كان هناك مزرعة كبيرة يعيش بها رجل مع زوجته كان يملك إسطبل كبير يحتوي علي أربعة أحصنه كان يطعمهما و يحسن معاملتهم، و كان من بينهم حصان أعرج لا يستطيع الجري سريعاً مثل باقي الأحصنة، و كانت زوجته تقول له أن يبيعه أفضل من أن يبقيه، و أن يشتري بدلاً منه حصان بكامل قوته، و لكنه كان يرفض بشده و يقول لها لا يمكن أن أبيعه فهو حصان قوي و شجاع و سوف أحتاج إليه في يوم من الأيام، و بعد ذلك جاء رجل من بعيد يقول لهذا الرجل الطيب أنهم سوف يقيمون سباقاً كبيراً للأحصنة وأنه يريد منه أن ينضم إليهم ببعض من الأحصنة الموجودة لديه و لكن يجب أن يختار حصانين جيدين حتي يفوزوا بالسباق .

و بالفعل قام الرجل الطيب باختيار حصانين قويين و كان الثالث صغير الحجم و الرابع الحصان الأعرج، و عندما سمع الحصان الأعرج بهذا السباق تمنى أن يذهب و قال لصاحبه يا أيها الرجل الطيب خذني معك إلي السباق ولكنه رفض و قال أنت أعرج لا يمكنك السباق و الفوز، و عندما أتى الصباح و ذهب الرجل ليأخذ أحصنته و يذهب للسباق رأى الحصان القوي مريضاً ولا يقوى على الوقوف على رجليه فانزعج كثيراً و فكر في نفسه كيف سيفوز بالسباق لو لم يذهب معه هذا الحصان القوي، فصاح الحصان الأعرج قائلاً خذني أنا بدلاً عنه وما كان للرجل من خيار أخر .

فذهب بهما إلي السباق فأصبحت كل الأحصنة تسخر من الحصان الأعرج و لكن كان الحصان الأعرج يملك ما لا يملكونه هم ألا و هو الصبر و الشجاعة كما أنه يريد أن يثبت لصاحبه بأنه حصان قوي يمكنه الاعتماد عليه، توقف الجميع في صف واحد و متساوي فقد حان موعد بدء المسابقة، جرت جميع الأحصنة و كانت في الأول و الحصان الأعرج متأخراً عنهم و كانوا يضحكون منه و يسخرون و فجأة ظهر أمامهم جبل كبير يجب أن يصعدوا عليه و يقفزوا لكي يصلوا لنهاية السباق، فراحوا يجرون بأكبر سرعة لديهم فتعبوا و لم يستطيعوا تكملة المسابقة و فكروا بأن يستريحوا قليلاً، و في هذا الوقت كان الحصان الأعرج يحاول في ثبات و قوة أن يجتاز هذا الجبل و أن يقفز عالياً ليفوز، و بالفعل استطاع الحصان الأعرج أن يصعد الجبل و يقفز و باقي الأحصنة كانوا في غفلة و لا يصدقون ما رأوا بأعينهم فراحوا يجروا لكي يلحقوا به ولكن قد فات الوقت، و فاز الحصان الأعرج بالمسابقة و كانت فرحة الرجل الطيب لا توصف.