اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	6766576-911353405.jpg 
مشاهدات:	78 
الحجم:	97.0 كيلوبايت 
الهوية:	102148


لعل أقدم نماذج للأثاث المتعارف عليه اليوم تعود إلى ما تركه الصانعين المصريون القدماء، ومع أن إصدار جمهورية مصر العربية من الخشب العالي الجودة قليل وجوده، فقد استعمل المصريون أخشاب بعض الأشجار المحلية كالسنط acacia والطرفاء tamarisk والجميز sycamore والتين في صنع قطع العفش الخفيفة، كما استوردوا الأخشاب الثمينة كالأرز والأبنوس، وكانوا يعالجون تلك الأخشاب بأدوات حجرية (في عصر ما قبل الأعراق 4000-3100ق.م) ونحاسية وخشبية (بدايات عصر الأعراق 3100-2686 ق.م) ومعدنية غير مشابهة (منذ عهد المملكة القديمة 2686- 2181ق.م). وقد كانت السرر ومساند الأرجل والرأس والعروش والصناديق هي القطع الرئيسية للأثاث نحو المواطنين المصريين القدماء، ويأتي السرير في صدارة هذه القطع، وقد كان يتركب في محيط متواضع من الخشب على أربع أرجل ثبتت بحبل مضفور من الكتان، وشدت عليه حبال مضفورة على أسلوب الحياكة تؤلف سطحاً مرناً يستلقي عليه النائم، وقد كان السرير في غضون حكم العائلة الثامنة عشرة (1567-1320ق.م) مرتفعاً نحو الدماغ متدنياً نحو القدمين وله مسند محفور من الخشب يمنع إنزلاق النائم، وقد عثر في ضريح توت عنخ أمون على سرر كبيرة جدا استقر قوائمها بخطاطيف من البرونز يمكن فكها وطيها لتكون صالحة للنقل. إذ كان العفش يصنع بأعداد ضئيلة، وقد كان الملوك والحكام يصطحبون معهم سررهم في تجوالهم، ويستعيضون عن الوسائد بمساند للرأس من الخشب أو العاج تصنع على قياس صاحبها، وعثر في مقبرة الملكة «حتب حورس» Hetephers في الجيزة (المملكة القديمة) على سرير لـه ظلة ثبتت قطعه بأسلوب «التعشيق» كانت الأولى من نوعها، كما عثر على كرسيين بذراعين مغلفين بقشور الذهب، وعلى علبتي جواهر وصندوق ستائر.


كراسي منوعة ذوات مساند ظهر أو قابلة للطي، من جمهورية مصر العربية القديمة بكشوف تشبه كشوف الحيوانات.
وتثبت تلك القطع أن قدماء المواطنين المصريين كانوا أول من عرف كيفية «التلسين» في صنع العفش (جمع أجزاء قطع العفش بوساطة النقرة واللسان mortise-and- tenon.

أما الكراسي فكانت تنحت في البدء من الحجر على شكل قطع مكعبة، ثم صارت تصنع قواعدها من الخشب ومقاعدها من حجر الصوان الناعم المستوي، ثم صارت مقعرة في وقت لاحق. وكانوا يضعون على المقعد حشية وثيرة من جلد أو قماش، ثم أضيف إلى الكرسي مع مرور الدهر مسند للظهر وذراعان. وقد كانت الكراسي مخصصة لذوي الأمر، وتوضع في مواجهتها مساند للأرجل من الخشب تنحت عليها صور الخصوم أو ترسم، وهو تقليد يرمز حتّى الملك يدوس خصومه. وشاع في عصر المملكة الجديدة (1554-1075ق.م) صنع كشوف الكراسي على هيئة كشوف الحيوانات، وقد عثر على مقاعد مدورة وثلاثية الأرجل وقابلة للطي تعود إلى هذا العصر.


رسي مذهب من ضريح توت عنخ آمون في طيبة (جمهورية مصر العربية القديمة) من الخشب المغشى بالذهب والمطعم بالخزف والزجاج والكالسيت (جمهورية مصر العربية العائلة 18 صوب 1350ق.م)

أثاث حجرات سبات من جمهورية مصر العربية القديمة (عصر المملكة الجديد 1554-1075ق.م) من الخشب. يلمح مسند الدماغ نحو الجهة العليا من محيط السرير

سرير من جمهورية مصر العربية القديمة مع مسند للرأس ومسند للقدمين مزخرف باشكال حيوانية
لم يعلم قدماء أبناء مصر المناضد والطاولات، ولكنهم كانوا يستعملون صواني (ج صينية) من القش المجدول على حامل من فخار لوضع صحاف الغذاء، كما كانوا يصنعون حوامل من خشب لجرار الماء والخمر والجعة، واستعمل المصريون القدماء توابيت من رقائق الخشب الملصق بعضها فوق بعض، وقد ضمن لها هذا عمراً مديداً. أما الملابس والأشياء الشخصية فكانت تحفظ في صناديق أو سلال من قصب، وقد كانت الصنادق تصنع في بادئ الشأن من ألواح خشبية متداخلة، ثم صارت تصنع في فترة حكم المملكة القديمة من أطر خشبية تسدها ألواح من خشب ولها غطاء 1/2 أسطواني أو مثلثي الشكل، وقد كان أكثر أهمية ما يتسم به العفش المصري القديم خفة الوزن وسهولة النقل


نسخة طبق الأصل لسرير مع مظلة وكرسي وصندوق من ضريح الملكة حتب حورس في الجيزة (العائلة الرابعة 2100ق.م) من خشب مطلي بالذهي
وجمال الهيئة الخارجية. وقد كانت تزيينات العفش وزخارفه تستوحى من دلالات دينية وتلقى عناية فائقة، وقد كان أثاث علية الأناس كثيرا ماً ما يموه بالذهب ويطعم بالعاج والزجاج الملون والأحجار الكريمة، أو يرتدي قشور الأخشاب النادرة والثمينة، وقد توصل الصانع المصري إلى استخراج قشور خشب بسماكة لا تزيد على 4 مم غطى بها سطوح العفش المصنوع من أخشاب رخيصة، كما استخدم التراكيب الصناعية الدقيقة في تجميع أجزاء قطع العفش لتصبح قوية متينة تحقق فكرة الديمومة والخلود. وكثيراً ما كانت التزيينات تستكمل بكتابات هيروغليفية وزخارف من تويجات الزهور والزنابق وأزهار البردي وصور الآلهة. وهنالك مقالات تثبت أن العفش المصري كان يرسل في أحيان كثيرة إلى البلاد والمدن المتاخمة في جملة ما تؤديه جمهورية مصر العربية من عطايا وأتاوى.