النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: لا تخادعوا ولا يَختِل بعضكم بعضاً بالمكر والاحتيال

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    لا تخادعوا ولا يَختِل بعضكم بعضاً بالمكر والاحتيال


    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لا تخادعوا ولا يَختِل بعضكم بعضاً بالمكر والاحتيال
    معنى الحديث الشريف(لا تحاسدوا ولا تناجشوا) فحكم النجش محرم، كما صرح بالنهي عنه في حديث ابن عمر أن رسول الله،صلى الله عليه وسلم،نهى عن النجش،
    ومعنى لا تناجشوا،والنجش في اللغة، الخداع أو الارتفاع والزيادة، وفي الشرع،أن يزيد في ثمن سلعة ينادي عليها في السوق ونحوه ولا رغبة له في شرائها، بل يقصد أن يضر غيره،
    لما يترتَّب عليه من المفاسد العظيمة، والأضرار الكثيرة التي لا تُحصى، فإن أراد ضرر المشتري، فقد ضارَّ مسلماً،ومَن ضارَّ مسلماً، فهو ملعون،
    ومن أراد نفع البائع، فقد أدخل عليه باباً من أبواب الربا،
    فتسبَّب في أكله الحرام، ووضع الزائد نفسه موضع الخائن الكاذب،لأنه يزيد في السلعة ولا يريد شراءها،
    فعن ابن أبي أوفى،رضي الله عنهما،قال(الناجش آكل ربا خائن)
    ومن العلماء مَن فسَّر النَّجش بما هو أعم من ذلك،فجعل كل مكرٍ بأخيك المسلم نجشًا، وكلَّ خداع يَزيد عليه الثمن أو له نجشًا، وكُلَّ حيلة تأكل بها شيئًا من مال أخيك أو تَستخرِج بها جزءًا من ماله فهو نجش،
    ومعنى قوله(ولا تناجشوا) أي، لا تخادعوا ولا يَختِل بعضكم بعضاً بالمكر والاحتيال، وإنما يُراد بالمكر والمخادعة إيصال الأذى إلى المسلم إما بطريق الاحتيال أو بأي طريق يلزم وصول الضرر إليه ودخوله عليه،
    وفي حديث أبي هريرة،رضي الله عنه،عن النبي،صلى الله عليه وسلم (من غشَّنا فليس منا، والمكر والخِداع في النار)الراوي،أبو هريرة رضي الله عنه،صحيح مسلم،وحسنه الألباني،
    وفي حديث أبي بكر الصديق،رضي الله عنه(ملعون مَن ضارَّ مسلماً أو مكَر به)أخرَّجه الترمذي،
    فيدخل في هذا التحذير النجش المنهي عنه وجميع أنواع المعاملات المنهي عنها، كتدليس العيوب وكتمانها، وغش المبيع الجيد بالرديء، وثمن المسترسل، وهو الذي لا يُحسن أن يُماكس، كالصغير، والأبله، والغافل عن الأسواق، والمرأة، فكل غبن هؤلاء مُحرَّم، وليس فيه فخر للبائع، ولا يفرح بما كسبه منهم،
    ومن هذا القبيل اغتنام ثِقة أخيك إذا وثِق بك لمعرفته لك، أو لحسن ظنِّه بك، سواء اشترى منك أو وكَّلك بالشراء، فكل هذه المسائل من باب المكر والخداع التي هي من أقبح الصفات،
    فيجب على المسلم أن يتنزَّه عنها،لأنها من صفات الكفر والمنافقين، ولا بد أن تُحيط بصاحبها،قال،جل ثناؤه﴿ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ﴾فاطر،
    فليخش معصيةَ الله تعالى وإيذاء خلق الله الذين لا يجوز إدخال الأذى عليهم،
    فاتقوا الله تعالى، واتقوا كلَّ عمل وكل خُلق يُفكِّك روابط الأخوة، ويُحدث التباغض، ويزرع الأحقاد،أو يُشتِّت الشمل، أو يُعين على الإثم والعدوان،
    قال تعالى﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾المائدة،
    فالنجش يجب علينا أن نحذره بأي مبيع كان، سواء في السيارات أو الأراضي أو سائر البضائع،وفي عقود البيع أو الاستئجار،
    فالحذر من أن يزيد الإنسان في الثمن أو الأجرة
    وعقوبات هذه المعصية منها العاجل،
    كنقص البركة، والتسبب بهلاك المال،إما لتجشُّمه الحرام أو الاستجابة لدعوة المظلوم،
    وكما يحرُم على المسلم أن يأكل الحرام فإنه يحرُم عليه أن يوصله لغيره،
    فلنتق الله تعالى في كلِّ أعمالنا وأقوالنا، ولنُراقِبه،فهو يعلم خائنةَ الأعين وما تخفي الصدور،
    قال تعالى﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾المائدة،
    فالمقصود أن ما فيه إيذاء برفع السعر، أوبمنع الناس من الشراء،فهو من الأمر المحرم وهو من النجش، والاحتكار،
    وأن يرزق الله الناس بعضهم من بعض،ولهذا،قال عليه الصلاة والسلام(دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض)رواه مسلم،
    ومعنى الحديث
    (لا تحاسدوا)والحسد هو، تمني زوال نعمة المحسود إلى الحاسد،والحسد مركوز في طباع البشر، وهو أن الإنسان يكره أن يفوقه أحد من جنسه في شيء من الفضائل،
    ثم ينقسم الناس بعد هذا إلى أقسام،
    القسم الأول، من يسعى في إزالة نعمة عن المحسود فقط من غير نقلٍ إلى نفسه، وهو شرهما وأخبثهما، وهذا هو الحسد المذموم المنهي عنه،
    القسم الثاني، من يحدث نفسه بذلك اختيارًا ويعيده ويبديه في نفسه مستروحًا إلى تمني زوال نعمة أخيه، فهذا شبيه بالعزم على المعصية،
    القسم الثالث،إذا حسد لم يتمَنَّ زوال نعمة المحسود،بل يسعى في اكتساب مثل فضائله، ويتمنى أن يكون مثله،
    ما معنى قوله عليه السلام(لا حسد إلا في اثنتين)
    قال العلماء، فالمراد به الغِبطة، أي: ليس شيء في الدنيا حقيقًا بالغبطة عليه إلا هاتان الخَصلتان،إنفاق المال والعلم في سبيل الله عز وجل،
    والفرق بين الحسد والغبطة،
    أن الحسد تمني زوال النعمة عن الغير،
    والغبطة تمني الإنسان مثل ما لغيره، من غير أن يزول عن الغير ما له،

    والحاسد في غم لا ينقطع، ومصيبة لا يؤجر عليها، ومذمة لا يحمد بها، ويسخط عليه الرب، ويغلق عنه أبواب التوفيق،
    (ولا تناجشوا) والمناجشة، أن يزيد في السلعة،أي، في ثمنها في المناداة، وهو لا يريد شراءها، وإنما يريد نفع البائع، أو الإضرار بالمشتري،
    (ولا تباغضوا) أي،لا تتعاطوا أسباب البغضاء،فالبغض حرام إلا في الله تعالى،فإنه واجب،ومن كمال الإيمان،
    كما قال عليه الصلاة والسلام(من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان)
    (ولا تدابروا) أي،لا يهجر أحدكم أخاه، وإن رآه أعطاه دبره أو ظهره؛ قال صلى الله عليه وسلم(لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)
    (ولا يبع بعضكم على بيع بعضٍ) وصورته أن يقول الرجل لمن اشترى سلعة في زمن خيار المجلس أو خيار الشرط، افسخ لأبيعك خيرًا منها بمثل ثمنها، أو مثلها بأنقص، ومثل ذلك الشراء على الشراء، كأن يقول للبائع، افسخ البيع لأشتري منك بأكثر، وقد أجمع العلماء على أن البيعَ على البيع والشراءَ على الشراء حرامٌ،
    (وكونوا،عباد الله،إخوانًا)أي، تعاملوا وتعاشروا معاملة الإخوة ومعاشرتهم في المودة والرفق والشفقة والملاطفة والتعاون في الخير، مع صفاء القلوب والنصيحة بكل حال،
    (المسلم أخو المسلم) أي، في الدين،قال تعالى﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾الحجرات،
    (لا يظلمه)أي،لا يتعدى عليه، ولا يدخل عليه الضرر.
    (ولا يخذله)في مقام يحب أن ينتصر فيه،
    (ولا يكذبه) أي، لا يخبره بأمر على خلاف ما هو عليه، لأنه غش وخيانة،
    (ولا يحقره) أي، لا يستهين به، ولا يستصغره وينظر إليه بعين الاحتقار،
    (التقوى) اجتناب غضب الله وعقابه؛ بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وهو الميزان الذي يتفاضل به الناس عند الله تعالى، قال الله جل وعلا﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾الحجرات،
    (ها هنا، ويشير إلى صدره،ثلاث مراتٍ) لأنه محل القلب الذي هو بمنزلة الملك للجسد، إذا صلح صلح الجسد كله، وإذا فسد فسد الجسد كله، كما مر، وتكرار الإشارة للدلالة على عِظَم المشار إليه في الحقيقة، وهو القلب،
    (بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم) يعني، يكفيه من الشر احتقاره أخاه المسلم، فإنه إنما يحقر أخاه المسلم لتكبره عليه، والكبر من أعظم خصال الشر،
    ففي صحيح مسلم،عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال(لا يدخل الجنة مَن في قلبه مثقال حبةٍ من كبر)
    (كل المسلم على المسلم حرام، دمُه) أي، لا يجوز أن يتعدى عليه بقتل أو فيما دونه،
    (وماله) أي، أخذه بغير وجه حق، بسرقة أو نهب أو غير ذلك،
    (وعِرضه) أي، هتكه وذمه والوقوع فيه بالغيبة ونحوها،

    اللهم أغننا بحلالك عن حرامك،وبطاعتك عن معصيتك،وبفضلك عمن سواك،اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين،برحمتك يا أرحم الراحمين.



    [/color]

  2. #2
    عضو فعال
    رقم العضوية
    49176
    تاريخ التسجيل
    Sep 2015
    الدولة
    الارض
    المشاركات
    2,028
    جزاج الله خير

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة SouthK مشاهدة المشاركة
    جزاج الله خير
    بارك الله في حسناتك
    وجزاك ربي كل الخير

  4. #4
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  5. #5
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي كل الخير

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •