النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: قواعد بناء البيت المسلم

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    قواعد بناء البيت المسلم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قواعد بناء البيت المسلم
    الإيمان الصادق بالله ورسوله،
    السكينة والمودة والرحمة،
    البيت المسلم والأسرة المسلمة وفق شرع الله،
    التعاون على الطاعة،في شؤون الأسرة،
    اداء الحقوق الزوجية، حسن تربية الأولاد، قال تعالى(وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ )النساء،
    اهتمَّ الإسلام بالأسرة والبيت المسلم،لأنها نواة المجتمع الإسلامي، والمحضن التربوي الأصيل، والخليَّة الأولى التي يَفتح الطفل عينيه عليها،
    فإذا صلحَت الأسرة صلح المجتمع الإسلامي، لذا يجِب الاعتناء بالبيت المسلم بتهيئته لحياة سعيدة، يملؤها الإيمان والمحبَّة، وجعلها مسجدًا للعبادة، ومعهدًا للعلم، وملتقًى للفرح والسعادة،
    فالبيت المسلم يقوم على مجموعة من الأسس والقواعد التي تَحكمه، وتنظم سير الحياة فيه، كما أنها تميِّزه عن غيره من البيوت، وتُستمد هذه القواعد من القرآن الكريم، والسنَّة النبوية الشريفة،
    من أهم قواعد بناء البيت المسلم،

    الإيمان الصادق بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وما يتطلَّبه ذلك من الإخلاص لله، ودوام الخشية منه، وتقواه، والعمل بأوامره، واجتناب نواهيه، وتربية جميع أفراد الأسرة،
    ومما يدلُّ على هذا أن الإسلام جعل الدِّينَ هو الأساس الأول في اختيار شَريك وشريكة الحياة، قال صلى الله عليه وسلم(تُنكَح المرأة لأربع،لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدِينها، فاظفر بذات الدِّين، تربت يداك)أخرجه البخاري،ومسلم،
    وعلى الطرف الآخر قال لأهل الفتاة في الحديث الشريف
    (إذا خطب إليكم مَن ترضَون دِينَه وخُلقَه، فزوِّجوه،إلا تفعلوا تَكن فِتنة في الأرض وفَساد كبير)أخرجه الترمذي، وابن ماجه،وحسنه الألباني،
    وجاء رجل إلى الحسن بن علي يسأله قائلاً، خطب ابنتي جماعة، فمَن أزوِّجها،قال،زوِّجها من التَّقي،فإنه إنْ أحبَّها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها)أخرجه النسائي،وحسنه الألباني،
    فقال تعالى( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )التوبة،
    فقال تعالى(أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )التوبة،
    فقوله( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ) أي،على نيَّة صالحة وإخلاص،
    فالتقوى هي أساس كل بنيان، وكذلك البيت المسلم الذي يتأسَّس من بدايته على الصلاح، والاهتمام بالجانب الإيماني في علاقة الزَّوجين مع الله تبارك وتعالى،
    ولذا نجد أيها الأزواج أنَّ البيت المسلم الذي أُسِّس على تقوى الله عز وجل من صفاته،
    الحرص على أداء فرائض الله تبارك وتعالى في وقتها،
    نشأة الأبناء على طاعة الله عز وجل، لأنَّ الأبوين مهتمَّان بعلاقتهما مع الله عز وجل،
    قلَّة الخلافات بين الزوجين، لأنَّ أصل علاقة الزوجين مبني على أساس قوي، لا يتزعزع مهما كانت الأسباب، وإن حدَث خلاف فسرعان ما يبادر الزوجان إلى حله،
    السكينة والطمأنينة النفسية في البيت،

    أمَّا البيت غير الإسلامي الذي لا يهتمُّ بطاعة الله عز وجل، فإن من صفاته،

    تضييع الفرائض وتفويتها وتأخيرها،
    يكبر الأبناء وهم لا يدرون أمر دينهم،
    أصل العلاقة بين الزوجين لا يكون على طاعة الله عز وجل،وإنما يكون على المادية والمصلحة،

    فعلى الإنسان أن يحرص كلَّ الحرص في اختيار الزوجة الصالحة، فإنها نواة الأسرة المسلمة،
    وينبغي لمن يريد بناء بيتٍ مسلم أن يبحث له أولًا عن الزوجة المسلمة، وإلا فسيظل البنيان متخاذلًا كثير الثغرات،
    وبحكم وجود هذا المجتمع، وسيطرة تصوره وتقاليده على الحياة، كان الأمر سهلًا بالنسبة للمرأة لكي تصوغ نفسها كما يريد الإسلام، وكان الأمر سهلًا بالنسبة للأزواج كي ينصحوا نساءهم، ويربوا أبناءهم على منهج الإسلام،
    السكينة والمودة والرحمة،العلاقة الزوجيَّة تقوم على السكن والمودة والرحمة،
    قال تعالى(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
    والمقصود بالسَّكينة،الاستقرار النفسي، حيث تكون الزوجة قرَّةَ عينٍ لزوجها،كما يكون الزوج قرَّةَ عين لامرأته، لا تفكِّر في غيره،
    والمودة، هي شعور متبادل بالحب، يجعل العلاقة قائمة على الرضاء والسعادة،
    والرحمة ، صِفة أساسية في الأخلاق العظيمة في الرجال والنساء، على حدٍّ سواء، فالله سبحانه يقول لنبيه( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )آل عمران،
    فليست الرحمة لونًا من الشفقة العارضة، وإنما هي نَبع للرقَّة الدائمة،وشرف السيرة،
    وعندما تقوم البيوت على السكن المستقر، والودِّ المتصل، والتراحم الحاني،
    فإن الزواج يكون أشرف النِّعم، وأبركها أثراً،
    إقامة البيت المسلِم والأسرة المسلمة وفق شرع الله وسنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم،
    فلا يقدمان على خطوة إلَّا بعد أن يَعلما حكمَ الله ورسوله فيها، فإن علِماه لم يُقدِّما عليه شيئًا أبدًا،ويقفان بصلابة أمام الفتن والمشاكل والمغريات،
    التعاون على الطاعة،
    بأن يحضَّ كلٌّ منهما الآخر على عمل الخير، ويشجِّعه عليه، قال صلى الله عليه وسلم(رَحِم الله رجلًا قام من الليل فصلَّى،ثم أيقظ امرأتَه فصلَّت،فإن أبَت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأةً قامت من الليل فصلَّت، ثم أيقظت زوجها فصلَّى، فإن أبى نضحَت في وجهه الماء)أخرجه النسائي، وحسنه الألباني،
    يقول الغزالي وهو يتكلَّم على دور الزوج في تعليم زَوجته،ويعلِّم زوجته أحكامَ الصلاة،فإنه أُمر بأن يقيها النار، بقوله تعالى( قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا)التحريم،
    فعليه أن يلقِّنها اعتقادَ أهل السنة، ويزيل عن قلبها كل بدعة إن استمعت إليها، ويخوفها في الله إن تساهلت في أمر الدين،وما تحتاج إليه،
    من القواعد والأسس التي يجب أن تقوم عليها البيوت المسلمة،
    فعن الأسود قال، سألتُ عائشةَ،ما كان النبي صلى الله عليه وسلم،يَصنع في بيته، قالت،كان يكون في مهنة أهله،تعني،خدمة أهله،فإذا حضرَت الصلاة خرج إلى الصلاة،
    وهذا لأن رعاية البيت حقٌّ مشترك بين الرجل والمرأة، قال صلى الله عليه وسلم(كلُّكم راعٍ وكلم مَسؤول عن رعيَّته،والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيَّته،والمرأة راعية في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيَّتها)رواه البخاري،ومسلم،
    أداء الحقوق الزوجية،أن يَعرف كلُّ واحد ما عليه، وما هو له، وقد أمر الإسلام الأزواجَ بحسن معاملة زوجاتهم، قال تعالى( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)النساء،
    ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم(ألا واستوصوا بالنِّساء خيرًا، فإنما هنَّ عوانٍ عندكم)
    بل جعل الإسلام حسنَ معاملة الزوج لأهله من أمارات مروءته وخيريَّته،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(خيركم خيركم لأهله، وأنا خيرُكم لأهلي)
    وكذلك أمر الإسلام الزوجات بحسن عشرة أزواجهنَّ، وجعل أداء المرأة حقَّ ربها متوقفًا على أداء حق زوجها، قال صلى الله عليه وسلم(فإنِّي لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لغير الله، لأمرتُ المرأةَ أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده، لا تؤدِّي المرأة حقَّ ربها حتى تؤدِّي حقَّ زوجها، ولو سألها نفسها وهي على قتبٍ، لم تمنعه)أخرجه ابن ماجه،والبيهقي، وحسنه الألباني،
    ولا شك أن كلًّا من الزوجين إذا التزم بهذه التوجيهات، تحقَّق للأسرة المسلمة الاستقرار والأمن والطمأنينة،
    حسن تربية الأولاد،يؤكِّد الإسلام على حسن تربية الأولاد، وتنشئتهم نشأة إسلاميَّة صحيحة،وتبدأ مسؤولية الرجل والمرأة تجاه أولادهما منذ اللحظة الأولى التي يتَّجه فيها تفكيرهما إلى إنشاء بيتٍ وتكوين أسرة؛ إذ إنَّ عليهما أن يُحسِنا انتقاء واختيار من سيكون أبًا أو أمًّا لأطفالهما، ثمَّ بعد أن يأتي المولود إلى هذه الدنيا،
    فيكون الواجب عليهما تعليم الأولاد، وحسن تأديبهم، فعلى كل أبٍ وأمٍّ أن يبثَّا في نفوس أولادهما عقيدة التوحيد، ويغرِسا في أذهانهم مبادئ الإسلام منذ نعومة أظفارهم، وعليهما أن يحرِصا على تعويدهم أداء العبادات، يقول صلى الله عليه وسلم(مُروا أولادكم بالصَّلاة وهم أبناء سَبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عَشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع)أخرجه أبو داود، وأحمد، وحسنه الألباني،
    وقد كان سلَف هذه الأمَّة يحرصون على تَعويد أطفالهم حب الدين، ويغرسون في نفوسهم معاني التضحية والفِداء من خلال تعليمهم سيرة النَّبي صلى الله عليه وسلم، وقصص الأنبياء عليهم السلام، بما فيها من مواقف عظيمة، وتضحيات جسيمة، لها أثرها القوي في تنشئة الطفل المسلم، وتكوين شخصيته، كما يجب أن يتأكَّد الوالدان من حضور أطفالهما مجالس العلم والخير،لينهلوا من مَعينها، ويتربوا على الفضيلة والكرم،
    قال النبي صلى الله عليه وسلم(مثل البيت الذي يذكر الله فيه،والبيت الذي لَا يذكر الله فيه،مثل الحي والْميت)رواه مسلم،
    وكم في بيوت المسلمين،من بيوت ميتة، بل هي في الحقيقة مأوى للجن والشياطين، بعيدةٌ عن ذكر الله، مليئةٌ بالفساد والمنكرات، لا يُسمعُ فيها إلا مزاميرُ الشياطين، وأصواتُ المطربين والمطربات،
    وما أقبحَ البيوتَ إذا خلتْ من ذكر الله، فسكنتها الشياطينُ، وعششت فيها، فصارت كالقبور الموحشة، فعميت قلوبُ ساكنيها، وابتعدت عنها الملائكة، ونزعت منها الرحمة، ومحقت منها البركة،
    عمروا بيوتكم بذكر الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم(إذا دخل الرجل بيته،فذكر الله عند دخوله وعند طعامه،قال الشيطان،لا مبيت لكم،ولاعشاء،وإذا دخل،فلم يذكر الله عند دخوله،قال الشيطان،أدركتم المبيت،وإذا لم يذكر الله عند طعامه،قال،أدركتم المبيت والعشاء)رواه مسلم،
    اقرؤوا القرآن في بيوتكم ولا تجعلوها مقابر، قال النبي صلى الله عليه وسلم(لَا تجعلوا بيوتكم مقابر،إن الشيطَان ينفر من البيت الّذي تقرأ فيه سورة البقرة)رواه مسلم،

    اللهم اجعل بيوتنا عامرة بذكرك،لاهجة بشكرك،عائدة إلى رحابك،مسرعة إلى جنابك،
    اللهم زينها بزينة الإيمان،وألبسها لباس التقوى،وجملها بجمال السعادة والرضا،
    اللهم اجعل بـيـوتنا محمديـة واجعـلها عـلـى الـسعـادة مبنية واجعـلها عـامرة بذكرك
    وطاعـتك،وحسن عبادتك،
    اللهم آميـــــن.

  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •