من ذكريات الجامعة.. دخلت اختبار قبول الساعة سبعة الصباح وطلعت الساعة أربعة العصر.. وعطونا فترة الظهر استراحة واكملنا عقب الصلاة الفترة الثانية.. (هذا بس اختبار قبول في kfupm في الظهران سنة 99).
ما أظن الاختبارات ومستوى الدراسة باقي عندهم مثل قبل.. لكن تبقى جامعة عريقة كونت لنفسها نمط ومنهج معين يتسم بالشدة والظلم.. وأذكر حتى الأجانب اللي فيها اغلبهم يتقنون شوية عربي نظراََ لخدمتهم الطويلة وللظروف اللي توفرت لهم بالمنطقة الشرقية.
اعتقد مما اذكره من الاختبار أنهم يختبرونك في كل المناهج اللي درستها في المرحلة الثانوية.. ولهذا السبب صار اختبار طويل.. و اعتقد كذلك انه الاختبار الأول اللي استخدمت فيه المرسام.. والنماذج الامريكية اللي تعتمد على التظليل.
ومع كل ما ذكرت.. لن يتقدم العرب نصف خطوة طالما أستمر التعيين بالمكرمة و العزل عن طريق نفس جهة التعيين.
اذا ما كان رؤساء الجامعات يعينون من قبل مجالس الجامعات.. المنتخبة، ويعزلون بنفس الطريقة؟ بيستمر الوضع الشكلي للعالم العربي (ناس فوق النظام وناس تحت سطوة النظام وحياتهم حقل تجارب للمسؤولين).
من ذكريات الطفولة، كان عمري ثمان او تسع سنين.. رحت صوب مزارع ما عندي غرض الا أني أمشي في طريق السيارات .. لكن صدفة وجدت أكرمكم الله (حمار) لكنه صغير سن و شكله مرتب )
الغريب أنه ما شرد يوم شافني اقترب منه، وفعلاً اقتربت منه حتى مسكته.. لازلت اتذكر السعادة اللي حسيت فيها لاني حصلت شيء اشغل نفسي فيه تالي عصير... (رغم ان مصادفة الحمار في مكان خلاء وقبل المغرب وكونه ما شرد تعتبر إشارات مخيفه عند الاولين .. لكن أنا ما جبت خبر)
المهم نقزت علي ظهر الجحيش وعلى البيت.. وصلت البيت واتفاجىء ان الذباح شغال وعندنا ضيوف بيتعشون عندنا .. وانا اكيد فقدوني ؟؟ فقمت احترت وين اودي الجحيش (خويي ) )
رحت وديته في شعيب حول البيت وربطته في شجرة وخليته في مكان اشوفه من البيت! رحت انشغل مع عيال العم ونباشر ع الضيوف .. وعلمت ولد عمي بالسالفة ! وفاجأني يوم قال لي: ليش تربطه هناك الحين تاكله الضباع!
عاد انا احتست وصرت كل شوي وانا اروح اطل ع الحمار عشان اتاكد انه حي وسليم ههه
الحاصل ان الضيوف تعشوا ونا مب قادر اجمع. .. وكان من ضمن اللي حضر العشاء واحد من الجماعة أعرج !
انا رقدت ما عاد نشدت عن حمار ولا غيره و ما صدقت الصبح يطلع الا ابغي اروح اتطمن على الحمار.. لكن مالقيته ؟ ولا له أثر و لا للحبل حقه أثر .. رجعت البيت و بيرجع يومي مثل ما تعودت .. مافيه ركوب ولا فروسية ولا شيء!
باختصار.. رفيقنا الاعرج وهو ساري عقب العشاء شاف الحمار وفكه وخذاه وهو بيته مب بعيد وما كان يعرف يسوق ولا امتلك سيارة حتى مات رحمه الله.
المهم عقب اسبوع شفت الحمار عند مزرعته .. لكن للأسف الحمار كانت يده مكسورة .. فسألت عنه الحمار كأني ما ادري عنه.. قال لي العم محمد الاعرج ..لقيت الحمار مربوط ورى بيتكم وعرفت من ربطته ان احد ماخذه من مكان او سارقه ؛).. وقمت فكيته و خفت تاكله السباع و قلت ان جاء عنه نشاد اعطيته وانا محد نشد عنه باستخدمه، لكنه انكسر ما استفدنا شيء .. اظن ان له راعي وان نيته مب سمحة!
مشيت من عند العم محمد رحمه الله ولا اظنه درى اني انا راعيه على الاقل ليلة العشاء ذاك.
وسبب تذكري لهذا الموقف هو مقطع الواتس مال الحمار (عزكم الله) الناشب في العراق.. واعتقد اللي طرشه لي بيقرأ هذي السالفة العتيجة.. الله يرحم زمان أول.
واعتذر إن اطلت
يا حلو الحمار الصغير شكله ونيس
قبل يا اخوي كان في بر قطر حمير كثيرين .. حمير برية وكنا على عمر ال 15 وال 14 قليل اللي فينا واحد يسوق وهو كبرنا .. ولنا ولد عم عنده جمس أزرق مصفح أو اللي يجي بدون رفارف .. مكسره في الحصى والوعر وكله سرعة ونطارد في هالحمير وندعمهم خفيف بس مسوين رعب
على طاري الحمار اللي ناشب في سور هذا ذكرني ببعض اللي نشبوا في امور أكبر منهم وهم كثيرين
واحد من المقربين كان هوايته مطارد الحمير ونتم بالكرامة، كان يتعلق في رقبة الحمار من خفه ومن سرعته، راح عقب الاعدادي يبي العسكرية وجلس يتشكى للجنة القبول، قالوا له بما أنك يتيم بنراعيك وبندخلك على رئيس اللجنة وهو عاد من قبيلتك يقبلك يرفضك بكيفكم يا ال فلان؟
يقول دخلوني ع الرئيس قلت له موضوعي واني ابغي اتوظف ومعي بطاقة وشهادة اعدادي بس اللجنة ما قبلوا؟
قاله الرئيس : صحيح لان طولك مب مناسب وبعدين انت صغير في سنك! روح كما دراستك وابشر عقبها!
يقول : قلت له انا مب مال دراسة ، واهلي مرسليني اتوظف؟
قال ما اصدقك،، انت لازم ترجع لين يصير طولك مناسب؟
رجعت اقول له: دراسة مب دارس و وشتبغيني اسوي في هذيج الديرة؟
قال : ما علي منك ان شاء الله تجلس تطارد الحمير
يقول ونا اضحك وهو يستغرب وينشد ليش تضحك .. يقول استاذنت وطلعت من عنده وسبحان الله جات على العوق .. ما يدري أني مطارد حمير محترف .
بعض المهن تحتاج ناس هشكل
يا اخوي هذي اللجان ما يعرفون وشي امكانيات الشخص البدنية يركزون على الطول مع إن بعض القصار فيهم سرعة وقوة وقدرة أكبر على التحمل .. مشكلتهم يختارون بناءً على قرار مسبق
لي ولد عم خلص الاعدادي والتحق بالجيش وكان هو المعيل لهله .. ما شاء الله عليه شهاداته العسكرية تعتبر ماجستير ونقاشه طيب وادارته من أفضل ما يكون وتدرج في الرتب والمناصب حتى وصل رتبة لواء ركن وتقاعد
عاد انا متكبر عليه وناقشته مرة في سالفة قلت غلطتي اناقش خريج ثالث اعدادي وانا بكالوريوس .. انصدم شلون عرفت السر بس هو حبوب وراعي غشمرة .. بعدين كتب لي كتاب بخط يده ويكتب باليسار وخطه ما شاء الله مسكت
الله يذكره بالخير وتوفق وهو يتيم وأكبر إخوانه وحصل فرصة لإثبات وجوده بقوة