بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صلاة التوبة

التوبة تجب ما قبلها وتمحوه، فلا ينبغي أن يبقى في قلبك شيء من ذلك، والواجب أن تحسن الظن بربك، وأن تعتقد أن الله تاب عليك إن كنت صادقا في توبتك،
لأن الله يقول( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)النور،
فعلق الفلاح بالتوبة، فمن تاب فقد أفلح،
وقال سبحانه( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)طه،
وهو الصادق سبحانه في خبره ووعده،وقال سبحانه(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)التحريم،
فعليك أن تحسن ظنك بربك، وأنه قبل توبتك إذا كنت صادقاً في توبتك، نادما على ما عملت، مقلعا منه، عازما ألا تعود فيه،وإياك والوساوس،
يقول الله في الحديث القدسي،أنا عند ظن عبدي بي فينبغي أن تظن بالله خيراً،
وقال صلى الله عليه وسلم(لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن ظنه بالله )خرجه مسلم،
أما صلاة التوبة فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم،من حديث الصديق،أنه قال(ما من عبد يذنب ذنبا ثم يتطهر فيحسن الطهور ثم يصلي ركعتين ثم يتوب لله من ذنبه، إلا تاب الله عليه)
فإنّ من رحمة الله تعالى بهذه الأمة أن فتح لها باب التوبة ، فلا تنقطع حتى تبلغ الروح الحلقوم أو تطلع الشمس من مغربها،
ومن رحمته تعالى بهذه الأمة كذلك أن شرع لهم عبادة من أفضل العبادات،يتوسل بها العبد المذنب إلى ربه،رجاء قبول توبته،وهي،صلاة التوبة،
وهذه بعض المسائل المتعلقة بهذه الصلاة،
أولاً، مشروعية صلاة التوبة ،عن أبي بَكْرٍ الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ،سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ( مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ)صححه الألباني،
عن أَبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قال،سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ( مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ أَوْ أَرْبَعًا يُحْسِنُ فِيهِمَا الذِّكْرَ وَالْخُشُوعَ ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، غَفَرَ لَهُ )صححه الألباني،
ثانياً، سبب صلاة التوبة،سبب صلاة التوبة هو وقوع المسلمِ في معصية سواء كانت كبيرة أو صغيرة،فيجب عليه أن يتوب منها فوراً،وأن يصلي هاتين الركعتين، فيعمل عند توبته عملاً صالحاً من أجل القربات وأفضلها ،فيتوسل بها إلى الله تعالى رجاء أن تقبل توبته ، وأن يغفر ذنبه،
ثالثاً، وقـت صلاة التوبة،يستحب أداء هذه الصلاة عند عزم المسلم على التوبة من الذنب الذي اقترفه ، سواء كانت هذه التوبة بعد فعله للمعصية مباشرة ، أو متأخرة عنه ، فالواجب على المذنب المبادرة إلى التوبة ، لكن إن سوّف وأخّرها قبلت ،
لأن التوبة تقبل ما لم يحدث أحد الموانع الآتية،
أولاً، إذا بلغت الروح الحلقوم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر)حسنه الألباني،
ثانياً،إذا طلعت الشمس من مغربها ، قال النبي صلى الله عليه وسلم(من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه)رواه مسلم،
وهذه الصلاة تشرع في جميع الأوقات بما في ذلك أوقات النهي ،مثل، بعد صلاة العصر،لأنها من الصلوات التي لها سبب ، فتشرع عند وجود سببها،
صلاة التوبة ركعتان،فيقرأ المصلي فيها ما شاء ويشرع للتائب أن يصليها منفرداً،لأنها من النوافل التي لا تشرع لها صلاة الجماعة،وبعدها أن يستغفر الله تعالى،
ومن أفضل الأعمال الصالحة التي يفعلها التائب، الصدقة ، فإن الصدقة من أعظم الأسباب التي تكفر الذنب ،
الخلاصة،
أولاُ، ثبوت هذه الصلاة عن النبي صلى الله عليه وسلم،
ثانياً، أنها تشرع عند توبة المسلم من أي ذنب، سواء كان من الكبائر أم من الصغائر، وسواء كانت هذه التوبة بعد اقتراف المعصية مباشرة، أم بعد مضي زمن،
من فؤائد التوبة، فرح الله بتوبة العبد ..دعاء الملائكة للتائب ،
ثالثاً، أن هذه الصلاة تؤدى في جميع الأوقات، بما في ذلك أوقات النهي،
رابعاً، أنه يستحب للتائب مع هذه الصلاة فعل بعض القربات، كالصدقة وغيرها،
لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعاً،

اللهم تب علينا واغفر لنا وارحمنا واحسن خاتمتنا برحمتك يا ارحم الراحمين،
ربنا ارزقنا توبة نصوحة قبل الممات،ومالحياة الدنيا الا متاع الغرور،
ربنا اغفر لنا وارحمنا واهدنا وعافنا واعفوا عنا،
اللهم امين .