النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الله لاينظر إلى الصور والأموال،لكن ينظر إلى القلوب والأعمال

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    الله لاينظر إلى الصور والأموال،لكن ينظر إلى القلوب والأعمال



    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أن الحج له فضل عظيم قال الله جلَّ وعلا(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ)
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم(الحج المبرور، ليس له جزاء إلا الجنة)صحيح البخاري،
    والحج المبرور هو الذي يتقبله الله سبحانه وتعالى من عبده إذا أداه على الوجه المشروع، قال صلى الله عليه وسلم(من أتى هذا البيت، فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)صحيح مسلم،
    لقد أكثر الله عزَّ وجلَّ في آيات الحجِّ على قلَّتها من الوصيَّة بالتقوى،لأنَّه يحصل في الحجِّ من أسباب التقوى ما لا يحصل في غيره،وذلك مع الوعي الصحيح لحقيقة الحج ومغزاه،وقد تكرَّرت الوصيَّة بتقوى الله في سياق آيات الحجِّ من سورة البقرة،ففي الآية الأولى،قال الله تعالى(وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)البقرة،
    وقال سبحانه(وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)البقرة،
    وختم جلَّ وعلا آيات الحجِّ بقوله(وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)البقرة،
    إنَّ وصيَّةَ الله بالتقوى المتكرِّرة في آيات الحجِّ ودعوتَه سبحانه لأولي الألباب إلى تقواه، تدلُّ على أنَّ أهلَ العقول والألباب ينبغي عليهم وقد أكرمهم الله بالحجِّ أن يُعملوا عقولَهم وألبابَهم في تلك المشاعر العظيمة ليستفيدوا منها تقوى الله،
    فالحجُّ مدرسةٌ عظيمةٌ للتقوى وبابٌ عظيمٌ من أبوابها،
    والواجب على مَن أكرمه الله بالحجِّ أن يستفيدَ من حجِّه تقوى الله،وأن يتزوَّد فيه بزادها المبارك، وأن ينهل من معينها العذب، وأن يتقي الله بصيانة حجِّه عن الرَّفث والفسوق والجدال، وأن يتقي الله بحفظ وقته، وأن يشغلَه بذكر الله والنافع من القول، وأن يتقي الله بالحرص على اتِّباع السنَّة ولزوم هدي خير الأمَّة محمد صلى الله عليه وسلم ، وبالحذر من البدع والأهواء، وأن يتقي الله في مراعاة جميع أعمال الحجِّ من ركن وواجب ومستحبٍّ دون تساهل أو إهمال، وأن يتقي الله بالتفقُّه في دينه والإتيان بعبادته على بصيرة، وأن يتقي الله في إخوانه المسلمين من الحُجَّاج وغيرهم،وأن يكون عوناً لهم على كلِّ خير يلقاهم بطلاقة وجهٍ وصفاء قلب وحسن الحديث، وبتوقير الكبير ورحمة الصغير وتعليم الجاهل وإرشاد الضال، وأن يتقي الله بحفظ لسانه وغضِّ بصره وكفِّ يده، وأن يتقي الله باجتناب الغشِّ والكذب والشُّحِّ والسبِّ والبذاء وسوء الظنِّ،
    وكلَّما عظم نصيبُه وحظُّه في حجِّه من التقوى عظم حظُّه ونصيبه من الأجر والثواب،وغفران الذنوب، كما قال الله تعالى(فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى)البقرة،
    أي،فلا إثم عليه لِحطِّ الله ذنوبَه إن كان قد اتَّقى الله في حجِّه، فاجتنب فيه ما أمره الله باجتنابه وفعل ما أمره الله بفعله، وأطاعه بأدائه على ما كلَّفه من حدوده،
    والتقوى هي أعظمُ وصيَّة وخيرُ زاد ليوم المعاد، وهي وصيَّة الله للأوَّلين والآخرين من خلقه، كما قال سبحانه(وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ)النساء،
    وهي وصيَّة النَّبيِّ الكريم صلى الله عليه وسلم،لأمَّته،ولَمَّا خطب الناسَ في حجَّة الوداع يوم النحر وصَّى الناسَ بتقوى الله،
    ولم يزل السَّلف الصالح يتواصون بها، وذلك لأنَّها خيرُ زاد يبلغ إلى رضوان الله،
    ولما قال رجل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه،اتَّق الله،أجابه عمرُ بقوله(لا خير فيكم إن لم تقولوها،ولا خير فينا إذا لم نقبلها)
    وللتقوى على أهلها منافعُ عظيمة وثمار كريمة وفوائدُ جمَّة في الدنيا والآخرة،
    فمن ثمارها حصولُ العلم النافع،قال الله تعالى(إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا)الأنفال،
    والخروج من المحن وتحصيل الرّزق الطيِّب وتيسُّر الأمور،قال تعالى(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا،وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)الطلاق،ونيلُ الفلاح والفوزُ بالمغفرة، قال تعالى(وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)البقرة،
    ومن ثمارها حصولُ الرِّفعة في الدنيا والآخرة،قال الله تعالى(وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)البقرة،
    وحصولُ العاقبة الحميدة،قال الله تعالى(وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)الأعراف،ودخولُ جنَّة الله والتشرُّف برؤيته، قال الله تعالى(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ،فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)القمر،
    وثمارُ التقوى لا تُحصَى،
    وفضائلُها لا تُستقصى،وأكرمُ الناس عند الله أعظمهم تقوىً له سبحانه،قال تعالى(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)الحجرات،
    وتقوى الله جلَّ وعلاَ ،أن يجعل العبدُ بينه وبين ما يخافه ويخشاه من غضبه وعقابه وقايةً تقيه، وذلك لا يكون إلاَّ بفعل الأوامر واجتناب النواهي،
    كما قال الحسن البصري رحمه الله(المتَّقون اتَّقوا ما حرَّم الله عليهم وأدَّوا ما فرض عليهم،وليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل مع التخليط فيما بين ذلك، ولكنَّ تقوى الله تركُ ما حرَّم الله وأداءُ ما افترض الله،وتقوى الله أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله،وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله)
    وأساسُ التقوى هو القلب،كما قال صلى الله عليه وسلم(التقوى ها هنا، ويشير إلى صدره الشريف ثلاث مرَّات)صحيح مسلم،
    فمتى أصلح العبد قلبه صلح البدن كلُّه تبعاً لذلك،وخضع القلبُ لطاعة الله خضعت الجوارح، كما قال صلى الله عليه وسلم( ألا وإنَّ في الجسد مضغةً إذا صلحت صلحَ الجسدُ كلُّه، وإذا فسدت فسد الجسدُ كلُّه، ألا وهي القلب)صحيح البخاري،وصحيح مسلم،
    والله جلَّ وعلا لا ينظر إلى الصور والأموال، وإنَّما ينظر إلى القلوب والأعمال،كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إنَّ الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم،ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم )صحيح مسلم،
    وإنَّ مِمَّا يُعينُ العبدَ على تحقيق التقوى والعناية بها، أن يتذكَّر الموتَ والوقوفَ بين يدي الله والجزاءَ والحسابَ والجنَّةَ والنار،
    جعلنا الله جميعاً من المتقين،وسلك بنا صراطه المستقيم،إنَّه سميع مجيب،وفّقنا للقيام بفرائضك، والتزام حدودك، وزِدنا من فضلك وكرمك يا رب العالمين.


  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس

    بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي كل الخير

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •