قال ابن المقفّع:
" رأسُ الذنوب الكذبُ؛ فهو يؤسسُها ويتفقدها ويثبتها، ويتلونُ ثلاثة ألوان:
1- بالأمنية،
2- والجحود،
3- والجدل،
1- فيبدو لصاحبه بالأمنية الكاذبة فيما يزينُ له من الشهوات، فيشجعه عليها بأن ذلك سيخفى،
2- فإذا ظهر عليه قابله بالجحود والمكابرة،
3- فإن أعياه ذلك ختم بالجدل، فخاصم عن الباطل، ووضع له الحجج، والتمس به التثبت، وكابر به الحق حتى يكون مسارعًا للضلالة، ومكابرًا بالفواحش "
ï؟½ï؟½الأدب الصغير
————-
كلام ابن المقفع في توصيفه للكذب جميل و مفيد لكل من يناقش غيره، حتى يكون على بصيرة من حاله
فتجد الكاذب يحقق أمانيه و شهوته المدفونة في صدره بإلقاء الكذب على الطرف الآخر
فإذا كُشف كذبه وبُيّن زيفه بالأدلة بدأ بإنكار كلامه واستخدام المراوغة حتى يتخلص من تهمتها ولا تلصق به
فإذا لم يستطع انتقل للمرحلة الأخيرة وهي الدفاع عن باطله بكل ما أوتي من أسلحة يقتنيها العاجز من سب و شتم و قذف ..إلخ، حين تنقطع به الحيل و الطرق
وأخطر الأمور أن كذبه هذا يهدي إلى الفجور
وأن فجوره هذا يهدي إلى النار
ولا يزال به الكذب حتى يُكتب عند الله " كذّاباً ! "
عافانا الله وإياكم..