النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: (القاهر ) و ( القهار)

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    (القاهر ) و ( القهار)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الفرق بين (القاهر ) و ( القهار)
    قال تعالى(وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)الأنعام،
    وقوله تعالى(قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)الرعد،
    قال ابن جرير رحمه الله تعالى (القاهر) المذلل المستعبد خلقه العالي عليهم،
    وقال ابن كثير رحمه الله(وهو القاهر فوق عباده) أي،هو الذي خضعت له الرقاب وذلت له الجبابرة، وعنت له الوجوه وقهر كل شيء، ودانت له الخلائق وتواضعت لعظمته وجلاله وكبريائه وعلوه وقدرته على الأشياء، واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت قهره وحكمه)
    يقول ابن القيم(لا يكون القهار إلا واحداً، إذ لو كان معه كفؤٌ له فإن لم يقهره لم يكن قهاراً على الإطلاق، وإن قهره لم يكن كفؤاً، فكان القهار واحداً)
    ويقول الشيخ السعدي (القهار لجميع العالم العلوي والسفلي، القهار لكل شيء الذي خضعت له المخلوقات وذلك لعزته وقوته وكمال اقتداره)
    وقال الخطابي (القهار،هو الذي قهر الجبابرة من عتاة خلقه بالعقوبة، وقهر الخلق كلهم بالموت،
    والقهار صيغة مبالغة من القاهر وهو، الذي يقهر كلّ شيء فيغلبه ويصرفه لما يشاء كيف يشاء،فيحيي خلقه إذا شاء،ويميتهم إذا شاء،لا يغلبه شيء،ولا يقهره،
    وقال ابن منظور رحمه الله(والقهار) من صفات الله عز وجل،والله القاهرُ القَهّار قَهَرَ خَلْقَه بسلطانه وقدرته وصَرَّفهم على ما أَراد طوعاً وكرهاً ،وهو غالب جميع الخلق،
    وإلى ذلك المعنى أشار ابن القيم رحمه الله ، بقوله في قصيدته،
    وكذلك القهار من أوصافه ،،،،،الخلق مقهورون بالسلطان
    لو لم يكن حيا عزيزا قادرا ،،،،،ما كان من قهر ومن سلطان

    القهر في أوصافه سبحانه ، ليس مرادفا للانتقام من أعدائه ، وليس معناه معنى تعذيبب العصاة ، حتى يقال إنه لا يقهر إلا الظالمين المتغطرسين ،
    كما قال هذا القائل، بل هذا خطأ محض ؛ فإن قهره للظالمين سبحانه ، هو لون من ألوان قهره لخلقه ، لكنه ليس مقيدا بذلك ، بل قهره عام لخلقه جميعا ، من أطاعه ومن عصاه ، لأن ذلك من مقتضى ربوبيته لخلقه ، واقتداره عليهم ، وتمام سلطانه وقوته سبحانه ، وهذا أيضا من دلائل انفراده بالألوهية لعباده سبحانه،
    قال ابن جرير رحمه الله في تفسير قوله تعالى(وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ)ويعني بقوله ،القاهر، المذلِّل المستعبد خلقه،العالي عليهم،وإنما قال ،فوق عباده، لأنه وصف نفسه تعالى ذكره بقهره إياهم،والله الغالب عبادَه،العالي عليهم بتذليله لهم ، وخلقه إياهم ، فهو فوقهم بقهره إياهم ، وهم دونه ،
    وقال ابن القيم رحمه الله، القهار لا يكون إلا واحدا ويستحيل أن يكون له شريك،بل القهر والوحدة متلازمان، فالملك والقدرة والقوة والعزة كلها لله الواحد القهار ، ومن سواه مربوب مقهور ، له ضد ومناف ومشارك ، فخلق الرياح وسلط بعضها على بعض تصادمها وتكسر سورتها وتذهب بها ، وخلق الماء وسلط عليه الرياح تصرفه وتكسره ، وخلق النار وسلط عليها الماء يكسرها ويطفئها ، وخلق الحديد وسلط عليه النار تذيبه وتكسر قوته ، وخلق الحجارة وسلط عليها الحديد يكسرها ويفتتها ، وخلق آدم وذريته وسلط عليهم إبليس وذريته ، وخلق إبليس وذريته وسلط عليهم الملائكة يشردونهم كل مشرد ويطردونهم كل مطرد،
    فاستبان للعقول والفطر أن القاهر الغالب لذلك كله واحد ، وأن من تمام ملكه إيجاد العالم على هذا الوجه ، وربط بعضه على بعض ، وإحواج بعضه إلى بعض ، وقهر بعضه ببعض ، وابتلاء بعضه ببعض،
    وقال السعدي رحمه الله،كل مخلوق فوقه مخلوق يقهره ، ثم فوق ذلك القاهر قاهر أعلى منه ، حتى ينتهي القهر للواحد القهار ، فالقهر والتوحيد متلازمان متعينان لله وحده،
    وبهذا يزول الإشكال في مرض الأطفال وموتهم،وما يحدث من المحن والابتلاءات للعبيد،فإن ذلك ليس ملازما للانتقام،ولا يعني أن الله تعالى يذللهم بذلك،أو يعذبهم به، بل هذا من تمام قدرته وسلطانه في خلقه ، وهو سبحانه حكيم ، لا يضع شيئا إلا في موضعه الذي يلائمه ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ )
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في معنى ذلك ، لا لمجرد قدرته وقهره،بل لكمال علمه وقدرته،ورحمته وحكمته،فإنه سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين،وهو أرحم بعباده من الوالدة بولدها،وقد أحسن كل شيء خلقه،
    فالقهر ليس خاصا بالعصاة والظالمين،وكذلك المرض والابتلاء ليس كله انتقاما وعذابا لمن نزل به من الخلق، فقد يبتلي الله تعالى عبده بالمرض لا ليذله،ولكن ليرفعه،وقد يبتليه بالفقر لا ليحوجه،ولكن ليغنيه،
    وقد روى الترمذي،عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قَالَ،قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً،قَال( الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ )
    صححه الألباني،
    وروى ابن ماجة،عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بلَاءً ،قَالَ الْأَنْبِيَاءُ،قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ مَنْ، قَالَ( ثُمَّ الصَّالِحُونَ ، إِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيُبْتَلَى بِالْفَقْرِ حَتَّى مَا يَجِدُ أَحَدُهُمْ إِلَّا الْعَبَاءَةَ يُحَوِّيهَا ، وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيَفْرَحُ بِالْبَلَاءِ كَمَا يَفْرَحُ أَحَدُكُمْ بِالرَّخَاءِ ) صححه الألباني في صحيح ابن ماجة،
    وينظر لمعرفة الحكمة من ابتلاء الأطفال بالأمراض في الدنيا،
    بل هذا أيضا من تمام وحدانيته وسلطانه سبحانه ، فهو قاهر قوي غالب لخلقه أجمعين ، ولا يخرج أحد من قبضته وسلطانه ، ومع قوته سبحانه،حليم لا يعجل ، يمهل عباده ، ولا يعاجلهم بانتقامه ، مع قدرته عليه ، يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويسبط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، يفرح بتوبة من تاب إليه وأناب ، ويحلم عمن خرج شرعه ، ويصبر على ما يراه من أذى خلقه وعصيانهم وشركهم ، بأن يقولوا إن له زوجة أو ولدا ، أو شريكا في سلطانه ، سبحانه،فإذا ما أنزل ببعض عباده عذابا ، فإنما أنزله بمن يستحقه ، وأنزل به ما استوجبه العباده بعصيانه وذنبه ، ومع ذلك يعفو عن كثير سبحانه،لكنه عفو القادر المقتدر، جل جلاله،
    قال سبحانه ( نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ، وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ) الحجر،
    قال الشيخ السعدي رحمه الله ،أي( أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) فإنهم إذا عرفوا كمال رحمته، ومغفرته سَعَوا في الأسباب الموصلة لهم إلى رحمته وأقلعوا عن الذنوب وتابوا منها، لينالوا مغفرته،
    ومع هذا فلا ينبغي أن يتمادى بهم الرجاء إلى حال الأمن والإدلال، فنبئهم (وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الألِيمُ ) أي،لا عذاب في الحقيقة إلا عذاب الله الذي لا يقادر قدره، نعوذ به من عذابه، فإنهم إذا عرفوا أنه( لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد )حذروا وأبعدوا عن كل سبب يوجب لهم العقاب،
    فالعبد ينبغي أن يكون قلبه دائما بين الخوف والرجاء، والرغبة والرهبة، فإذا نظر إلى رحمة ربه ومغفرته وجوده وإحسانه، أحدث له ذلك الرجاء والرغبة، وإذا نظر إلى ذنوبه وتقصيره في حقوق ربه، أحدث له الخوف والرهبة والإقلاع عنها،


    اللهم يا جبار يا قهار يا متكبر يا ذا البطش الشديد يا فعال لما تريد إهزم من عادانا،وزلزل الأرض من تحت أقدامهم،وفرق جمعهم واجعل الدائرة تدورعليهم،ومزقهم كل ممزق،وأنزل غضبك وعذابك عليهم،وأعم أبصارهم وشل أركانهم وامكر بهم،وحسبنا الله ونعم الوكيل.







  2. #2
    عضو مؤسس
    رقم العضوية
    16743
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    3,870
    جزاج الله خير على المعلومه

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطر فرنسي مشاهدة المشاركة
    جزاج الله خير على المعلومه
    وجزاك ربي كل الخير بارك الله في حسناتك اخوي

  4. #4
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  5. #5
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس



    بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •