بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة وبركاته
التفاؤل صفة المؤمنين الذين عرفوا أن الأمر بيد الله

التفاؤل،ذلك الشعور الجميل الذي يختزل كل معاني البهجة والسعادة في حياة الإنسان،
هو شعورٌ داخلي بالرضا وثقة تتحول لراحة جسدية،وسيطرة على مشاعرٍ وأفكار متعبة،إن الإنسان المتفائل سعيدٌ في دنياه، متوكل على مولاه ،طموح ومبادر لكل جميلٍ فيرسم سعادة الآخرين،
فكم هو جميلٌ أن نتفاءل حين الملمات،وعندما تتوالى النكبات،هو تشريعُ ربنا وهو طوقُ نجاة لأنفُسنا،
نحن أمة الإسلام،نحن أمة القرآن،أمة التفاؤل (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)آل عمران،
ويقول تعالى(يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ،هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)التوبة،
النبي صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن التفاؤل،فعن أنس،رضي الله عنه،عن النبي،صلى الله عليه وسلم قال(لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح،الكلمة الحسنة) متفق عليه،والطيرة هي التشاؤم،
عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(لا تزال طائفة من أمتي قائمةً بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر اللّه وهم ظاهرون على الناس)رواه البخاري،ومسلم،
وقول النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبه أبي بكر رضي الله عنه وهما في طريق الهجرة، وقد طاردهما سراقة، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم مخاطباً صاحبه وهو في حال ملؤها التفاؤل والثقة بالله(لا تحزن إن الله معنا،فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم،فارتطمت فرسه،أي غاصت قوائمها في الأرض،إلى بطنها) متفق عليه،
هذا سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم،صورة حية نابضة بتطبيق التفاؤل،ففي يوم الأحزاب يوم اجتمع شدة البرد والجوع والخوف حتى ربط،صلى الله عليه وسلم،على بطنه الشريف حجرين من شدة الجوع وكان الصحابة لا يستطيع أحدهم أن يذهب فيقضي حاجته وصورة الآيات(إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا)الأحزاب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم،في هذا الوقت العصيب يبشرهم بأمر عظيم ويدعوهم إلى التفاؤل وعدم اليأس،
حاجتنا إلى التفاؤل،مثل حاجتنا للهواء والكساء والغذاء،لاشيءَ كالأمل والتفاؤل،بعد الإيمان،يولّد الطّاقة، ويَحْفز الهمم، ويدفع إلى العمل، ويساعد على مواجهة الحاضر، وصنع المستقبل الأفضل الأمل والتفاؤل قوّة ,وحياة،واليأس والتشاؤم ضعف،وموت،
إن النّاس صنفان،
يائس متشائم يواجه تحدّيات الحياة بالهزيمة والهرب والاستسلام، اليأس والتشاؤم ثمرة من الثمرات الفاسدة، وصفة سلبية ولا يجوز لمسلم بصير بأمر دينه أن يستسلم لليأس، ويمَكِّنَه من قلبه وكيف يرضى المسلمون الصادقون الواعون ذلك لأنفسهم، وهم يقرؤون قولَ ربّهم عزّ وجلّ(لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله)الزمر،
قوله تعالى،على لسان،إبراهيم عليه السلام(وَمَنْ يَّقْنَطُ مِن رحْمَة رَبِّه إلا الضَّالُّون)الحجر،
وآمل متفائل يواجهها بالصبر والكفاح،والشجاعة والإقدام،والثقة بالنصر،فما أروع الأمل والتفاؤل،وما أحلاه في القلب،وما أعْوَنَه على مصابرة الشدائد والخطوب ،
ومع هذا،لا يوجد إنسان كامل،لا بد من لحظات يكون فيها واقع في وحل التشاؤم بطريقة أو بأخرى،لكن البطولة،تكمن في النهوض من بعد السقوط،والبدء من جديد والسعي بجد،هذا من التفاؤل،
والفأل هو، الكلمة الطيبة التي يسمعها المسلم، فيرتاح لها،فيُسر بها ويمشي في حاجته، ولا ترده عن حاجته،
فمطلوبٌ من المسلم أن يكون متفائلاً لا متشائماً، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يحب الفأل الحسن،
والتفاؤل صفة المؤمنين الذين عرفوا أن الأمر بيد الله ، صفة الموحدين ،وتوقع الخير ، والتفاؤل حسن الظن بالله ،تفاءل،تضحك لك الدنيا،

اللهم اجعلنا من عبادك الراضين القانعين الصابرين المتفائلين بعطائك
واجعلنا من الذين يبعثون التفاؤل فى قلوب العالمين يا اكرم الاكرمين.