النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: من المخاطر التي تهدد العبد في دينه

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    من المخاطر التي تهدد العبد في دينه

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    من المخاطر التي تهدد العبد في دينه
    قال تعالى(وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلاَدِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ )سورة ق،
    ويقولُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم(ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ ألا وهِيَ القَلْب)فأَصْلِحْ قلبَكَ يالمؤمِنَ تَصْلُحْ جوارِحُكَ بإِذْنِ اللهِ،
    نظف قلبك من الدنائس والشوائب وليكن عندك الخوف منَ اللهِ وثِقة باللهِ وشدَّةُ التوكلِ على اللهِ، مهما كانَ عُمُرُكَ ومهما كَبِرَتْ سِنُّك،لا تَتْرُكْ خدمةَ الدينِ بدعوى أنك أصبحت من كبار السن بل ليكن قلبك كما يقال القلب الشاب،
    ماذا عنيت إخوةَ الإيمانِ بصاحبِ القلبِ الشاب، عنيتُ بهِ صاحبَ الهمَّةِ العاليةِ في الطاعاتِ والإقبالِ للآخرةِ، عنيت به من لم يجعله كبر سنه يقعد ويترك العمل لإحياء مذهب أهل السنة،فإن من ترك العمل لخدمة الدعوة قلبه ميت،
    وها هو نَبِيُّ اللهِ ءادمُ عليهِ السلام،عاش ألف سنة وبقي إلى أن مات يعلم أولادَه أمور دينهم ودنياهم،
    ونبي اللهِ نوح عليهِ السلام،الذي عاشَ ألفَ سنةٍ وسبعَمائةٍ وثمانينَ سنةً،فقدْ رُوِيَ أنَّهُ لمّا حَضَرَتْهُ الوفاةُ قيلَ له،كيف رأيت الدّنيا،فقال،كبيتٍ له بابان دخلت من أحدهما،وخرجت من الآخر،
    معَ كِبَرِ السنّ كانَ للأنبياء هِمَّةٌ عاليةٌ في تَعْليمِ النَّاسِ الخيرَ وفي تحذيرِهِمْ ممّا يُهْلِكُهُمْ في الآخرةِ، كانوا يَنْشرونَ الإسلامَ ليلاً نهاراً،ولمْ يقلْ واحدٌ منهم(أنا صِرْتُ كبيراً في السن فلأقعد بالبيت)كما هوَ حالُ بعضِنا في هذهِ الأيام،فبعض الناس تفتر هممهم عنِ الإقبال للطاعات فيقول لك بالعامية( راحِت علينا، اليوم دورُ الشباب)
    ها هو ذو القرنينِ عاشَ ألفيْ عامٍ وجاهدَ في اللهِ حقَّ الجهادِ ولمْ يقلْ كما يقولُ البعض(فاتَنِي القطار)
    وهذا سلمان الفارسي الصحابي الجليل رضي اللهُ عنهُ عاشَ ثلاثمائة عامٍ وكان ناصراً لِدِينِ الله،
    ولمن قصرت همته بدعوى كبر السن إن الدعوة إلى اللهِ تحتاجكم،وربّ همة أنقذت أمة،
    هذا أَنَسُ بنُ مالكٍ قارَبَ التسعينَ وبَقِيَ ذا هِمَّةٍ عالِيَةٍ في الطَّاعاتِ،
    وهذا القاضِي أبو شجاعٍ الشافعيُّ المذهبِ رحِمَهُ الله، عاشَ مائةً وأربعينَ عاماً على قولِ بعضِ العلماءِ وبقيَت جوارِحُهُ سليمَةً فقيلَ لهُ بمَ حُفِظَتْ عليكَ فقال(حفظناها في الصّغَرِ فَحَفِظَهَا اللهُ لنَا في الكِبَر) ليكن قلبك قلبَ الشَّباب المقبلين إلى الطاعات،
    فصاحِبُ القلبِ الشَّاب، منْ يُؤَدّي الواجباتِ ويجتنبُ المحرماتِ ويلتزمُ طاعةَ اللهِ،ويُقبلُ على العِلْمِ تَعَلُّمًا وتعليمًا يَشْغَلُ وَقْتَهُ بمجالسِ العلم،ويُواظِبُ على الصَّلواتِ جماعةً ويكونُ قدوَةً لأولادِهِ وأحفادِهِ بملازَمَةِ المساجِد،
    كالإمامِ بدرِ الدينِ الحسنِيّ الذي كانَ يدرّسُ في عِدَّةِ فُنونٍ ويَشْغَلُ لِسانَهُ بِذِكْرِ اللهِ وبالصَّلاةِ على رسولِ اللهِ، كانَ يُصَلّي على رسولِ اللهِ في اليومِ ثمانينَ ألفَ مرة،
    صاحبُ القلبِ الشاب، الذي يتخلص مِنَ التَّبِعاتِ فَيُؤَدّي حقوقَ اللهِ وحقوقَ الناسِ ويحفظُ لسانَهُ وجوارِحَهُ ممّا يغضب اللهَ،هذا الذي سلم المسلِمون من لسانه ويده وكان موجهاً للخير حيثما كان،كالسيدة نفيسةَ التي حفرت قبرها في بيتها وختمت القرءان ستة ءالافِ خَتمة،
    صاحبُ القلبِ الشاب،من لا يركن للشهوات والملذات التي لا خير فيها، ولا يشغل وقته بالجلوسِ في المقاهِي وأمام الفضائيات وباللعب بالنرد وبالقيل والقال،
    والله جل وعلا أمر عباده بسؤال الهداية،ففي الحديث القدسي(يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ)
    يقول ابنُ القيم رحمه الله، العبد لا يستغني عن تثبيت الله له طرفة عين،
    ومن الفتن العظيمة التي حذرنا منها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد زلَّتْ بكثير من الناس، فتنة النساء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (ما تركت بعدى في الناس فتنة أضر على الرجال من النساء) فاختلاطهن بالرجال من أعظم الفتن،
    قال ابن القيم رحمه الله(ولا ريب أنَّ تمكينَ النساءِ من الاختلاطِ بالرجالِ أصلُ كلِّ بليةٍ وشرٍّ، وهو أعظمُ أسبابِ نزولِ العقوبات)
    ومن الفتن الخطيرة، تتبُّعُ المتشابه من الأحكام، والأخذُ بالرُّخَصِ في الحلال والحرام، والتحايلُ لارتكابِ المحرم،
    ومن أسباب هلاك العبد، التهاون بصغائر الذنوب،قال صلى الله عليه وسلم (إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه)
    ومن المخاطر التي تهدد العبد في دينه، العُجْبُ بالنفس والعمل، فقد يُعاقَبُ عليها بالانحراف عن الدين، أما من استعان بالله، واعتمد عليه ثبته الله،
    ومما يعين على الثبات على دين الله، مجالسةُ العلماء، فإنها تُحيي القلوبَ، وتحثُّ على العمل، فالصاحب الصالح معينٌ على الخير، إن ضعُف صاحبُه عن الطاعة قوَّاه، وإن زلَّتْ قدمُهُ لمُحرَّمٍ نهاه،
    قال تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)

    أيها المؤمن،مهما صغر سنك أو كَبرَ مجتهدًا في خدمةِ الإسلامِ والدعوةِ إلى الإسلامِ واترُكِ الكسل وأصلح ما بينك وبينَ ربّكَ وقُل(اللهم نق قلبي منَ الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس)

    والسعيد من هداه الله وثبته على الدين حتى يتوفاه، فأخلِصُوا لله أعمالكم، واسألوه الثبات على دينه، واستعيذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن،
    اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرِق والمغربِ،
    اللهم إني أعوذُ بك من الكسل والهرم والمأثم والـمغرم،ومن زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجأة نقمتك وجميع سخطك) واعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم،كان يستعيذ باللهِ من فتنة المحيا والممات،



  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي كل الخير

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •