من @ ( الذكريات) @

[سالم الزهران]

صباح الخير
في الزمن المنصرم صار لي وظيفة في منطقة جبلية مقاسمينها بين اليمن والسعودية، المكتب اللي كنت أداوم فيه مرتفع مدخله عن أرضية الحوش يمكن 30 سم. وحاطين طابوقه مثل سنة الدرج عشان نسهل عملية الدخول (ذكري للشيء البسيط هذا له مغزى).

المهم كان رئيسي وقتها أكبر مني بحول 15 سنة وحصل أنه شارك في أزمة الخليج. خويي هذا مثلي جديد على المنطقة.. لكن في باله من يوم وصل أنه يسأل عن زميله اللي كان معه في أزمة الخليج وشرد وقتها.

قال لي زميلي.. ياخوي في رجل بيننا صداقه وهو من الديرة الفلانية في الجبال هذي فوقنا.. وابغي اروح له وما لي معه اتصالات شلون؟

قلت له : روح السوق حقهم في اليوم اللي يكون فيه سوق اسبوعي واسال عنه الناس بتندل.

قال والله هذي شغله بتطول.. انا اليوم فاضي و ودي اروح اسأل بنفسي ومنها اتمشى في الجبال هذي.. بس اخاف من السواقه هناك.

قلت له أبد.. انا سواقك ولا تشيل هم.. طبعاََ هالخوي والمدير في نفس الوقت مصروف له سيارة لاندكروزر من العمل.. دقينا سلف مع أذان العصر.. وطلعنا في الجبل و انفرق الطريق بنا سيده فوق ويسار.. رحنا يسار ومشينا والطريق وعر مب مسفلت.. المهم أن بعد المشوار كسر عزايمنا و المدير جنه هون وفين بنسأل اذا كل بيت في الجبل عشان توصله تدخل في لفة صعبة.



الحاصل رجعنا وحنا نازلين وجدنا رجال من أهل الجبل واقف قرب الطريق وشفنا معه جوال. قال لي رفيجي وقف بسأل الرجال هذا.. نزلنا سلمنا وسألناه..

قال اظن اني اعرف عيال عمه.. ولكن هم في منطقة من الجبل ما فيها ارسال ولذلك ما معهم جوالات ولا يستخدمونها.. لكن انا بسأل عنه وبقول فيه فلان نشد عنك.. وهو يعمل في المكان الفلاني.. قلنا له زين.

رحنا و ردينا لعملنا نزلت انا وعطيت المدير سيارته ورحت للعمل و كملت يومي لاني كنت ساكن داخل المقر هذا بحكم العزوبية وبحكم المنطقة نائية وموفرين فيها سكن للي مثلي.

المهم عقب يومين الساعة 8 صباح باب مكتبا مقفل (الباب المرتفع اللي علمتكم عنه). سمعت الطق ع الباب وقمت افتح.. الا بوجهي رجل من أهل الجبال اللي يحطون مشموم على روسهم.. اذهلني انه قاعد يطالعني عين بعين يعني راسه واصل براسي وانا واقف فوقه يمكن ب 30 سم. بحكم ارتفاع الباب.. مرحبتين تفضل.. دخل الرجال وقهويته.. وقال لي اول كلامه وين علي (اللي هو رفيجنا ومديرنا). قلت له مب جاي اليوم انت من انت؟ قال أنا الرجال اللي جا يسأل عني قبل يومين ونا وياه تخاوينا في ازمة الخليج.. لكن ارخصونا انا وربع معي ورحنا لاهلنا وصار عندي ظروف ولا رجعت لهم.
قلت له الله يحييك.. واحسن الاخبار.. والحين اتصل على علي ويجينا..

قال لا تتصل به ونا معندي وقت انتظر لازم اركب مع السيارات اللي طالعة للجبل مع الربع اللي نزلت معهم. لكن نهاية الاسبوع القادم انتقابل ونطلع سوى وتزورون مكاننا.. الخ. قلت يصير خير.

المهم داوم مديرنا وعلمته بجية الرجال وموعده.. وانا جاء وقت اجازتي و سافرت و عقب انتهت الاجازة رجعت.. قال لي المدير.. انه قابل الرجل وطلع معه وسوى له الرجل عشاء واحتفى فيه وبات عندهم في الجبل.. ونزلوه اليوم الثاني.. قلت له (زين اني كنت بإجازه ولا كان اشغلتونا).

الحاصل جلست تدور في بالي سالفة مديري أول ما علمني عن خويه يوم يقول لي (شرد من الأزمة).. و منظر الرجل على الطبيعة والطول الفارع اللي يمكن 2 متر والجثة والملامح.. يمكن نحن نشرد أما هذا ما يشرد الا يشرد عالم

الصور رمزية