تلك الاربعة عناصر هي صفات الانسان المثالي الذي سينجح في شتى مجالات الحياة ، فعندما يكون ضميره حي فلن يرضى بالخطأ ولن يخطو اي خطوة الا بعد التاكد من صحتها ، وحينما يكون صبورا ، فسيكون متأنيا في قراراته ولن يكون متهورا في تصرفاته واسلوبه ولن يطلق اي قرار الا بعد التاكد من صحته وبعد ان يكون قد تشاور مع اهل الخبرة ، اما صفة الخبرة ، فالمقصود بها الخبرات الصحيحة وليست الخبرات الخاطئة ، متضمنة الخبرة المهنية وخبرة الحياة وخبرة الادارة والخبرة في البشر وكيفية التعامل معهم ، فمن لديه هذه الخبرات لن يتعب كثيرا وسيختصر وقتا وجهدا كبيران ، حيث سيترجم جل خبراته الصحيحة في تصرفاته وسلوكه وقراراته ، اما الذكاء فهو نسبي بالطبع ، لكن من يمتلك الذكاء الخارق مع الصفات الثلاث التي ذكرتها فهذا الانسان هو ثروة وطنية يجب الاستفادة منه ووضعه هو وامثاله فقط في المناصب القيادية ، حيث هؤلاء فقط هم من سيكونون حريصون على الوطن وثرواته وتقدمه ، بينما من ينقصه الضمير فلن يكون حريصا مئة بالمئة على وطنه بل سيحرص على راحته وعلى مصالحه اكثر ، وقليل الصبر سيتخذ قرارات غير صائبة بسب تسرعه وسيعتمد اكثر على من يرأسهم في الحصول على المعلومات كي لا يتعب نفسه ، وقليل الخبرة من الطبيعي ان خبرته القليلة لن تعينه على ادارة موضوع لم يمر عليه قبل ذلك ، فمن الطبيعي ايضا ان يخطئ الانسان بموضوع لم يمر عليه مسبقا ، حيث ليس من العدل ان يجرب قدراته ويتدرب على حساب مصلحة الوطن وثرواته ، بالاضافة الى انه سوف يظلم من يراسهم الذين سوف يشعرون بالاحباط ومن ثم يقل انتاجهم ، اما ذو الذكاء الخارق ، فستحضره الافكار المناسبة في دقائق وليس كمن اقل منه ذكاءا الذي ستاخذ منه اسابيع او شهور ، وسيجد حلولا لمشاكل العمل بسرعة شديدة ، بل وسيحل مشاكل مستقبلية قبل ان تحدث ، ختاما ، اذا اردنا مصلحة الوطن ونجاحه ، فعلينا باختيار مسؤولين فقط من يتسمون بتلك الصفات الاربعة وليس غيرهم ، فان فقدان صفة من تلك الصفات تفقد كفاءة المسؤول ، وما اكثر المسوولين الذين يفقدون هذه الصفات ، الذين تم تعيينهم لاجل عيون محبيهم وهم ليسوا اكفاء لمناصبهم .[/size]