(السلام عليكم)
اردوغان ليس خامس الخلفاء وليس من السلف أو على طريقتهم، ولا اعلم احداََ على طريقتهم اليوم ويتبوء الرئاسة.
اردوغان تركي مسلم نازل العلمانيين في منازلهم و تبعاََ لما هو متاح من ظروف وهزمهم مرات عديدة وبيده أعاد الحجاب بعد أن كان ممنوعاََ و بيده منع الخمور في الشوارع التي تقع على مقربة من المساجد والمدارس و علق لوحة في الاسواق مكتوب فيها "الاحتشام لازم"، لكنه في النهاية يستمد قوته من فئة من الشعب بل من خيرة الشعب التركي وها هي مواقفهم الداعمة للضعفة والمهاجرين؛ لم نقم نحن بعشر المعشار منها حتي نتجرأ على انتقادها.
الآن هل استطيع أنا أو الأخ الفاضل (الشانئ للأتراك) أن نؤثر في قلة من الشعب المشرقي أو المغربي حتى نصل بهم و بآمالهم لقيادة المشرق أو المغرب كما فعل أردوغان؟ (لا) طبعاََ!
ولا نغتر بلحانا الطويلة وثيابنا القصيرة فلقد ابتلي مثل اردوغان وصبر وابتلي محمد مرسي رحمه الله وصبر، و رأينا سلفيين ابتلوا ولم يصبروا على البلاء كما صبر مرسي مثلاََ رغم أن منهجهم أقرب الى الحق من منهج مرسي وجماعته،.
لكن إن خسرنا نحن السلفيين في معركة عض الأصابع مع السلطات الظالمة ونجح فيها شعبوي كثائر الجديدة عندكم أو كأردوغان.. قمنا الى منهجهم وانتقدناه.. وهذا لا ينطوي الا على مماحكة وضعف.
*ثائر الجديدة، هو شاب مغربي قاد الحراك الشعبي في مدينة الجديدة بالمغرب و لأن هذا الموضوع مرسل في الأساس لأخ مغربي، آثرت الاستشهاد به (للتوضيح فقط).
اردوغان ومرسي وغيرهم لم يحكموا بقوة السيف و لم يفوضهم أحد بذلك و ليس لديهم القدرة على تطبيق الشريعة كما انزلت و في نفس الوقت يعملون على حفظ الهوية الاسلامية قدر الإمكان..
أما مسألة التكفير فهي حكم شرعي و مزلق في نفس الوقت لمن تساهل في اطلاقه فليس كل عمل يقترفه الانسان ويبدوا على ظاهرة مخالفاََ للدين يلزم منه ايقاع الحكم دون النظر ومعرفة الحيثيات والعوارض من علم وجهل و عمد وخطأ و اجتهاد وتسويغ وتأويل.
المهم ان بعض اخواننا السلفيين لو حضر بعض جلسات البرلمان التركي (إن لم يكن يرى هذا العمل كفراََ) واطلع على الأوراق التي تقدم من نواب العدالة والتنمية و سير القوانين وكيفية السعي لتعديلها لما استطاع الا أن يعذر القوم... هذا رأيي من واقع معرفة شخصية بالأوضاع في تركيا.. ونحن مجرد متطفلون على الشأن التركي فلو حكمهم محمد الفاتح من جديد ما اظن العرب أو البربر ينتظرون خيره في هذا الزمن و إن حكمهم أردوغان وكان أشر خلق الله فلا ضرر علينا منه. تبقى آراء حول مسائل يسوغ الاختلاف فيها و نحن ان تحرجنا من القول في اردوغان فلأننا رأينا رجلاََ يعيد اللغة العربية الى مدارس بلده بعد ان رفضها العرب من مدارسهم..
ولم نتردد في تكفير السبسي او السيسي او من ظهر لنا كفره وبلسانه، وصدقت أفعاله أقواله حتى بعد أن أقيمت عليه الحجة!