صبحكم الله بالخير
كان في الزمن الماضي رجل من الجماعة خيّر وأجودي يساعد الفقراء ويحبهم.. المهم هذا الرجل مرض مرض شديد و شالوا الناس همه و قلقوا عليه.
واحد من الجماعة ايضاََ رحمه الله كان مشاكس وراعي مقالب و مؤذي صج. هذا الأخير مر من طريق وسمع واحد فقير يدعي الله انه يشفي رفيجنا الأجودي والمهم الفقير يبتهل ويدعي من قلب.. وعلي عليك يبو فلان وجعل يومي قبل يومك.. الخ.
الحين قام الرجل المشاكس و قفز علي الغلبان وهو جالس يدعي و حط عليه لباس وخنقه خنق عدل..
الفقير ترك الدعاء وجلس يصيح من انت من انت وش تبغي! الخ
قال المشاكس ( أنا ملك الموت ربي استجاب دعاءك وارسلني آخذ عمرك بدال فلان)!
قام الفقير يصيح.. لا لا انا في وجه الله.. انا كنت ادعي بس.. فلان اهناك روح له..
المهم المريض صار طيب و جمعهم المجلس كلهم و قالوا له عن السالفة و استدعوا الغلبان.. ولا المجرم راعي المقالب موجود وهو اللي معلمهم..
جاء الفقير وقال فعلاََ خنقني هذا بغت تطلع روحي ولا سوا خير.. وانت غالي علينا كلنا بس عاد روحي بغت تطلع.
ضحك الجميع... وصاروا يتكلمون في السالفة هذي سنين.
كان هذا أبو المقالب مشهور بالحيل والدهاء.. يخاف منه الناس ولا شيء يصعب عليه.. الله يغفر لهم ويرحمهم بالنسبة لي لحقت على الأخير هذا وهو شيبه ما يخرج من بيته.. أما الباقين فما أذكرهم.
والله مب سهلين الشيبان
نفس وايد ناس
الله يرحمهم برحمته
تُنسى ، كأنَّكَ لم تَكُنْ ..
مساء الخير
في المدرسة القديمة، كان فيه 4 اساتذه وهذي المدرسة درسوا فيها الناس اللي قبلنا وما لحقنا عليها.
الاساتذة كانوا من الاخوة السودانيين والفلسطينيين، المهم التحق مدرس سوداني جديد بالمدرسة وكان شاب صغير السن وخريج لغة عربية وفي أوج نشاطه.
يوم من الأيام تفاجأ المعلمين بزيارة تفقدية للمدرسة يقوم بها شايب بو عين كريمه، لا تظهر عليه سمات المفتشين التربويين التابعين لوزارة المعارف ولا معه مرافقين أو حاشية.
مع كل هذا نهض المدير مرحباََ وجمع الاساتذة ودعاهم للسلام علي ذاك الرجل ابو عين وحدة.
دخل الاساتذة وسلموا على الشايب و اعطاه المدير دفاتر التحضير وعرفه على المعلم السوداني الجديد الاستاذ عثمان، ورحب الشايب بالاستاذ عثمان والمدير واقف معهم وطلب المدير من الاستاذ عثمان يجيب دفتره و يوريه الشايب.
لكن الاستاذ عثمان قال من هذا الرجل عرفونا عليه في البدايه، قال المدير : هذا الشيخ (فلان) شيخ القبيلة هذه التي نعلم ابناءها!
لكن الاستاذ عثمان تجهم ورفض يعطيهم دفتره وقال: اصلو ما ممكن أعطي دفتري الا لموجه تربوي؟ أما مسألة شيخ قبيلة وغيره ما حيحصل.
قام الاساتذة بأخذ زميلهم الشاب و قالوا له لا تخاف يا زميلنا، الشيخ ابو عين هذا رجل أُمي لا يعرف الألف من كوز الذرة و كلنا عارفين الكلام هذا ومع ذلك بنوريه دفاترنا وهو رجل له أفضال علينا و هو من تبرع ببناء هذه المدرسة البسيطة.
لكن غضب الاستاذ عثمان كان يزداد كلما اخبروه بفكرة جديدة خصوصاََ انه لم يسبق له ممارسة المهنة ولم يقابل أحد غير من أرسلوه لمنطقتنا الريفية.
مع مرور الأيام بدأ الاستاذ عثمان يتأقلم مع الوضع خصوصاََ بعد حضوره لمجلس الشيخ و معرفته به عن قرب.
الى هذا الحد من القصة هو ما اخبرني به الاستاذ عثمان بنفسه عندما كان يسرد لي بساطة الأوضاع المعيشية في ريفنا.
لكن أستاذاََ آخر وهو سوداني أيضاََ، ضحك مرة عندما تحدثنا عن هذه القصة وقال لي: هذه ليست المشكلة الوحيدة التي حصلت للاستاذ عثمان عند وصوله للمنطقة، واستطرد الاستاذ قائلاََ حضرنا في ليلة من الليالي عشاء في مجلس الشيخ وكنا نحن الاساتذة من أهم من يحضر وطلباتنا بمثابة أوامر بالنسبة للشيخ وناس القبيلة... يقول الاستاذ حضرنا مع الاساتذة ومعنا الاستاذ عثمان وقبل العشاء قام الشيخ وتحدث بكلمتين وقام الناس اصطفوا و مر عليهم الشيخ و بدء بتوزيع مبالغ مالية، يقول الاستاذ، أردت القيام لكن رأيت الاستاذ عثمان غير مستعد ولم يقم فجلست معه، فانتبه لنا أحد الحاضرين من الشياب وقال لنا قوموا.. قلنا له لن نقوم ولن نأخذ شيء ولسنا محتاجين.. ولا تنسى نحن سودانيين ولسنا كغيرنا من الاساتذة؟
رد علينا الرجل فقال، انا والله اكثر مالاََ منكم كلكم ومن الشيخ نفسه، لكن حتى أنا ما أرد الشيخ لأن هذه فلوس تصله من الدولة وهو يقوم بتوزيعها على الجميع وليست منه.. واذا لم تأخذوها فتحملوا العواقب.
يقول الاستاذ،، اقتنعنا وتقبلنا الموضوع ولو ان فيه غرابة بالنسبة لنا.. خصوصاََ الاستاذ عثمان.
لكن تطبعنا مع طول العشرة بعادات بسيطة كنا نسمع عنها في الحكايات لكن عشناها فعلاََ في أول الثمانينيات في منطقتكم تلك.
رحم الله من مات وبارك في عمر اساتذتنا و من عليهم بالعافية وطول العمر والعمل الصالح.
هذا البيت المتواضع، قرر صاحبه ان يبنيه في هذا المكان قرب مزرعته، من يقوم بالبناء هم الجماعة ينقلون الأحجار ويقطعون الأشجار للسقف، يكون الطابق الأرضي مكاناََ للأدوات الزراعية وتخزين الحبوب ومأوى للغنم خصوصاََ في الشتاء، أما الجزء العلوي فهو للأسرة.
هذا الرجل لم يكن يحفظ غير الفاتحة وربما سورتين او ثلاث معها.. لم يكن يحمل في جيبه أية أوراق.. لا يتبع لأحد.. يأكل مما تنتجه مزرعته في الموسم ومن در ماشيته وما يمكن أن يصنعه هو بيده.. فالغالب انه يعمل عمل اضافي كالهواية فربما كان معالجاََ او صانع أبواب أو الات زراعية كالمحراث وما شابهه.
لم يكن لديهم احلام اكبر مما تدركه ابصارهم.. لم يكونوا يسمعون عن أحد.. بعضهم كان يظن أن آخر الأرض هي بلاد الهند.
هذا الرجل لا يعاني من فارق ثقافي بينه وبين اخوته او جماعته ولا يختلف فهمه للحياة عن فهم زوجته.. هم اناس بسطاء ادركنا بعضهم في كبرهم.. هم اناس كانوا يكرهون المشاكل ويحبون الستر والاحسان حتى بالقليل.
لم اجد مثل الاولين في توادهم وتراحمهم، لغتهم بسيطه ومشاعرهم صادقه ولقمتهم هنية.
رحمهم الله جميعاََ.
،
،
يبجي لنا المحبوب وعيوننا تبجي له
بجيت انا 100 وخلّي بجى ميه
تعلقك في الماضي يخليك مستنكر الحاضر دائما ً
كل زمان وله رجاله ومنهم الاخيار نفسك يابوزيد
تُنسى ، كأنَّكَ لم تَكُنْ ..
بو زيد إنت صاحب مبدأ وإنسان تحب الخير من هشكل تذكر هذي الأشياء والأحداث الطيبة
والله كلامي مع جدي مرة ما انساه .. كان يحبني وايد لأني أول حفيد له وكان يزور بيت جدي الثاني ابو والدتي أو بالأحرى بيت جدتي الله يرحمها وخالي وكان خالي الكبير الله يرحمه أُمي راضعه مع أكبر بناته وتوفى ابوها رحمة الله عليه وأُمي يمكن 7 سنين وخالي الكبير كان في مقام ابوها وهو اللي بنى البيت حق جدتي أرملة ابوه وكان هو من أُم ثانية .. بس يوم نقلنا من الدوحة لهذي المنطقة هو بنى بيت له ومعاه بيت حق جدتي وكانوا البيوت ذاك الوقت كبيرة ومبنية بنيان زين .. أذكر بيتنا اللي انتقلت له عمري شهور من الدوحة وبقيت لحدود 7 سنين فيه .. كان جدي ابو ابوي الله يرحمهم يجي لي ويمشي مسافة وياخذني للمدرسة مع إنه ما تعلم كنا نروح مشي مسافة طويلة .. المدرسة كانت حول 2 كيلو بعيدة عنا في منطقة ثانية ( عين خالد ) وكانت أوقات توقف سيارة من السيارات النادرة توصلنا
المهم لقيته مرة في رمضان متسند سنطوانة ( اسم ثاني للعمود الدائري ) في مجلسه ويقرأ قرآن ويتحرف ويقربه لوجهه وكنت وقتها يمكن في ثالث ابتدائي بطل في اللغة العربية واستغربت لأني أعرف إنه ما يقرأ .. سئلته من علمك تقرأ ضحك وقال ابوك ولا ادري من صجه والا يضحك .. كان يتحرف بصعوبة ويركز في الكلمات
مجلسه انهدم بس من حول سنتين وانبنى مكانه مسجد صغير للفروض والله يجعل له بيت في الجنة ويجمعنا معاه
كان في بيت جدتي الله يرحمها زرع صغير وعين محفورة للماي وأعتقد برجه وطبيلة وحدة لسيارتين وراء بعض سيارة خالي والوالد رحمة الله عليه .. وكان البيت مثل حرف ال ليوان جدام الغرف وليوان كبير اسمنتي بدون تظليل والأعمدة مربعة وفي أعلاها زوايا اللي يسمونها قمرية مثل اللي في سوق واقف الحين وهذا الإل مقابل جنوب جزء منه وشرق للجزء الثاني القصير ووراه حوطة غنم .. الدرايش بس جدام .. وبيت والدتي كان كشخة شوي مدلعها خالي وانبنى أتوقع بعد البيت الرئيسي لأنه شوي أحدث
كان جدي لإبوي رحمة الله عليهم باني بيت لإبوي في طرف بيته ما انسكن على ما اذكر 27 سنة بعدين ابوي أجره وللحين مأجر أُمي بيتها أكشخ وابوي عاش فترة معاها لين بدت الحكومة تبني بيوت شعبية ونقلنا في منطقة وسط بين بيت جدتي وجدي