بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمر بن الخطاب، ثاني الخلفاء الراشدين، وأول من لقب بأمير المؤمنين، حيث كان الصحابة ينادون أبي بكر بخليفة رسول الله، وبعد تولي عمراً الخلافة كانوا ينادونه بخليفة خليفة رسول الله، وهذا ما جعلهم يطلقون عليه لقب أمير المؤمنين،
وهو من صحابة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، كما أنّه من العشرة المبشرين بالجنة، وأحد علماء الصحابة وزهادهم،
نسب عمر بن الخطاب، هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن قرط،ويجتمع نسبه مع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في كعب بن لؤي بن غالب، وأمه حنتمة بنت هشام المخزوميّة، وهي ابنة عم كل من أم سلمة، وخالد بن الوليد،
لقب سيّدنا عمر بالفاروق، كونه يفرق بين الحق والباطل،
إسلام عمر بن الخطاب ، أسلم عمر بن الخطاب في شهر ذي الحجة من العام السادس للهجرة، وكان يبلغ من العمر سبعة وعشرين عاماً، وجاء إسلامه بعد إسلام حمزة بن عبد المطلب بثلاثة أيام، ويشار إلى أنّ ترتبيه في الإسلام الأربعين، وكان لإسلامة الأثر البارز في التاريخ الإسلامي،
فبإسلامه قويت شوكة وصفوف المسلمين، وأصبح هناك من يحميهم ويدافع عنهم من أذى الكفار،
مثل ما قاله عبد الله بن مسعود(ما كنا نقدر أن نصلّي عند الكعبة حتى أسلم عمر)
هجرة عمر بن الخطاب إلى المدينة ، دخل عمر بن الخطاب الإسلام بنفس القوّة والحميّة التي كان يحارب بها من قبل، حيث كان حريصاً كل الحرص على نشر خبر إسلامه في مجامع قريش كلها، وهذا ما زاد العداء لسيّدنا محمد وأصحابه، مما دفع الكثير من المسلمين للهجرة إلى المدينة هروباً من أذى قريش، وكانوا آنذاك يهاجرون خفية،
ولكن سيدنا عمر لم يفعل ذلك، بل تقلّد سيفه، ووضع قوسه على كتفه، وحمل بعض أسهمه وعصاه، ومضى إلى الكعبة، وطاف بها سبع مرات، وذهب إلى مقام إبراهيم وصلى، ثمّ نادى في جموع المشركين قائلاً(شاهت الوجوه، لا يُرغم الله إلا هذه المعاطس، من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده أو يُرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي)ولم يتبعه أحدٌ منهم إلا بعض القوم المستضعفين الذين علمهم وأرشدهم، ثمّ تركهم وذهب،
وصل عمر بن الخطاب إلى المدينة مع عشرين من أهله، وفي ذلك الوقت آخى الرسول محمّد صلى الله عليه وسلم بين عمر بن الخطاب وعتبان بن مالك، ومع أبي بكر الصديق، والعديد من الصحابة الآخرين،
وبعد وصول عمر إلى المدينة بقي المسلمون آمنون عاماً كاملاً حتى بدأت قريش بتجهيز الجيوش لمحاربتهم، وتجدر الإشارة إلى أنّ عمر بن الخطاب شهد جميع الغزوات مع الرسول صلى الله عليه وسلم،
وفاة عمر بن الخطاب، بتاريخ 26 من ذي الحجة لعام 23هـ، كان الفاروق في المسجد لصلاة الفجر، وتربّص به أبو لؤلؤة المجوسي، وانتظره حتى سجد، وطعنه بواسطة الخنجر الذي كان معه، ثمّ طعن اثني عشر رجلاً مات منهم ستة، وعندما أدرك أبو بؤلؤة أنه مأخوذ لا محالة طعن نفسه منتحراً ومات،
وأوصى الفاروق أن يكمل عبد الرحمن بن عوف الصلاة، وبعد الانتهاء منها حمل المسلمون سيدنا عمر إلى داره، واختار ستة من الصحابة ليكون أحدهم خليفة على المسلمين خلال مدّة لا تزيد عن ثلاثة أيام،
وتوفي عمر بعد ذلك، ودفن إلى جانب أبي بكر الصديق في رحاب قبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم،
التعريف بعمر بن الخطاب،عمر بن الخطاب هو، أبو حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح،
وثانى الخلفاء الراشدين ، صاحب الكرامات ،وقائد الفتوحات ،أعز الله به الإسلام ،ورفع به عن المؤمنين الآلام ،وضرب السياط والحسام،فرق الله به بين الحق والباطل ،وله السبق فى الأوائل ،وافق رأيه القرآن، وانتشر على يده الدين والإيمان،ويخشاه الشيطان،رجل الشدائد،وقاضى الحوائج ،صاحب الوقار والهيبة ،وسراج أهل الجنة،الشديد فى لين،المسامح دون تقصير،سريع الدمعة،بهى الطلعة،خادم العجائز،وعون العائز،الإمام العادل،والخليفة الفاضل،شهد الوقائع،وللدين حصن دافع،
أول من صلى عند الحرم علنا، وهاجر جهرا،له لسان صدق ،وعرف بالحق، لايخشى فى الله لومة لائم،ولحدود الله قائم ،يلتقى نسبه مع نسب النبى صلى الله عليه وسلم فى كعب بن لؤى بن غالب،وأسلم قبل الهجرة بخمس سنوات،
بعض فضائل،عمر بن الخطاب،
قال النبى صلى الله عليه وسلم، إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه،ولو كان نبيا بعدى لكان عمر،كان فيمن قبلكم محدثون،وإن يكن فى أمتى لكان عمر،وقال النبى صلى الله عليه وسلم، إنى لأنظر إلى شياطين الإنس والجن قد فروا من عمر،
السيرة العطرة سيرة هذا الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم (والله ما رآك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك)أي، ما تسلك من طريقاً إلا ويسلك الشيطان من الطريق الآخر، لأنه صادق مخلص، وهو قوي الشخصية إلى درجة من الهيبة ما يستطاع أن يُتكلم معه، ملوك العرب إذا أتوا إلى عمر وأراد الواحد منهم أن يتكلم خلط بين الكلام، ولا يستطيع أن يتكلم،
هذا عمر رضي الله عنه وقف على راسه رسول كسرى وقال (عدلت فأمنت فنمت ياعمر )
وكان عبد الله بن مسعود يقول، ما كنا نقدر على أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر بن الخطاب ، فلما أسلم قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة ، وصلينا معه،حيث انه كان جبارآ غليظآ،

اللهم ارض عن الخلفاء الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، ومن تبع خطاهم اجمعين،
اللهم اجعل بلادنا آمنة مطمئنة رخاءً سخاءً يا رب العالمين،
اللهم آمنا في أوطاننا،وانصرنا على كل من عادانا،ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.