألان له الكلام،فقلت له،يا رسول الله، قلت ما قلت، ثم ألنت له في القول،
    فقال(أي عائشة، إنَّ شرَّ الناس منزلةً عند الله من تركه،أو ودعه الناس، اتقاء فحشه)
    أي،لأجل قبح فعله وقوله، أو لأجل اتقاء فحشه، أي،مجاوزة الحدِّ الشرعي قولًا أو فعلًا، وهذا أصل في ندب المدَاراة إذا ترتب عليها دفع ضرٍّ، أو جلب نفع، بخلاف المداهنة فحرامٌ مطلقًا، إذ هي بذل الدين لصلاح الدنيا، والمدَاراة بذل الدنيا لصلاح دين أو دنيا، بنحو رفقٍ بجاهلٍ في تعليم، وبفاسقٍ في نهيٍ عن منكر، وترك إغلاظ وتألُّف، ونحوها مطلوبةٌ محبوبةٌ إن ترتب عليها نفع، فإن لم يترتب عليها نفع، بأن لم يتقِ شرَّه بها كما هو معروف في بعض الأنام فلا تشرع)
    وقال صلى الله عليه وسلم(استوصوا بالنساء خيرًا؛ فإنهنَّ خلقن من ضِلع، وإنَّ أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا)رواه البخاري، ومسلم،
    وعن البخاري،عن أبي الدرداء(إِنا لنبتسم في وجوه أقوام،وإن قلوبنا لتلعنهم)فهذا الحديث أصل في المداراة،
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله، قال ابن بطال( المداراة من أخلاق المؤمنين، وهي خفض الجناح للناس، ولين الكلمة، وترك الإغلاظ لهم في القول، وذلك من أقوى أسباب الألفة)
    وظن بعضهم أن المداراة هي المداهنة، فغلط، لأن المداراة مندوب إليها،والمداهنة محرمة،
    والفرق ،أن المداهنة من الدهان،وهو الذي يظهر على الشيء ويستر باطنه،
    وفسرها العلماء بأنها، معاشرة الفاسق،وإظهار الرضا بما هو فيه،من غير إنكار عليه،
    والمداراة هي، الرفق بالجاهل في التعليم،وبالفاسق في النهي عن فعله، وترك الإغلاظ عليه،حيث لا يظهر ما هو فيه، والإنكار عليه بلطف القول والفعل،ولا سيما إذا احتيج إلى تألفه،
    ويجب التنبه للفرق بين أمرين،
    التعامل مع صاحب المعصية أثناء ارتكابها،
    والتعامل معه بعد ذلك،

    فيلزم في الإنكار بالقلب عند فعل المنكر مفارقة محل المعصية، ولا يجوز البقاء، فضلاً عن التبسم والضحك مع صاحبها،لقوله تعالى(وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً) النساء،
    وفي هذه الآية دلالة على وجوب إنكار المنكر على فاعله، وأن من إنكاره،
    إظهار الكراهة،إذا لم يمكنه إزالته،
    وترك مجالسة فاعله،
    والقيام عنه،حتى ينتهي ويصير إلى حال غيرها،

    وقال الشيخ ابن باز رحمه الله، والإنكار بالقلب فرض على كل واحد،وهو بغض المنكر وكراهيته ، ومفارقة أهله عند العجز عن إنكاره باليد واللسان،
    لقول الله سبحانه( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين )الأنعام،
    وأما التعامل مع العاصي في غير وقت إتيانه المنكر،فيجتمع في القلب بغض معصيته، مع محبته لإيمانه، والإحسان إليه بالقول والفعل، تأليفاً له، أو مراعاة لحقه لا سيما إذا كان أباً أو قريباً،
    أن أبا الدرداء مر على رجل قد أصاب ذنباً،فكانوا يسبونه،فقال(أرأيتم لو وجدتموه فى قليب، ألم تكونوا مستخرجيه،قالوا، بلى، قال(فلا تسبوا أخاكم واحمدوا الله الذي عافاكم)قالوا،أفلا تبغضه،قال(إنما أبغض عمله فإذا تركه فهو أخي)
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله،وإذا اجتمع في الرجل الواحد،خير وشر، وفجور وطاعة ومعصية، وسنة وبدعة،
    استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير،
    واستحق من المعاداة والعقاب، بحسب ما فيه من الشر،

    فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة، فيجتمع له من هذا وهذا، كاللص الفقير تقطع يده لسرقته، ويعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته،


  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي كل الخير

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •