النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: القلب محل نظر الرحمن

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    القلب محل نظر الرحمن

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    القلب محل نظر الرحمن
    إن الحديث عن القلب وأحواله حديث بالغ الأهمية في وقت انشغل فيها الناس بالظواهر واستهانوا بأمر القلوب والبواطن وما علِموا أن شأنها عند الله عظيم،
    ونحن الآن نشكو إلى الله الغفلة عن قلوبنا، وأننا نهتم بأنفسنا كثيرًا، نهتم بمظهرنا، بيوتنا، بمراكبنا، مأكولاتها، مشروبنا، ولكنا نغفل كثيرًا عن قلوبنا، أن نراقب هذا القلب أن نرعاه أن نحرص عليه لا نهمله كثيرًا ونغفل عنه بالتالي يمتلئ بغضاً على فلان وحقد على فلانة، وسوء ظن بفلانة فتجتمع والعياذ بالله نكت سوداء نكته نكته حتى يصبح القلب(أسود مرباداً كالكوز مجخياً،لايعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً)رواه مسلم،
    قال تعالى(يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ،إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)الشعراء،
    فلن ينجو يوم القيامة إلا صاحب القلب الطاهر السليم،قال ابن القيم رحمه الله،القلب السليم هو الذي سلم من الشرك، والغل والحقد، والحسد والشح، والكِبر وحب الدنيا والرئاسة فسلم من كل آفة تبعده عن الله ،وسلم من كل شبهة تُعارِض خبره ومن كل شهوة تعارض أمره، وسلم من كل إرادة تزاحم مراده،ومن كل قاطع يقطعه عن الله،
    والقلب محل نظر الرحمن كما جاء في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم(إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم)رواه مسلم،
    لذا فإن دين الإسلام حرص حرصاً شديداً على أن نكون الأمة أمة واحدة في قالبها وقلبها تسودها عواطف الحب والود والتعاون على البر والتقوى، والتناصح البناء الذي يثمر إصلاح الأخطاء مع صفاء القلوب وتآلفها دون فرقة وغل وحسد،
    قال تعالى(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)الحجرات،فالأخوة الإيمانية تعلوا على كل الخلافات مهما أشدت وطأته واضطرمت شدته،
    وقوله عليه الصلاة والسلام(لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانًا)رواه الشيخان،البخاري،ومسلم،
    وقوله عليه الصلاة والسلام(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه)رواه الشيخان،
    امتدح الله نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)القل
    ولنا في رسولنا قدوة حسنه، فقد كان من دعائه،(واسلل سخيمة صدري)رواه الترمذي،أي غشه وحقده وغله،
    قال صلى الله عليه وسلم(يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم،قالوا، خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم فقال(اذهبوا فأنتم الطلقاء)
    وهذا الخلق هو خلق الأنبياء،عن عبد الله بن مسعود،قال(كأني انظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم،يحكى نبياً من الأنبياء ضربه قومه فأدموه،وهو يمسح الدم عن وحهه،ويقول(اللهم إغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)أخرجه البخاري، ومسلم،
    ولقد ضرب الصحابة رضي الله عنهم أروع الأمثلة في سلامة القلوب وطهارة الصدور،فقد قال الله عز وجل فيهم(وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)
    ولقد كان لسلامة الصدر عندهم منزله كبرى حتى إنهم جعلوها سبب التفاضل بينهم،
    عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم(كان أفضلهم عندهم أسلمهم صدرًا وأقلهم غيبة)
    قال سفيان بن دينار لأحد السلف الصالحين(أخبرني عن أعمال من كان قبلنا، قال، كانوا يعملون يسيرًا ويؤجرون كثيرًا،قال سفيان، ولم ذاك قال أبو بشير، لسلامة صدورهم،
    قال تعالى(وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا)ما ينفعك أن تعذّب أخوك المسلم بسببك،
    وقال تعالى(وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)الشورى،
    يقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن سبب محبة الناس له،قال،لا أعلم في نفسي غلًا على مسلم ولم أعلم بين اثنين شحناء إلا سارعت الإصلاح بينهما،
    فضائل سلامة الصدر،
    أولاً، أنها صفة أهل الجنة الذين هم خير أهل،
    ثانياً، أن صاحبها خير الناس وأفضلهم،فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد سُأِل أي الناس أفضل،فقال(كل مخموم القلب، صدوق اللسان)
    قالوا،فما مخموم القلب، قال صلى الله عليه وسلم(هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد)رواه ابن ماجة،
    ثالثاً،إن سلامة القلب من موجبات الجنة،
    رابعاً،أنها تجمع القلب على الخير،والبر،والطاعة والصلاح فليس أروح للمرء ولا أطرد للهم ولا أقر للعين من سلامة الصدر على عباد الله المسلمين،
    خامساً،إن من سلم صدره وطهر قلبه عن الإرادات الفاسدة والظنون السيئة عف لسانه عن الغيبة والنميمة،
    سادساً،ان فيها صدق الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ،فإنه أسلم الناس صدرًا وأطيبهم قلبًا وأصفاهم سريرة،
    علاج عدم سلامة القلب،
    أولًا،الإخلاص ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن، إخلاص عمل، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم)رواه أحمد، وابن ماجة،
    من أخلص دينه لله عز وجل فلن يحمل في نفسه تجاه إخوانه المسلمين إلا المحبة الصادقة، وعندها سيفرح إذا أصابتهم حسنه، وسيحزن إذا أصابهم مصيبه، سواءً كان ذلك في أمور الدنيا أو الآخرة،
    ثانياً،الرضا بقضاء الله وقدرة والعلم أنه سبحانه وتعالى حكم عدل وأن الخير فيما أختاره الله وأن الله أرحم بالعباد من أنفسهم،
    ثالثًا، أن يتذكر العبد تقصيره في حق الله عز وجل وهو أعظم الحقوق،فإذا كنت مقصرًا في حق ربك، فلما تريد أن تتقاضى حقك كاملًا من المخلوقين،
    رابعاً، قراءة القرآن وتدبره فهو دواء لكل داء والمحروم من لم يتداو بكتاب الله، قال تعالى(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً)الإسراء،فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة،
    خامساً، تذكر الموت والزهد في الدنيا والعلم بحقارتها وسرعة زوالها وأنها لا تدوم على حال،يقول أبو درداء رضي الله عنه،ما أكثر عبد ذكر الموت إلا قل فرحه، وقل حسده،
    سادساً، الدعاء فيدعوا العبد ربه دائماً أن يجعل قلبه سليمًا على إخوانه وأن يدعو لهم، فهذا دأب الصالحين،
    سابعاً،الصدقة فهي تطهر القلب وتزكي النفس،قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم(خُذْ مِنْ أَمْوَالهمْ صَدَقَة تُطَهِّرهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)التوبة،
    وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم(داووا مرضاكم بالصدقة)» (صحيح الترغيب)وأحق المرض بالمداوة مرض القلوب،
    ثامنًا، كظم الغيض وضبط النفس في كل ميدان ولا سيما مجال الحوار والنقاش ووزن الكلام قبل الشروع في نطقه،
    تاسعًا، العفو والصفح ثم الدفع بالتي هي أحسن ابتغاء مرضاة الله،
    عاشرًا، حسن الظن بالآخرين والتماس العذر لهم،
    قال أحد السلف،التمس لأخيك عذراً إن لم تجد له عذراً فاتهم نفسك بسوء الفهم،
    قال، صلى الله عليه وسلم(ألا أخبركم بما يذهب وخر الصدر، صوم ثلاثة أيام من كل شهر)
    ووخر الصدر،هو الغل،

    فسلامة الصدر قضية تحتاج إلى التدرج في البناء الأخلاقي حتى نصل إلى ماهو أفضل وقد خلق الله الدنيا في ستة أيام مع أنه قادر على أن يخلقها بكلمة(كُنْ)ولكن الله أختار لنفسه سنة الإنشاء والتدرُّج،فلا تيأس إذا أخفقت مرة أو مرتين في التخلُّص من صفةٍ سيئة بل توكل على الله واستعين به مع الإخلاص والمجاهدة قال تعالى(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)العنكبوت،


    اللهم إنا نسألك صدورًا سليمة وقلوبًا طاهرة نقية،من الشرك والشك والنفاق وسائر الآفات.



  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    بارك الله فيك وفي حسناتك
    وجزاك ربي كل الخير اخوي الحسيم

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •