النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: من كان يملك صديقاً،فكأنما حيزت له الدنيا بفرحها وجمالها

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    من كان يملك صديقاً،فكأنما حيزت له الدنيا بفرحها وجمالها

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    من كان يملك صديقاً، فكأنما حيزت له الدنيا بفرحها وجمالهاكيف أصبحت ثرياً بمصادقتك،إن صديقك هو كفاية حاجتك وهو حقلك الذي تزرعه بالمحبة وتحصده بالشكر،قد تنسى من شاركك الضحك، لكن لا تنسى من شاركك البكاء،فأنت أهل التميز والتقدم،
    حكم عن رد الجميل، إذا صنعت معروفاً فاستره وإذا صنع معك فانشره، من يزرع المعروف يحصد الشكر،
    أفضل المعروف، إغاثة الملهوف،ليكن أمرك بالمعروف، ونهيك عن المنكر،
    صانع المعروف لا يقع، ولو وقع لا ينكسر،من صنع إليه معروف فقال لفاعله، جزاك الله خيراً، فقد أبلغ في الثناء،
    كل معروف صدقة،والنطق بعبارات الشكر والعرفان على تقدير الجميل الذي لن ينساه في حياته،
    وتتزاحم العبارات، لتنظم عقد الشّكر الذي لا يستحقه، فمن كان يملك صديقاً، فكأنما حيزت له الدنيا بفرحها وجمالها،
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره)رواه الترمذي،
    خير الأصحاب خيرهم لصاحبه، وجاء في الحديث(ما تحاب الرجلان في الله إلا كان أفضلهما أشدهما حباً لصاحبه)رواه البخاري،ومسلم،
    إذا كان الرجلان متحابين في الله عز وجل، فأحبهما إلى الله عز وجل الذي يحب صاحبه أكثر،
    علمنا النبي صلى الله عليه وسلم ، أن خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، فلا يصاحبه لأجل الدنيا أو يريد أن ينتفع منه أكثر نفعاً، ولكن يحبه في الله تبارك وتعالى، وكلما ازدادت المحبة كان أقرب إلى الله،
    وقوله صلى الله عليه وسلم(وخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره) فالدين يعلمك إن تعمل العمل ولا تنتظر المكافأة عليه من الناس،لأنك إذا انتظرت المكافأة من الناس فإنهم سيبعدون منك، فاعمل لله تبارك وتعالى، ولا تنتظر أجراً ولا مدحاً ولا شكراً من الناس؛ لكن انتظر الأجر من الله عز وجل،
    والمعاملة مع الناس متعبة ومع الله مريحة، فالمسلم يتعامل مع الله، فيحب في الله لأجل أن يحبه الله عز وجل،
    ويكرم جاره لكي يكون أفضل عند الله تبارك وتعالى، فلا يكرمه لأجل أن يبادله بالإكرام،
    والجار إذا تغاضى عن جاره ونظر للأجر والثواب عند الله عز وجل وأن الأجر على قدر العمل والمشقة، فإنه سيستريح من الجار ومن الناس لأنه انتظر من الله عز وجل خيره وبره ورحمته سبحانه،
    والمؤمنون يتفاوتون في درجات الجنة، فبعضهم أعلى درجة من البعض الآخر، لأنهم كانوا أحسن خلقاً ويكرمون الجيران وكانوا خير الأصحاب،
    وكان الصحابة رضوان الله عليهم يتسابقون في ذلك،فقد جاء الحديث (أن رجلاً أراد أن يصلح جدر حائطه فاعترضته نخلة كانت لجاره، ولا يتم إصلاح الجدار إلا بإزالتها، فذهب إلى جاره يستأذنه بإزالتها فرفض، ثم عرض عليه أن يبيع له هذه النخلة فرفض، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم،وأخبره بالخبر فقال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل(أعطها له ولك نخلة في الجنة، فقال، لا أريد، فسمع أبو الدحداح رضي الله عنه ذلك، فقال،أنا أشتريها منه يا رسول الله، فذهب إلى الرجل وساومه على أن يعطيه حائطه ثمن هذه النخلة، وكان في هذا الحائط ستمائة نخلة، فوافق الرجل،
    فذهب أبو الدحداح إلى امرأته وأولاده وقد كانوا في الحائط فناداهم بأن يخرجوا من الحائط)أي،فإنه قد باعه بنخلة في الجنة، فأخذ زوجته وأولاده وترك الحائط لهذا الإنسان وصارت له نخلة في الجنة، والنخلة في الجنة شيء عظيم جداً، ولكن هذا الجار بخل، ولذلك ساء خلقه ولم يستجب لأمر النبي صلى الله عليه وسلم لكن أبا الدحداح رضي الله عنه عرف وعد النبي صلى الله عليه وسلم وما في الجنة من أشياء عظيمة، فلما مات أبو الدحداح ومشى النبي صلى الله عليه وسلم في جنازته فقال(كم من عذق رداح لـ أبي الدحداح)والعذق هو،العرجون،
    أي، كم من نخيل كثير لهذا الرجل العظيم أبي الدحداح مقابل ما فعله، وكان هيناً عليه أن يفعل ذلك، لأنه رباه النبي صلى الله عليه وسلم على حب الله عز وجل، وعلى حب رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى إكرام المسلمين؛ فرضي الله تبارك وتعالى عنه،
    فخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره، والإنسان يكرم جاره ولا ينتظر منه جزاءً ولا شكوراً، لكي ينال الفضل من الله تبارك وتعالى،
    وهكذا كانَ رسولُ اللهِ،صلى اللهُ عليهِ وسلمَ، لا يتركُ جميلاً إلا ردَّه بما هو أحسنُ منه انطلاقًا من قولِه تعالى(هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ)الرحمن،
    وإذا كانت هذه بعضُ مواقفِه،صلى اللهُ عليهِ وسلم،في ردِّ الجميلِ مع المُخالفينَ لدينِه، فماذا تتوقعونَ فِعلَه مع أحبابِه وأتباعِ دينِه،قال،عليه الصلاة والسلام(ما لِأَحدٍ عندنا يد إلا وقد كافأناه،
    ما خلَا أبا بكرٍ، فإن له عندنا يداً يكافئه الله يوم القيامة،ومانفعني مال أحد قط مانفعني مال أبي بكر،ولو كنت متخذاً خليلاً،لتخذت أبا بكر خليلاً،ألا وأن صاحبكم خليل الله)
    حِفظُ الجَميل، خُلُقٌ جليل، بل هو من أخلاقِ الأوفياءِ الكِبارِ،الذي لا ينسونَ المعروفَ ولو طالَتْ بهم الأعمار، فلا يزالُ الكريمُ أسيرًا لصاحبِ الجميل،يُظهرُ له الوِدَّ ويُمطرُه بالثَّناءِ الجزيل،
    وأما اللَّئيم، فهو يتجافى عن أصحابِ العطايا الكبيرةِ،لأنَّه يظن أنَّهم إنما أحسنُوا إليه لمصالحِ الدُّنيا الحقيرةِ،
    وصدقَ الشَّاعر، إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ،،،،، وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
    هناكَ أُناسٌ قد اصطفاهم ربُّ العالمينَ، ليسَ لهم همٌّ إلا سعادةَ الآخرينَ،فهم لغيرِهم بينَ سعادةٍ ومُساعدةٍ، لا يريدونَ من أحدٍ جزاءً ولا شُكورًا
    ولذلكَ فإنَّه ينبغي لنا أن نُقابلَ هذا الإحسانَ والمعروفَ، بالمُكافأةِ وإن لم يَكنْ فبالدُّعاءِ ورفعِ الكُفوفِ، كما أَمَرَ النبي،صلى اللهُ عليهِ وسلمَ- في الحديثِ(من صنع إليكم معروفاً فكافئوه،فإن لم تجدوا ماتكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم كافأتموه،فيجب مكافأة الجميل، ولو كان بالدعاءِ والثَّناءِ الجزيل،
    وأما أعظمُ حقٍّ وجميلٍ على الإنسانِ بعدَ حقِّ اللهِ،تعالى،وحقِّ رسولِه ،صلى اللهُ عليهِ وسلمَ، هو حقُّ الوالدينِ، فأخبرني كيفَ ردُّكَ للمعروفِ والجميلِ، لأصحابِ الفضلِ ووصيةِ العزيزِ الجليلِ،
    واسمع كيفَ علمنا الله، أن نتعاملَ مع أصحابِ الفضلِ الرفيع،تَوجيهٌ رباني، لمن أنحبني ورباني(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)
    (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا)(وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا)(وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ)(وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)الإسراء،


    اللهمَّ أعنَّا على ذكرِك وشكرِك وحسنِ عبادتِك، ربَّنا اجعلنا لك ذاكرينَ، لك شاكرينَ، إليكَ أوَّاهينَ منيبينَ،
    اللهم أوزعنا أن نشكرَ نعمتَك التي أنعمتَ بها علينا،واجعلنا من عبادِك الشاكرين،ونعوذُ بك من زوالِ نعمتِك، وتحولِ عافيتِك، وفجاءةِ نقمتِك، وجميعِ سخطِك، اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمسلمينَ والمسلماتِ والمؤمنينَ والمؤمناتِ، الأحياءِ منهم والأمواتِ، إنك سميعٌ قريبٌ مجيبُ الدعواتِ يا أرحمَ الراحمينَ، ربَّنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقنا عذابَ النارِ.

  2. #2
    عضو فعال
    رقم العضوية
    49176
    تاريخ التسجيل
    Sep 2015
    الدولة
    الارض
    المشاركات
    2,026
    نسأل الله الصحبة الصالحة
    الله يجزاج الخير
    انهم قوم لا يفقهون و إذا فقهوا لا يعملون و إذا عملوا لا يتقنون و إن اتقنوا فإنهم ميتون
    لقد كانوا سابقا يسجنون الناس لأنهم يسرقون أما الآن فهم يسجنونهم لأنهم يقولون الحقيقة​

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة SouthK مشاهدة المشاركة
    نسأل الله الصحبة الصالحة
    الله يجزاج الخير


    اللهم آمين يارب العالمين
    بارك الله في حسناتك اخوي
    وجزاك ربي كل الخير

  4. #4
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  5. #5
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •