النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: تفسير حديث(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    تفسير حديث(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    عن أنس بن مالك رضي الله خادم رسول الله،عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)واه البخاري، ومسلم.
    وفي رواية أخرى أوردها الإمام أحمد،عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(لايؤمن عبد حتى يحب لاخيه المسلم مايحبه لنفسه من الخير)
    الحقيقة أن الإيمان قد يوجد، ولكن قد يكون غير كاف لنجاة صاحبه، فأي إنسان أقر بوجود الله فهو مؤمن،
    فإذا قال عليه الصلاة والسلام(لا يؤمن أحدكم) قد يكون مؤمنا، ولكن لا يؤمن الإيمان الذي يجعله يرقى في درجات القرب، لا يؤمن الإيمان الذي ينجيه من عذاب الله، فالإيمان واسع، دائرة واسعة جدا، فإذا أقررت أن الله سبحانه وتعالى موجود فقد دخلت فيها، ولكن لا بد من التحرك إلى مركزها،مع الأنبياء، وحول الأنبياء الصديقون،
    فلا يؤمن أحدكم بمعنى، أنه لا يبلغ الدرحة الكاملة من الإيمان، أو الدرجة المنجية من الإيمان، أو الدرجة التي ترقى به في الإيمان إلا إذا فعل
    هذا الكلام((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)حتى يحب لأخيه في الإنسانية، ما يحب لنفسه،والمؤمن يتميز دائما أن انتماءه لكل البشر،وبين أن تنتمي إلى جهة معينة، وتبغض غيرها،
    هذا الحديث يعد قاعد أصولية في الإيمان، أي أنت لن تكون مؤمنا على النحو الذي يرضي الله، لن تكون مؤمنا في الدرجة التي تنجو بها من عذاب الله،الذي يقبله الله عزوجل إلا إذا أحببت لغيرك، لأخيك في الإنسانية،وفي الإسلام، والإيمان، ومن حولك،
    لأن النبي بعثه الله رحمة مهداة، ونعمة مزجاة،إذا كنت تحب لأخيك ما تحب لنفسك، وتكره له ما تكره لنفسك فأنت في المستوى الذي يرضي الله عز وجل،
    عن النبي،عليه السلام،عن أبي هريره،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(وأحب للناس ماتحب لنفسك تكن مؤمناً)رواه بن ماجه،
    والذي يُسأل عن شاب من أجل الزواج، فيسأله السائل، بالله عليك، أنشدك الله، هل ترضاه لابنتك ؟ واللهِ الذي لا إله إلا هو لو قال له: نعم، أو بلى، أرضاه لابنتي، وهو في الحقيقة لا يرضاه لابنته فقد غش الله ورسوله، وقد غش عامة المسلمين،
    انطلاقا من هذا الحديث، أتزوجه ابنتك( أتقبله لابنتك)إن كنت لا ترضاه لإبنتك فلا ينبغي أن تقول بسذاجة، وأن تلقي الكلام على عواهنه،
    هذا الحديث دقيق، هذا الطعام الذي تبيعه هل تأكله أنت ،هل نفسك تستسيغ أن تأكله،إنك تشهد كيف يُصنع، وكيف يُطبخ،هل تأكله أنت، هذا الشيء هل تفعله في بيتك،
    لذلك هذا الذي يتوهم أن الدين صلاة وصيام وحج وزكاة، وانتهى الأمر، فقد وقع في وهم كبير، الدين أعظم من ذلك، الدين يقوم على هذه العبادات، لأنه يقوم على أسس أخلاقية،كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم( وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناَ)لذلك المؤمن يراقب الله عزوجل،
    إن عظمة الدين أن كل علاقة بين اثنين الله بينهما، أعظم ما في الدين أن أية علاقة بين اثنين، بين زوجين، الزوج يتقي الله في زوجته، والزوجة تتقي الله في زوجها، والبائع يتقي الله فيمن يبيعه، والمشتري يتقي الله فيمن يشتري منه،
    وفيما رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث،معاذ أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم،عن أفضل الإيمان قال(أن تحب لله،وتبغض لله،وتعمل لسانك في ذكر الله،قال،وماذا يارسول الله،قال،وأن تحب للناس ما تحب لنفسك،وتكره لهم ماتكره لنفسك،وأن تقول خيراَ،أو تصمت)رواه أحمد،
    بل إن النبي، جعل دخول الجنة،ونهاية الآمال منوط ، بأن تحب للناس ما تحب لنفسك،
    وفيما رواه الإمام أحمد،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أتحب الجنة،قال،قلت،نعم،قال،فأحب لاخيك ماتحب لنفسك)رواه أحمد،
    لأن سينا عمر رضي الله عنه عيّن واليا، أعطاه كتاب التولية، وقال له: خذ عهدك، وانصرف إلى عملك، واعلم أنك مصروف رأس سنتك، وأنك تصير إلى أربع خلال، فاختر لنفسك، إن وجدنا أمينا ضعيفا استبدلناك لضعفك، وسلمتك من معرتنا أمانتك، وإن وجدناك خائنا قويا استهنا بقوتك،وأوجعنا ظهرك،وأحسنا أدبك،وإنْ جمعت الجرمين جمعنا عليك المضرتين،العزل والتأديب، وإن وجدناك أمينا قويًّا زدناك في عملك، ورفعنا لك ذكرك، وأوطأنا لك عقبك، قال تعالى(قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين)القصص،
    وقد روي عن علي رضي الله عنه أنه قال،قال لي النبي (يا علي إني أرضى لك ما أرضاه لنفسي، وأكره لك ما أكره لنفسي، لا تقرأ القرآن وأنت جنب، ولا وأنت راكع، ولا وأنت ساجد)
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)رواه مسلم،
    هذا الحديث يستنبط منه، أن المؤمن يسره ما يسر أخاه المؤمن، ويريد للمؤمن ما يريده لنفسه، ويؤلمه ما يؤلم أخاه،
    فالتنافس في أمر الآخرة محمود،لآن موضوع ألآخره، لو أن إنسانا سبقك في أمور الدين يجب أن تغار منه،
    (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ) حتى إن الإمام الغزالي رحمه الله يقول، ليس في إمكاني أبدع مما أعطاني، هذا الذي أنت فيه هو أكمل ما يكون بالنسبة إليك، هذا الذي يرضيك، يجب أن تحزن أيها المؤمن لفوات الفضائل الدينية، ولا يجب أن تحزن لفوات الدنيا، فسيدنا الصدِّيق، لم يندم على شيء فاته من الدنيا قط،


  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    وجزاك ربي جنة الفردوس اخوي الحسيم
    وبارك الله في حسناتك

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •