النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    واتقوا يوماً ترجعون فيه الى الله
    نعم الله كثيرة لا تحصى، وإن من أعظمها معرفة كتاب الله تبارك وتعالى،
    ومن هذه المواعظ ،قوله تعالى(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)بين الله فيها أنه لابد للإنسان من رجوع إلى الله للحساب ولفصل القضاء، ثم إلى جنة أو نار، فمن اتقى الله وأصلح فهو من أهل الجنة، ومن غفل أو تغافل فالنار موعده،
    القرآن العظيم من نعم الله التي لا تحصى،
    إن لله على العباد نعماً عظيمة ومِنَناً جليلةً كريمة، وقد كان من أجلِّها وأعظمها، هذا الكتاب المبين والصراط المستبين، الذي أخرج الله به العباد من الظلمات إلى النور، فأنار به القلوب، وشرح به الصدور، فانتقلت تلك النفوس المؤمنة من جحيم الهوى والشرور وأليم العذاب والغرور،
    هذا الكتاب الذي جعله الله تبارك وتعالى نوراً، هادياً للسداد والصواب،كم نبَّه الله به من غافلين،وأيقظ به من نائمين،وهدى به من ضالين حائرين،
    هذا الكتاب الذي فيه الوعد والوعيد، وفيه التخويف والتهديد،وفيه ذكر النعيم وذكر الجحيم، كم فيه من آياتٍ تضمنت تلك العظات البالغات، كم فيه من آياتٍ أنار الله عز وجل بها السبل لطاعته وجنته،فما ألذ الموعظة إذا كانت من الله جل جلاله،ومن هذه المواعظ،
    مواعظ القرآن تقرع القلوب قرعاً،إن المواعظ رحمة من الله تبارك وتعالى، يهدي بها من الضلال، ويرحم بها من العذاب،
    تذكِّر العباد بيومٍ مشهود ولقاءٍ موعود، لا يغني فيه والدٌ ولا مولود،
    اشتملت على موعظتين ومشهدين عظيمين،
    أما المشهد الأول( وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ)البقرة،
    وأما المشهد الثاني(ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)البقرة،
    لحظةٌ ينتقل الإنسان فيها من دار الغرور إلى دار السرور،إنها اللحظة التي يؤمن فيها الكافر، ويوقن فيها الفاجر،ويعرف الإنسان فيها حقارة الدنيا،وإنه فرَّط في جنب الله،إنها اللحظة التي يحس الإنسان فيها بالحسرة والألم على كل لحظة فرَّط فيها، ينادي،ربَّاه ربَّاه، ارْجِعُونِ( لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ)المؤمنون،
    ويقـال(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً)الفجر،
    أو يقال(يا أيتها النفس الخبيثة،اخرجي إلى سخطٍ من الله وغضب)
    كيف تكون الخواتم،من تلك الساعة التي أقضَّت مضاجع الصالحين( رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَار)آل عمران،
    وفي لحظة واحدة أسلمت الروح إلى بارئها(وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ،إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ)القيامة،
    في لحظة واحدة ينتقل العبد من دار الهوان إلى دار النعيم المقيم،ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة،وطويت صفحاتُ الغرور،وبدا للعبد هول البعث والنشور،مضت الملهيات والمغريات، وبقيت التبعات،ولا إله إلا الله،من ساعةٍ تُطْوَى فيها صحيفتك، إما على الحسنات أو على السيئات، فتتمنى حسنة تزاد في الأعمال(رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ)المنافقون،
    فتحس بقلبٍ متقطعٍ من الألم، تحس بالشعور والندم، أن الأيام انتهت، وأن الدنيا قد انقضت،هناك حيث يُسْلِم الإنسان روحَه لبارئها، وينتقل إلى الآخرة بما فيها، وفي لحظةٍ واحدة أصبح العبد كأن لم يكن شيئاً مذكوراً، طُوِيت الصفحات، وصرتَ في عداد الأموات،واستقبلت الحياة الجديدة، فإما عيشة سعيدة أو عيشة نكيدة،
    هناك حيث تُفْسح القبور لأهلها، ويَزداد السرور على من حل بها،وتنسى نعيم الدنيا مع النعيم المقيم،وتنال من الله البركات والرحمات والتكريم،
    كم من قبورٍ حولها الأنوار مضيئة، والناس يسرحون ويمرحون،في النعيم والرضوان العظيم من الرحيم الكريم،
    وكم من القبور فيها الجحيم والعذاب المقيم،في دركات الجحيم والعذاب المقيم، ينادي ولا مجيب، ويستعطف ولا مستجيب(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ)البقرة،
    يوماً لا يغني فيه والد ولا مولود، إنه اليوم المشهود، واللقاء الموعود،
    لقد العباد خرجوا العباد منها صفر اليدين إلا من رحمته، ووقفوا في ذلك المشهد العظيم (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلىً عَنْ مَوْلىً شَيْئاً،إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ)الدخان،
    يوم يفر المرء فيه من أحب الناس إليه، فلا يلتفت عن يمينه ولا عن يساره،
    ينتظر فصل القضاء،حكم رب الأرض والسماء، أفي الجنة أم في النار،وولَّت بين يدي الواحد القهار،خرج أهل الصالحات وابيضَّت الوجوه بآثار الحسنات،
    وما عَظُمَ المقام عليهم(وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)الأنبياء،
    ووقف العباد بين يدي رب العباد لكي يفصل بينهم في يوم التناد،ونادى منادي الله لكل عبدٍ بما جنت يداه،ودعيتَ على رءوس الأشهاد لكي تسأل عن كل قولٍ قلتَه،وعن كل عملٍ عملتَه،
    حيث تقف بين يدي الله،والشهود حاضرة،والعيون إلى الله ناظرة،
    فينادي منادي الله، يا فلان بن فلانة، قم للعرض على الله، فلا ينادَى أحدٌ بأبيه،لكي تزول الأحساب والأنساب، ويَذِل العباد بين يدي الله،
    وسألك الله عن هذه الأيام التي مضت، وعن هذه السنين والأعوام التي انقضت،حيث تحمد عيناً سهرت على طاعة الله، وقدماً طالما انتصبت بالوقوف بين يدي الله،وأما يديَّ،فأنت الشهيد وأنت المطلع،
    لمثل هذا فأعدوا(وإذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء)(كن في الدنيا كأنك غريب)
    تزودوا من هذه الدار من الباقيات الصالحات،
    أكثروا من ذكر الله، فما خاب عبدٌ أكثر من ذكر الله، واعملوا بوصية الله في كتابه(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)الحشر،
    أبشروا يا أهل الإيمان إذا صَلُحَت لله السرائر، ولقي العبد ربه موحداً على العقيدة التي ترضيه، والإيمان الذي هو القربه بين يديه،فإن عظمت الإساءة، فأعدوا لها الاستغفار، وحُسْن الظن بالله العظيم القهار،


    نسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيتَ به أجبتَ، وإذا سئلتَ به أعطيتَ، أن ترحمنا عند سكرات الموت،واجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أعمارنا أواخرها، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه،
    اللهم آمِن فيه روعاتنا، واستر فيه عوراتنا، واغفر فيه زلاتنا وخطيئاتنا،واذكرنا فيها برحمتك، وعمنا فيها بمغفرتك، إنك على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.




  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    عضو فعال
    رقم العضوية
    49176
    تاريخ التسجيل
    Sep 2015
    الدولة
    الارض
    المشاركات
    2,022
    الله يجزاج الخير
    انهم قوم لا يفقهون و إذا فقهوا لا يعملون و إذا عملوا لا يتقنون و إن اتقنوا فإنهم ميتون
    لقد كانوا سابقا يسجنون الناس لأنهم يسرقون أما الآن فهم يسجنونهم لأنهم يقولون الحقيقة​

  4. #4
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    بارك الله فيك وفي حسناتك
    وجزاك ربي كل الخير اخوي الحسيم

  5. #5
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة SouthK مشاهدة المشاركة
    الله يجزاج الخير
    بارك الله فيك وفي حسناتك
    وجزاك ربي كل الخير اخوي

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •