النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: النجاح في الحياة

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية رجل تعليم
    رقم العضوية
    26643
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    6,199

    النجاح في الحياة

    عز الدين فناني



    النجاح هو تلك الغاية الأسمى التي تلخص طموح الإنسان وغاية وجوده في هذا الكون، وهو ثمرة أعماله التي يسعى جاهدا للحصول عليها، فالنجاح هو الطاقة الإيجابية التي تشحن النفس وترفع الهمة و تذيب جليد الإخفاقات…
    لا يعد الفشل في حد ذاته مُعِيقا لتحقيق النجاح، بل الاستسلام له و فُقدان الرغبة في مواصلة الطريق هو ما يٙحُول بين المرء و بين تحقيقه لطموحاته في هذه الحياة، فالتغلب على الفشل هو في حد ذاته نجاح، و لا تخلو أي مغامرة من صعوبات و تحديات، لذلك فالِمحٙن هي من تصنع الأقوياء، و الفشل هو فقط محطة للاختبار وتقييم الكفاءة و أخذ العبر، ولا ينبغي أن يكون الفشل دافع إلى التشاؤم والتفكير السلبي، بل يجب البحث عن التوازن، فلا تفاؤل حد الغباء ولا تشاؤم حد الشعور بالإحباط.

    النجاح السلبي:

    مٙن يعتقد أن النجاح هو تكديس التروة فهو لم يتجاوز مرحلة المراهقة بعد، ومن يظن أن النجاح هو قضاء معظم الوقت في اللعب واللهو واللامبالاة فهو يعيش حياته محاولا تلبية عُقد الطفولة المحرومة، و مٙن يجزم أنه لا سبيل للنجاح سوى بتغييب الضمير وبأكل أموال الناس بالباطل واستعبادهم والدٙوس عن كرامتهم فهو مٙيِّت يسعى بين الأحياء وينتظر فقط دوره في الدفن، فقد يموت الضمير و المشاعر الانسانية و يستمر الجسد والشهوات والغرائز الحيوانية في الحياة.
    البعض يكرس حياته للسير وفق إملاءات المجتمع الذي يعيش فيه بالرغم من أن هذا المجتمع غير ناضج كفاية ليتّٙبع توجيهاته، لذلك على المرء أن يرسم مسار حياته الخاص وفق معتقداته التي تُبنى على ركائز و ضوابط منطقية تتماشى مع المبادئ العامة والضمير الإنساني الحي. فالمستوى التعليمي للناس لا يوازيه بالضرورة نفس المستوى من الأخلاق، المعرفة ،الثقافة، التربية، حسن التواصل والمعاملة، روح الإخاء والتضامن والشعور الإنساني .. فهذه الجوانب الأساسية يهملها المجتمع المادي الذي يكرس الفوارق الإجتماعية بين مكوناته…
    ثمة أشياء يغفل عنها الإنسان في حياته و لا يتذكرها إلا بعد خرابها و عدم قدرته على استرجاعها، فآفة الإنسان هي تنغيص حياته بالحسرة على الماضي أو شوقه وتطلعه للعيش في المستقبل، بينما تضيع حياته في الحاضر الذي يمثل واقعه الملموس و الحسي، و إهماله لما بين يديه من نعم و تطلعه حسدا لما لدى غيره.

    النجاح الإيجابي:

    لا يجب أن ترسم أهدافك في الحياة على المدى البعيد فقط، ففي طريقك للبحث عن الواقع المثالي لا تنسى أن تعيش، فكل يوم في حياتك هو بمثابة حياة مستقلة تعيشها، فينبغي أن تستمتع بتحقيق أهدافك فيه، فبعضها ينقضي بانتهاء الليل و بعضها الآخر يشكل خطوة في طريق مستقبلك، فلا تغفل مثلا عن الإستمتاع بوجودك بين والديك والسهر على رضاهما، فلربما لن تتاح لك الفرصة لفعل ذلك مستقبلا. عش حياتك بحب و سكينة بين أفراد أسرتك وأصدقائك، تمتع بصحتك ومارس هواياتك، خصص أيام للسفر واكتشاف العالم من حولك، إفعل الخير وكن رحيما بالضعفاء، أدخل الفرح و السرور على المعوزين والأيتام.. لا تهمل الجانب الإنساني و النبيل في حياتك، ولا تستعجل الأيام فنحن نسير نحو النهاية و لا نعلم ساعة الرحيل، لا تسمح لروتين الحياة أن يوهمك بأنك تعيش في دوامة، فأنت في رحلة عبر الزمن تطوي فيها صفحات حياتك، و أيّٙامُها بمثابة نقط إنعطاف لمسار نجاحك في مبيان الحياة الذي يرسم مراحل تطورك عبر الزمن.
    فالنجاح الحقيقي لا يقتصر فقط في الحصول على مهنة أو تحقيق مستوى اجتماعي، بقدر ما يتطلب الانتقال من الحسن إلى الأحسن، و تحقيق التوازن في مختلف جوانب الحياة، الشخصية، الاجتماعية، المادية، العلمية والروحانية... بغية تحقيق الاستقرار و السلام و طمأنينة النفس ورضاها عن مشوار الحياة، وذلك بتسخير أفضل السبل لتحقيق أفضل النتائج، عبر فعل الصواب بطرق مشروعة وفي وقتها المناسب، لتحقيق الفعالية والنجاعة في استثمار الوقت.

    الخمول والغرور ونكران الجميل والتكبر هم الخطوات الأولى نحو الهاوية و بداية الانهيار، والنجاح بطرق غير مشروعة هو في حد ذاته فشل، سيندم عليه صاحبه يوم لا ينفع الندم، فهو بمثابة فقاعة الصابون التي تغري الناس بزخرفها وتطايرها في الفضاء و لكنها سرعان ما تنفجر في وجه صاحبها. ومن يعتقد أنه وصل لتحقيق جميع غاياته، فتلك بداية نهايته، وانزلاقه نحو التكبر و الطغيان.

    تذكر دائما أن النجاح طريق إلى الرقي لا نهاية له، وقد لا يتوفق المرء في تحقيق جميع ما يطمح إليه، ولكن عليه السعي والسير قدماً في طريق النجاح، والعمل على تكييف أهدافه وضبطها بما يتماشى مع متغيراته ومتطلباته،
    لذلك يجب أن يعتقد الإنسان جازما أنه خلق ليكون ناجحا في هذه الحياة، وما عليه سوى الثقة في نفسه واكتشاف ذاته و معرفة مدى قدراته وإمكانياته، و العمل على تطويرها و تسخيرها لتحقيق الأهداف التي تتناسب معها ...

  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية nooora
    رقم العضوية
    12021
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    دار تميم العز
    المشاركات
    10,083
    مقال رائع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •