أكدوا لـ «العرب»
أن الأصل في العادة الإباحة علماء قطر يفتون بجواز الاحتفال بـ «القرنقعوه»
الدوحة - العرب
الثلاثاء، 29 مايو 2018 11:29 م
أكد عدد من العلماء لـ «العرب» جواز الاحتفال بعادة «القرنقعوه»، معللين ذلك بأنه عادة، والأصل في العادات الإباحة؛ حيث يقول فضيلة الشيخ الدكتور ثقيل بن ساير الشمري، رئيس اللجنة الشرعية لوزارة الأوقاف: إن من القواعد المعلومة في الدين «أن الأصل في الأشياء الإباحة»، حتى يرد في الشرع ما يُخرجها عن الإباحة إلى الحرمة أو غيرها. وتتضمن كلمة «الأشياء» العادات والتقاليد وغيرها، وقد جعل العلماء لها مكانة حتى اعتبروها في تنزيل الأحكام والفتوى؛ إذ قالوا: «العادة محكَّمة».
وقال فضيلته: «تختلف هذه العادات من بلد إلى بلد، ومن مجتمع إلى مجتمع، اختلافاً من حيث النوع والحكم.. فما ليس فيه مخالفة للشرع بفعل محرّم أو ترك واجب، أو ضياع حق من حقوق الله أو حقوق عباده، وليس فيه مضاهاة للدين، ولا تشبّه بغير المسلمين؛ فالأصل فيه الإباحة بقاء على ما كان عليه في الأصل».
ومن تلكم العادات: «القرنقعوه»، المعروف عندنا في قطر والخليج، فحكمها مباحة لأنها عادة، والأصل في العادات الحل.
وأكد فضيلته أنها من المسائل الاجتهادية التي يسوغ فيها الخلاف، وليست قطعية لأنها ليس فيها إجماع ولا نص.
وقال فضيلة الشيخ جاسم بن محمد الجابر، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: إن أصل «القرنقعوه» من قرع الباب؛ لأن الأطفال يقرعون الأبواب طلباً للحلوى، فيعطون تشجيعاً لهم على الصيام، وهي من العادات المباحة، لأن الأصل في العادات الحل كما نص على ذلك الفقهاء. و»القرنقعوه» عادة قطرية خليجية قديمة، وجدها علماء بلدنا، كالشيخ محمد بن عبدالعزيز المانع، والشيخ بن محمود، والشيخ ابن حجر، والشيخ عبدالله بن إبراهيم الأنصاري، وغيرهم رحمهم الله، فلم يؤثر عليهم إنكار أو تحريم، أو تبديع أو تأثيم. ولقائل أن يقول: لا يُنسب لساكت قول، ما دام أنهم لم يُنقل عنهم قول في المسألة فلا يُعتبر سكوتهم حجة. والجواب عن ذلك: أن هؤلاء العلماء عُرفوا بصدعهم بالحق، وحرصهم على الدين، وحربهم على البدع، وكانت هذه العادة آنذاك موجودة، وتأخير البيان عن وقت حاجته لا يجوز. وقد سألنا أولاد المشايخ فأكدوا تقريرهم لهذه العادة.
وأكد فضيلته أن المسألة لم يرد نص في إباحتها ولا في تحريمها، فلا حرج على من ترجّح عنده تحريمها ولا من رأى إباحتها، فهي من مسائل العلم التي تركض فيها جياد الاجتهاد، وتتسع فيها الصدور ولا تضيق.
بقي أمر مهم جداً وهو ما قد يصاحبها من مخالفات، كالإسراف والاختلاط، فهذا حرام بالاتفاق، وهو منكر في جميع الأحوال والمناسبات، فالضابط الذي ينبغي أن يراعيه الناس في هذه المناسبة هو البعد عن الاختلاط والإسراف.
ويقول فضيلة الدكتور سلطان بن إبراهيم الهاشمي، عميد كلية الشريعة المساعد: إن «القرنقعوه» الصحيح فيه أنه مباح، وهو مناسبة لتكريم الأطفال وتشجيعهم على الصيام، والعادات إذا لم ترتبط بمنكر فهي مقبولة في الشرع، ولقد كان لدى العرب قبل الإسلام عادات كثيرة أقرّها النبي صلى الله عليه وسلم، ومنع من العادات ما كان مرتبطاً بالاعتقاد، أو كان منكراً من القول أو الفعل.
ويقول فضيلة الشيخ عبدالله بن إبراهيم السادة، عضو رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي: «القرنقعوه» عادة من حيث أصلها مباحة؛ لأنها مناسبة عرفية وليست دينية، أما ما طرأ عليها في عصرنا من مظاهر البذخ والإسراف في اللباس والطعام فلا شك في إنكاره، والواجب على أهل العلم والبصيرة التحذير من ذلك.