النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الوالد أوسط أبواب الجنة

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    الوالد أوسط أبواب الجنة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه)رواه الإمام أحمد، والترمذي،وابن ماجه،وصححه الألباني،
    وقوله( الوالد أوسط أبواب الجنة ) أي خير الأبواب وأعلاها ،
    أن أحسن ما يتوسل به إلى دخول الجنة ويتوسل به إلى وصول درجتها العالية مطاوعة الوالد ومراعاة جانبه،إن للجنة أبوابا،وأحسنها دخولا أوسطها،وإن سبب دخول ذلك الباب الأوسط هو محافظة حقوق الوالد،
    وإذا كان حكم الوالد هذا، فحكم الوالدة أقوى وبالاعتبار أولى،
    جاء رجل إلى أبي الدرداء رضي الله عنه فقال، إن لي امرأة وإن أمي تأمرني بطلاقها،قال أبو الدرداء رضي الله عنه،سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم،يقول(الوالد أوسط أبواب الجنة،فإن شئت فأضِع ذلك الباب أو احْفَظه)رواه الإمام أحمد،
    والمعنى ، أن برّه مؤدّ إلى دخول الجنة من أوسط أبوابها،
    وكلام العراقي أقرب فيكون في الحديث مضاف إلى المبتدأ وآخر في الخبر ( فإن شئت فأضع ذلك الباب) أي بعدم برّها وترك امتثال أمرها ( أو احفظه) بذلك وإن لم يكن واجباً البرّ بالطلاق لكنه برّ لهما وإجلال لأمرهما فامتثله، والصحيح الأول لأن الله تعالى قرن طاعتهما والإحسان إليهما بوجوب عبادته وتوحيده،إنما ارتفع حكمه تعالى بحكمة لأنه أوجب علينا طاعتهما والإحسان إليهما، وكان من ذلك امتثال أمرهما فوجب لأنه لا يحصل ما أمر الله به إلا بالامتثال، ولأن مخالفتهما في أمرهما عقوق )رواه الترمذي، ورواه أحمد وابن حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما،أنه كان له امرأة يحبها ، فأمره أبوه أن يطلقها،لكنه أبى ذلك،لأنه يحبها،فذكر عمر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم،فأمر ابن عمر بطلاقها،
    وكذلك الحديث الآخر في امرأة كانت تأمر ابنها بطلاق زوجته فبين النبي صلى الله عليه وسلم ، أن صلة الرحم أو بر الوالدين سبب لدخول الجنة،وهو إشارة إلى أنه إذا بر والدته بطلاق زوجته كان ذلك سبباً لدخول الجنة،
    ولكن ليس كل والد يأمر ابنه بطلاق زوجته تجب طاعته، فإن رجلاً سأل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله،قال إن أبي يقول،طلق امرأتك،وأنا أحبها ، قال،لا تطلقها ، قال،أليس النبي صلى الله عليه وسلم، قد أمر ابن عمر أن يطلق زوجته لما أمره عمر،قال له الإمام أحمد،وهل أبوك عمر، لأن عمر نعلم علم اليقين أنه لن يأمر عبد الله بطلاق زوجته إلا لسبب شرعي،وقد يكون ابن عمر لم يعلمه،لأنه من المستحيل أن عمر بأمر ابنه بطلاق زوجته ليفرق بينه وبين زوجته بدون سبب شرعي فهذا بعيد،

    وعلى هذا فإذا أمرك أبوك أو أمك بأن تطلق امرأتك ، وأنت تحبها ولم تجد عليها مأخذاً شرعياً ، فلا تطلقها،لأن هذه من الحاجات الخاصة التي لا يتدخل أحد فيها بين الإنسان وبين زوجته،
    أن رجلاً أتاه فقال،إن لي امرأة وإن أمي تأمرني بطلاقها، وأنا لا أريد ذلك لمحبتها أو لسبب آخر،لأن برّه مؤدّ إلى دخول الجنة من أوسط أبوابها،بر الوالدين،
    فإن شئت فأضع ذلك الباب، أي،بعدم برّها وترك امتثال أمرها،بذلك وإن لم يكن واجباً البرّ بالطلاق لكنه برّ لهما وإجلال لأمرهما فامتثله، وما ذكرته من أن ما ليس واجباً أصالة لا يصير واجباً بأمرهما،
    فقال القرطبي، أنه إذا أمره أو أحدهما بأمر وجبت طاعتهما فيه،لأن الله تعالى قرن طاعتهما والإحسان إليهما بوجوب عبادته وتوحيده،لأنه أوجب علينا طاعتهما والإحسان إليهما، وكان من ذلك امتثال أمرهما فوجب لأنه لا يحصل ما أمر الله به إلا بالامتثال، ولأن مخالفتهما في أمرهما عقوق،
    فطر الله،سبحانه وتعالى،الوالدين على حب الأبناء، والعطف عليهم والإحسان إليهم، وبذل الغالي والنفيس من أجل رعايتهم والوقوف بجانبهم قلباً وقالباً،حتى يكبروا ويترعرعوا،ويظهر ذلك الحب وهذه الرعاية على الأبناء،وكل ذلك يبذله الآباء والأمهات دون تكليف من أحد، لأنهم جبلوا على ذلك وفطروا عليه،يوصهم الله،عز وجل ،بالإحسان إلى الأبناء،
    وعلى الجانب الآخر، نجد أن الله تعالى أوصى الأبناء ببر الوالدين والإحسان إليهما، وجاء ذلك بعد التأكيد على عبادة الله وحده وعدم الإشراك به، قال تعالى(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)سورة الإسراء،
    وجاءت التوصية من الله،عز وجل،لأنه أعلم بخلقه، فالأبناء ربما ينسون حق الوالدين أو يتهاونون في رعايتهم وخدمتهم،لأن الله تعالى أوصى الأبناء بالوالدين حتى لو كانا كافرين أو على غير دين الإسلام،قال تعالى(وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا)سورة لقمان،
    لذلك كان لزاما على كل ابن أو بنت أن يرفق بوالديه، وأن يرعاهما رعاية حسنة، وأن يقف بجانبهما ليوفيهما بعضا ًمن حقهما عليه حتى يلقى الله وهو راض عنهـم، لأن رضا الله من رضا الوالدين،
    جاء في الحديث(والوالد أوسط أبواب الجنة) رواه أحمد،والترمذي،وابن ماجه،وصححه الألباني،
    وعن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏قال، ‏جاء ‏ ‏رجل ‏ ‏إلى رسول الله ‏،‏صلى الله عليه وسلم،‏فقال يا رسول الله ‏ ‏من أحق الناس بحسن صحابتي،قال،أمك، قال، ثم من، قال، ثم أمك، قال، ثم من، قال، ثم أمك، قال ثم من ،قال ثم أبوك)متفق عليه،
    وعن أبي هريرة،رضي الله عنه،عن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدُهما أو كلاهما فلم يدخل الجنة)رواه مسلم،
    فمن الأحاديث يتبين حرص الرسول،صلى الله عليه وسلم،على الإحسان إلى الوالدين وبرهما لمن أراد السعادة في الدنيا والنجاة من النار في الآخرة،
    فقد ورد في الأثر أن رجلا في زمن النبي،صلى الله عليه وسلم ،عندما أشرف على الموت أراد من حوله أن يلقنوه الشهادة فلم يستطع النطق بها فأخبروا النبي بذلك فقال(أله أم، قالوا، نعم، وعندما سأل عن حاله معها أخبر بأنه كان عاقاً لها، فأمر النبي بجمع الحطب حتى يحرقه، فلما علمت أمه عفت عنه فنطق بالشهادة قبل أن يموت) رواه أحمد،ورواه الطبراني،
    فكم من سعيد لأن أباه أو أمه أو كليهما راضيان عنه،وكم من شقي أو تعيس لأن أباه أو أمه أو كليهما ساخطان عليه، فرضاهما من رضا الرحمن،فمهما عمل من أجلهما فلن يجزيهما أجر ما قدماه له في حياته،
    واللإمام البخاري(أن رجلا حمل أمه العجوز على كتفيه، وقال،يا ابن عمر تراني وفيتها،أي، وفيتها حقها لأنني أحملها في هذا الموقف الصعب،فقال له ابن عمر،لا ولا بظفرة)أي،ولا بطلقة من الولادة،
    فالأم التي حملت وولدت، وأرضعت وسهرت، ولم تنتظر لهذا الجهد ثواباً أو مقابلاً، والأب الذي تعب وعمل وكد وبذل جهده،فالله هو الذي يكافئ الوالدين على ما قدماه فهو ذو الفضل العظيم،


    أسأله أن يملأ بيوتنا أمناً وأماناً وسعادة،والتوفيق والسداد والطمأنينة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.









  2. #2
    عضو فعال
    رقم العضوية
    49176
    تاريخ التسجيل
    Sep 2015
    الدولة
    الارض
    المشاركات
    2,026
    الله يجزاج خير .. نسأل الله ان ما نكون ضيعنا الباب الاوسط!
    انهم قوم لا يفقهون و إذا فقهوا لا يعملون و إذا عملوا لا يتقنون و إن اتقنوا فإنهم ميتون
    لقد كانوا سابقا يسجنون الناس لأنهم يسرقون أما الآن فهم يسجنونهم لأنهم يقولون الحقيقة​

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة SouthK مشاهدة المشاركة
    الله يجزاج خير .. نسأل الله ان ما نكون ضيعنا الباب الاوسط!

    بارك الله في حسناتك
    وجزاك ربي كل الخير

  4. #4
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  5. #5
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي كل الخير

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •