النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: العبودية لله شرف وعز

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    العبودية لله شرف وعز

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    العبودية لله شرف وعز
    أول أمر في القرآن في سورة البقرة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ)
    وهذا الأمر بالعبودية لله سبحانه وتعالى،يتضمن أن يكون الإنسان عبدًا لله،
    وهذه العبودية من البشر للبشر ذل،
    ومن البشر لله تعالى عز وتشريف،

    ولذلك وصف الله تعالى نبيه في أشرف المقامات بالعبودية(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَ) ثم عرج به إلى السماء في هذه الرحلة العظيمة،إلى الملأ الأعلى،
    وصف الله نبيه بالعبودية (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ) في مقام إنزال القرآن على هذا النبي وصفه بالعبودية،
    (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ) وصفه بالعبودية، وهذه تبين العلاقة بين العبودية والدعوة، وأن العبودية تقتضي الدعوة،
    وكذلك فإن العبودية تعني تذللًا، لأن الطريق المعبد،هو الطريق المذلل، فمهما يكن هناك تذلل لله فلا تسمى عبودية لا بدّ أن يكون هناك استسلام لا بدّ أن يكون هنالك طاعة،لأنه لا يمكن أن يكون عبدًا له، ثم يتمرد عليه، لا يمكن أن يكون عبد حقيقيًا له ثم يعصيه، فلا بدّ أن يستسلم، ولا يتمرد، ولا يعترض على حكم ولا على قدر،
    هذه العبودية، فيها محبة وخوف ورجاء، فالعبودية، تقتضي أن يحب المعبود، بأن يقول،إني أحبك، وأنا أحبك، ولكن الأفعال، والأقوال على غير هذا،
    محبة الله ليست مجرد محبة عاطفية لكنها محبة تقتضي طاعة، إن المحب لمن يحب مطيع، وهذه المحبة مقدمة على محبة الولد والوالد والناس أجمعين، وكذلك محبة كل ما في الدنيا من مال أو متاع مساكن ترضونها أو تجارة تخشون كسادها، فمحبة الله في العبودية مقدمة على محبة كل أحد،
    محبة رب العالمين هذه التي تجعلك تطيعه تعبده تقوم بالعبادة وأنت مقبل، لا أن تمل أو أنك تسأم؛ لأن العبادة التي فيها محبة تسهل القيام بالأعمال لله، وتجعلها مستحلاة، فأنت لا تقوم لصلاة الفجر وأنت نافر كاره، وإنما أنت محب، وعندما تعطي المال تعطي عن طواعية وطيب نفس لأنه لله فأنت محب، وعندما تتحمل مشاق الحج، والتعب المحبة في العبودية تهون عليك المشاق،
    الإنسان لا بدّ أن يكون عبدًا لشيء، هكذا جعل الله القلب، إما أن يتملكه مال، أو يتملكه امرأة، تتملكه الدنيا،لكن إذا صار الإنسان عبدًا لإنسان، أو لشيء من الدنيا فستكون حياته شقاء،معذبًا بالعبودية لغير الله، ولن يكون مرتاحًا، ولا مستأنسًا، ولا مطمئنًا إلا إذا عبد الله،وصار عبدًا حقيقًا له وحده لا شريك له،لأن العبودية لله تعوضه عن النقص في الأشياء الأخرى،
    من فوائد العبودية، أن العبد مهما فقد من الدنيا، فإن عنده الأمل، وهو يعيش ويرجو رحمة الله سبحانه وتعالى ولا زال الهدف الأساسي قائمًا في حياته( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)فهو يعمل لهذا الهدف الأساس،لأنه قائم بالوظيفة التي خلق من أجلها،
    لكن أهل الدنيا المتعلقين بها، الذين ليسوا عبيدًا لله، إذا صار شيء في الدنيا انتحر،وانهار،
    العبودية، تقتضي الرجاء أن ترجو ثواب الله، وهذا مما يسرع الأعمال الصالحة عند الإنسان، وكذلك يجعله يمضي فيها لأن هنالك أملًا يريده، وهو يعلم أنه لا يشترط أن يحصل عليه الآن؛ لأن النعيم المقيم الأصلي الثواب الأساس في الجنة في الآخرة وليس في الدنيا، فهو يعمل إلى النهاية، يرجو ذلك الثواب من الله في كل شيء،
    وكذلك فإن العبودية تقتضي الخوف من الله، وهذا مهم لأنه يمنع عن ارتكاب المعاصي،من الوقوع في المحرمات هذا الخوف من الله الذي يجعل العبد دائم العبادة لربه سبحانه وتعالى يخاف من التقصير يخاف أن لا يقبل منه،
    أن العبودية لله، ليست في القلب،ولا في الجوارح فقط، فهناك عبوديات للقلب، الخوف الرجاء المحبة الاستحياء من الله سبحانه وتعالى الإخلاص الصدق التوكل على الله عز وجل ،والتفويض إلى الله،
    لكن عبودية القلب، ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، لأن الهيبة والوجل والخوف ،والشوق،هذه عبادة قلبية ،
    ومن العبوديات قلبية، ولسانية، كالأذكار والتسبيح، والتحميد، والتكبير، والتهليل، والحوقلة، والاسترجاع هذه الأذكار الكثيرة،
    وهناك عبوديات لليد كمصافحة المسلم للمسلم، واستلام الحجر الأسود، وتغيير المنكر، وعبوديات بالأذن كسماع القرآن، وبالعين كالنظر في المصحف،
    وكذلك عبوديات بالقدم، كالطواف حول الكعبة،ويكون فعلًا يعيش مع الله وهذه من معاني العبودية،
    من العبودية أن ننظر في المواسم، والأيام التي يحبها الله، فنجتهد فيها كرمضان،لأنه صيام فريضة، والصلاة لها سنة قبلية وسنة بعدية في بعض الصلوات،
    وكذلك رمضان له سنة قبلية، كالصيام في شعبان،وشعبان من شعب بين شهرين عظيمين رجب شهر الله المحرم، ورمضان شهر الصيام، ولذلك يغفل الناس فيه، ويغفل الناس عنه،
    كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم (يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان،لأنه وقع بين شهرين عظيمين، يحدث لبعض الناس عنه غفلة، وهذا الشهر ترفع الأعمال إلى الله)
    وستة شوال،
    الرفع اليومي كل يوم ترفع فيه الأعمال إلى الله، ترفعها الملائكة كما قال عليه الصلاة والسلام (يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل)
    ورفع أسبوعي في الإثنين والخميس، ترفع فيهما الأعمال إلى الله،
    ورفع سنوي وهو الرفع في شعبان ، كما أخبر عليه الصلاة والسلام عن هذا الشهر ترفع فيه الأعمال إلى الله، وكما كان الحبيب محمد عليه السلام،يحب أن يرفع عمله وهو صائم في الإثنين والخميس، كذلك كان يحب أن يصوم في شعبان، ويكثر الصيام في شعبان، لأنه يرفع فيه العمل،
    أن هذه الأعمال التي يعملها ترفع فيها تقارير إلى رب العالمين يوميًا أسبوعيًا وسنويًا، فإنه يطيب العمل إذا أردت أن يكون التقرير جميلًا فاعمل،حتى إذا رفع التقرير كان شيئًا جميلًا يسرك يوم القيامة أن تراه،


    اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من أهل الجنة، وأن تغفر لنا ذنوبها، دقها وجلها، سرها وعلانيتها،ولا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا كربًا إلا نفسته، ولا دينًا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا عسيرًا إلا يسرته، ولا ميتًا إلا رحمته،اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء،
    اللهم اجعلنا من عبادك الأخيار،واجعلنا من الأبرار، وقنا عذاب النار، اللهم إنا نسألك العفو والعافية يا أرحم الراحمين.



  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس

    بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي كل الخير

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •