النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: العقل الصحيح،هو أن يعقل العبد في قلبه الحقائق النافعة

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    العقل الصحيح،هو أن يعقل العبد في قلبه الحقائق النافعة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    تلاوة القرآن العظيم لها ثمار حَسَنة تعود على القارئ، في الدُّنيا والآخرة، لكنَّ التَّدبُّر يضاعف هذه الثِّمار. وهي ثمار عديدة لا يمكن حصرها في هذه العجالة، ومنها،
    تعميق جذور الإيمان، تدبُّر آياتِ القرآن الكريم يجعل المؤمن يزداد يقيناً بأنَّه من عند الله تعالى، فلا يجد فيه آيةً تُعارض أخرى، ولا يجد لفظةً يمكن استبدالها بأخرى، وإنَّما يسير على نسق واحد من أوَّله إلى آخره، فيشعر المتأمِّل له أنَّ مصدره واحد، وأنَّه من لدن حكيمٍ خبير، وأنَّه لو كان من عند غير الله لوجد فيه اختلافاً كثيراً، وتناقضاً كبيراً،وهذا اليقين يحقِّق الثَّبات على الإيمان، كما قال تعالى(قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ )النحل،
    وبذلك تتعمَّق جذور الإيمان في القلب، وتزداد رسوخاً،
    ومن فوائد التدبر المُثمر أنه يعمل على تركيز الانتباه في الصَّلاة وخارجها، ممَّا يُبعد وسوسةَ الشَّيطان؛ فيكون صاحِبُه من المفلحين الخاشعين،الذين قال الله تعالى، فيهم(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ،الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ )المؤمنون،
    أمَّا غير المؤمن فالتَّدبُّر يدفعه،إنْ كان منصفاً مُوَفَّقاً،إلى الإيمان بالله،والاعتقاد بأنَّ القرآن العظيم تنزيل من ربِّ العالمين، فيخرج بذلك من دائرة الإلحاد والشَّكِّ، إلى رحاب الإيمان واليقين، ومن ظلمات الضَّلالة والجهل، إلى نور الهداية والمعرفة،
    والتَّدبر،يشفي الصُّدور من شكوكٍ تعتري المرتابين، ويشفي النُّفوس من أمراضٍ كثيرةٍ ومتنوِّعة، كما قال تعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)يونس،
    ومن ثمرات تدبر القرآن،
    معرفة الرَّبِّ جلَّ جلالُه،وعظيمِ سلطانه وقدرته، وعظيمِ تفضُّله على المؤمنين،أنَّه يُعَرِّف بالرَّبِّ المعبود، وما له من صفات الكمال، وما ينزَّه عنه من سمات النَّقص،ويُعرِّف الطَّريقَ الموصلة إليه،ويُعرِّف العدوَّ والطَّريقَ الموصلة إلى العذاب،وصفة أهلها،وما لهم عند وجود أسباب العقاب،
    وكلَّما ازداد العبد تأمُّلاً فيه، ازداد علماً، وعملاً، وبصيرة،
    وتحقيق العبوديَّة لله تعالى،فتدبُّر القرآن وسيلة لمعرفة ما يريد الله مِنَّا، وكيفيَّة عبادته تبارك وتعالى، ومعرفة ما أنزل الله إلينا،لأنَّ القرآن العظيم هو أساس التَّشريع الذي يجب على العباد أنْ يتدبَّروه، ويلتزموا بأوامره، ويجتنبوا نواهيه؛ ليحقِّقوا عبادة الله تعالى،
    وفي هذا الشَّأن يقول ابن القيم رحمه الله(فلا تزالُ معانيه تنهض العبدَ إلى ربِّه بالوعد الجميل، وتخوِّفه بوعيده من العذاب الوبيل، وتحثه على التضمر والتخفف لِلِقَاء اليوم الثَّقيل، وتَهديِه إلى سواءِ السَّبيل، وتصدُّهُ عن اقتحام طرقِ البدع والأضاليلِ، وتبعثه على الازديادِ من النعم بشُكر ربِّه الجليل، وتبصره بحدودِ الحلالِ والحرام، لئلاَّ يتعدَّاها فَيَقَعَ في العناء الطَّويل، وتسهل عليه الأمورَ الصِّعابَ غايةَ التسهيل،
    وكلما فترت عزماتُه،تقدم الرَّكبُ وفاتَك الدَّليلُ، فاللَّحاقَ اللَّحاقَ والرَّحيلَ الرَّحيلَ،والحَذَرَ الحذَر، فاعْتَصِمْ بالله، واستَعِنْ به،
    ومن ثمرات تدبر القرآن،
    أنه غذاءٌ وعلاج،للرُّوح،يشفي النُّفوس من علَّلها، ويُكْسِبها المناعة القويَّة ، إذا أحسن المؤمن تدبُّرَه،
    قال تعالى(وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ )الإسراء،
    وقال تعالى( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ )فصلت،
    التدبر يُخرج المتدبِّر من الحيرة والقلق النَّفسي،ليسكب فيه الشُّعور بالطُّمأنينة والاستقرار،كما يزحزحه من حال التعاسة إلى السَّعادة وراحة البال،كما أنَّ التدبر سلاح يدفع الأخطار المحدقة بالفرد والمجتمع من الدَّاخل والخارج، حيث يستعمل في جهاد النَّفس، ومقاومة المنافقين، وجهاد الكافرين على حدِّ قوله تعالى(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ)التحريم،
    فالله تبارك وتعالى أمر أن يُجاهَدَ الكفَّارُ بالقرآن جهاداً كبيراً، ويكون هذا الجهاد بِحُجَجِ القرآن وأدلَّتِه وبراهينِه، وهو جهادُ أنبيائِه ورسلِه وخاصَّتِه من عباده، الذين تدبَّروا آيات الكتاب العزيز وجاهدوا بها أعداءه،
    يقول الطَّبري رحمه الله (جاهِدْهُم بهذا القرآن جهاداً كبيراً، حتَّى ينقادوا للإقرار بما فيه من فرائض الله، ويدينوا به، ويذعنوا للعمل طوعاً وكرهاً)
    ومفتاح هذا الجهاد الأكبر، هو تدبُّر القرآن العظيم،لأنَّ أعداء المسلمين لم يتسلَّطوا ويُحْكموا عليهم القبضة إلاَّ عندما هجروا تدبُّرَ القرآن، ولم يلتزموا بما جاء فيه،
    ومن ثمرات تدبر القرآن،أنَّ فيه تربيةً للعقول،معرفة ما أنزل الله تعالى من أعظم ما يربي العقول ويجعلها تفهم الحقائق النَّافعة فتتبعها، والضَّارة فتجتنبها،فلا تميل بها الأهواءُ والخرافات الضارة المفسدة للعقول،
    وليس العقل هو الذَّكاء، وقوَّة الفِطْنة، والفصاحة اللَّفظية، وإنما العقل الصَّحيح هو أن يعقل العبد، في قلبه،الحقائقَ النَّافعة، ويميز بينها وبين ضِدها، ويعرف الرَّاجح من الأمور فيؤثره، والمرجوحَ أو الضَّارَ فيتركه،
    قال السِّعدي رحمه الله(وسُمِّي العقلُ عقلاً،لأنَّه يعقل به ما ينفعه من الخير،وينعقل به عمَّا يضرُّه،فمن أمر غيره بالخير ولم يفعله،أو نهاه عن الشَّر فلم يتركه،دلَّ على عدم عقله وجهله،
    ومن ثمرات التدبر،أنَّ فيه صقلاً للمواهب، وتنميةً للقدرات العقليه،فتنمو فيه قوة الملاحظة، وملكة التَّفكير، وترتفع قدرته على معالجة الأمور، ويصبح حَكَماً عاقلاً عند اختلاف الآراء والأفكار،كما قال تعالى(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ)الزمر،
    وما تحصَّن عبد من الشَّيطان بمثل ما تحصَّن به مُتدبِّر القرآن، فهو أفضل الذِّكر، وبالذِّكر يخنس الشَّيطان ويهرب،ولذا لا تجد للشيطان على العالِم سبيلاً، فمَنْ أراد أن يكون في حصنٍ حصين، ودرعٍ متين، فلا غنى له عن تدبُّر القرآن العظيم،
    يقول ابن القيِّم رحمه الله(سبحان الله،ماذا حرم المعرِضون عن نصوص الوحي من كنوز الذَّخائر،وماذا فاتهم من حياة القلوب واستنارة البصائر،قَنِعوا بأقوالٍ استنبطتها مَعاوِلُ الآراء فكراً، وتقطَّعوا أمْرَهم بينهم زُبُراً، وأوحى بعضُهم إلى بعضٍ زخرف القول غروراً،فاتَّخَذوا لأجل ذلك القرآن مهجوراً)


    اللهم دبرنا فانا لا نحسن التدبير والطف بنا فيما جرت به المقادير،ولا تحجبني بدنياي عنك واجعل بغيتي من الدنيا بغية الراكب المجد للآخرة واجعل همومي هماً واحداً هو لقائك،ونسألك علم الخائفين وإنابة المخبتين وإخلاص الموقنين وشكر الصابرين وتوبة الصادقين،
    اللهم إنا نسألك لساناً رطباً بذكرك وقلباً منعماً بشكرك،واجعلنا من جندك فإن جندك هم الغالبون،ومن حزبك فإن حزبك هم المفلحون،واجعلنا من أوليائك فإن أوليائك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.








  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية لبيبة
    رقم العضوية
    44794
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    المشاركات
    3,176
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

    جزاكِ الله خيرًا ونفع بك.

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لبيبة مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

    جزاكِ الله خيرًا ونفع بك.
    تسلمين اختي الغاليه
    بارك الله في حسناتج يارب

  4. #4
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  5. #5
    عضو نشط جداً الصورة الرمزية 7aayaahh1
    رقم العضوية
    50647
    تاريخ التسجيل
    Jan 2017
    المشاركات
    1,020
    لذلك لا غنى لنا عن كتب التفسير ففيها متعة عظيمة
    وجزاج الله خير إختي أم حمد
    الإنسان بحاضره يسعد لا بالتحسر على ما مضى ولا بالقلق على ما سيأتي

  6. #6
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي جنة الفردوس

  7. #7
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 7aayaahh1 مشاهدة المشاركة
    لذلك لا غنى لنا عن كتب التفسير ففيها متعة عظيمة
    وجزاج الله خير إختي أم حمد
    بارك الله في حسناتك اخوي
    وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •