النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: قال،فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ومُريه يثبت عتبة بابه

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    قال،فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ومُريه يثبت عتبة بابه

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قال،فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ومُريه يثبت عتبة بابه
    شخصية نبي الله ورسوله إبراهيم الخليل الذي تحمل اسمه سورة كاملة من القرآن، حين يقول عنه(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ المُشْرِكِينَ،شَاكِرًا لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ. ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ)النحل،
    هو إبراهيم عليه السلام،الذي سمي بأبي الأنبياء، والذي كان من أولي العزم من الرسل وجعله الله خليلًا،
    نال إبراهيم هذه المرتبة العظيمة وحظي بمقام الخلة عند الله،من قول الله تعالى(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)ا لبقرة،
    إنها منزلة الإمامة في الدين، نالها إبراهيم عليه السلام،فلقد ابتلاه ربه واختبره بكلمات،
    نبذه الإشراك بالله وفراق قومه في الله حين أمر بمفارقتهم،ومحاجته للنمرود وهو طاغية يعمل السيف فيمن خالفه قتلًا وسفكًا ويدعي لنفسه ربوبية زائفة وألوهية باطلة،وصبره على قذفه في النار ليحرقوه في سبيل الله على هول ذلك وشدته،
    ثم ما ابتلي به من إسكان ذريته (ابنه إسماعيل وزوجه هاجر) بأرض خلاء هي موضع مكة حين كانت عبارة عن صحراء قاحلة غير ذي زرع ينتفع الناس به في بطونهم، لكن ما سيخرج منها من النور الذي يضيء للناس طريقهم، والهدى والإيمان الذي يشع منها كان خيرًا ونعمة على البشرية كلها،
    أنها مناسك الحج خاصة،كما في تفسيرالقرطبي،لقد تبوأ إبراهيم نتيجة لذلك وتشرف بصفة الإمامة التي أكرمه الله تعالى بها، جزاءً له على قيامه بواجب التكاليف والوظائف الشرعية التي امتحنه بها قبل أن يسوده إمامًا، ولذلك نقرأ في القرآن الكريم إلى يوم الدين(وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى)وفّي بجميع ما شرعه الله له، فعمل به، وأداه أحسن أداء،فطوبى له وحسن مآب،
    لقد كان من تمام الجائزة الإلهية والمنحة الربانية على إبراهيم عليه السلام، أن عهد الله إليه وشرفه بأن يرفع قواعد البيت الحرام ويطهره للحجاج والمعتمرين، ولذلك قال تعالى(وَإِذْ جَعَلْنَا البَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)
    عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما،في قصة إبراهيم عليه السلام مع هذا البيت، فيقول،فيما رواه البخاري، جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعهما عند البيت، عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء فوضعهما هنالك ووضع عندهما جرابًا فيه تمر، وسقاء فيه ماء،
    ثم قفى إبراهيم منطلقًا، فتبعته أم إسماعيل فقالت،يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس به أنيس ولا شيء،فقالت له ذلك مراراً،ولا يلتفت إليها،
    فقالت له،آلله أمرك بهذا، قال،نعم، قالت،إذا لا يضيعنا،ثم رجعت،ومجيء إبراهيم عليه السلام بزوجه هاجر وابنه إسماعيل، بأمر من ربه،إلى مكان البيت في وادي لا زرع فيه ولا ماء، وتركهما هناك راجعاً إلى الشام،
    فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الدعوات،ورفع يديه، فقال(رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)
    وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها،وجعلت تنظر إليه يتلوى،فانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً فلم تر أحداً، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت بطن الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت سعي الإنسان المجهود، حتى جاوزت الوادي،ثم أتت المروة فقامت عليها،ونظرت هل ترى أحداً فلم تر أحداً ففعلت ذلك سبع مرات،
    قال ابن عباس قال النبي،صلى الله عليه وسلم
    (فلذلك سعى الناس بينهما)
    ثم تسمعت فسمعت،فقالت،قد أسمعت إن كان عندك غواث فإذا هي بالملك عند موضع زمزم،فبحث بعقبه،أو قال بجناحه، حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضُه وتقول بيدها هكذا،وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف،سعت أم اسماعيل بين الصفا والمروة سبع مرات لعلها تجد ما تسقي به رضيعها، ومنة الله عليها بتفجير ماء زمزم بين يدي وليدها،
    قال ابن عبَّاس قال النبي،صلى الله عليه وسلم(يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم)وقال(لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عيناً معيناً،قال،فشربت وأرضعت ولدها،
    فقال لها الملك،لا تخافي الضيعة، فإن هاهنا بيتًا لله يبنيه هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله،وكان البيت مرتفعاً من الأرض كالرابية، تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وعن شماله، فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم، أو أهل بيت من جرهم،مقبلين من طريق كداء،فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائرًا عائفًا،فقالوا،إن هذا الطائر ليدور على الماء، لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء،فأرسلوا جريًا أو جرييّن فإذا هم بالماء،فرجعوا فأخبروهم بالماء، فأقبلوا،
    وأم إسماعيل عند الماء،فقالوا،أتأذنين لنا أن ننزل عندك،قالت، نعم ولكن لا حقَّ لكم في الماء عندنا،قالوا،نعم،
    قال عبد الله بن عبَّاس،قال النبي،صلى الله عليه وسلم(فألفى ذلك أمَّ إسماعيل وهي تحب الأنس، فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم، فنزلوا معهم،
    وشبَّ الغلام وتعلّم العربية منهم فأعجبهم حين شب،فلما أدرك، زوّجوه امرأة منهم،
    وماتت أم إسماعيل، فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل، يطالع تركته فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته عنه،
    فقالت،خرج يبتغي لنا، ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت،نحن بشرٍّ نحن في ضيق وشدّةٍ وشكت إليه،قال،فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له يغيّر عتبة بابه،
    فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئًا، فقال، هل جاءكم من أحد، فقالت،نعم جاءنا شيخ كذا كذا،فسألنا عنك فأخبرته، وسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا في جهد وشدة،
    قال،فهل أوصاك بشيء،قالت،نعم أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول لك غيّر عتبة بابك،
    قال،ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك، فالحقي بأهلك، وطلقها وتزوَّج بأخرى،
    ولبث عنهم إبراهيم ما شاء الله،ثم أتاهم فدخل على امرأته فسألها عنه، فقالت،خرج يبتغي لنا،
    قال،كيف أنتم،وسألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت نحن بخير وسعة،وأثنت على الله عز وجل،
    فقال،ما طعامكم،قالت،اللحم قال،فما شرابكم،قالت،الماء،
    قال اللهم بارك لهم في اللحم والماء،
    قال،فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ومُريه يثبت عتبة بابه،
    فلما جاء إسماعيل قال هل أتاكم من أحد،قالت،نعم أتانا شيخ حسن الهيئة،وأثنت عليه،فسألني عنك فأخبرته فسألني كيف عيشنا، فأخبرته أنا بخير،
    قال،فأوصاك بشيء،قالت،نعم هو يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تثبت عتبة بابك،قال، ذاك أبي وأنت العتبة، أمرني أن أمسكك،
    ثم ما لبث عنهم ما شاء الله ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نَبلاً له تحت دوحةٍ قريبًا من زمزم،فلما رآه قام إليه فصنعا، كما يصنع الوالد بالولد، والولد بالوالد،ثم قال،يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر، قال،فاصنع ما أمرك به ربك،
    قال،وتعينني،قال،وأعينك،
    قال،فإن الله أمرني أن أبني هاهنا بيتاً، وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها،
    قال فعند ذلك رفعا القواعد من البيت،فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة،وإبراهيم يبني حتى إذا ارتفع البناء،جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه،وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة،
    قال،فجعلا يبنيان،حتى يدورا حول البيت، وهما يقولان(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ،
    وكون قواعد البيت موجودة قبل إبراهيم عليه السلام فهداه الله إليها وبوأه لها بأن أمره أن يرفعها ويبني عليها، قال تعالى(وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود، وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا، وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق)الحج،
    ويصدق ذلك ما ورد في الحديث من قول الملك لأم إسماعيل(فإن ههنا بيتاً لله يبنيه هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله)


  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي كل الخير

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •