مشاكل المرأه بعد الطلاق لاتنتهي ، قد تظن المرأه انها حصلت على حريتها وراحتها بعد الطلاق وخاصة اذا كان سبب طلاقها عدم احتمالها العيش مع زوج يضطهدها ويظلمها . ولكنها للاسف تخرج من ظلم الزوج الى ظلم المجتمع الذي غالبا ماينظر لها نظره تجعلها منبوذة وهناك من ينظر اليها نظرة شك تسبب لها معاناة نفسية حيث لا يقدر المجتمع الظروف التي حدث فيها الطلاق, فربما تكون المطلقة مظلومة والطلاق سببه الرجل. وبسبب هذه النظرة من المجتمع للمرأة تشعر بالوحدة دائما..بل وتداهمها الاتهامات من اقرب الاقارب فلا تجد حلا الا العيش وحيده او الرجوع مره اخرى الى جحيم الزواج او التسرع بزواج اخر لا تعلم عواقبه .
رأينا حالات ايضا قد يدفعها المجتمع الى الكذب واخفاء طلاقها امام الجميع حتى تتفادى هذه النظرات بل قد تصل انها ترضى بالسكن بجوار الزوج او معه في بعض الاحيان لمجرد الهرب من نظرات المجتمع ولكن واقع ان المجتمع لايدين الرجل المطلق نهائيا وانما يدين المطلقة فقط هو مايدفعها الى مثل هذه القرارات الخاطئه من الناحيه الشرعيه احيانا ولكنها قد تفضل هذه الحلول لتتجنب الضغط النفسي عليها, والاقاويل الظالمة للناس.
في بعض الاحيان قد تشعر المطلقه بالندم الشديد لطلاقها بالرغم من اقتناعها بالطلاق حيث تتلقى الكثير من الكلام الجارح والهمز واللمز من القريبات وزميلات العمل او حتى الاخوه ، قد تسمع كلام مثل: لو كان فيك خير ما طلقت. وهنا تبدا محاولاتها للرجوع الى الزوج الذي قد يرى في هذا الرجوع ضعف فيستغل المرأه بطلبات ماديه او يذلها بزواج اخر او يؤذيها بكلام جارح وغيرها من المواقف التى نسمع عنها فتبدا المطلقه بالشعور بالذل وبالاهانه واهدار الكرامه مما يؤثر سلبا على نظرتها للحياه والمجتمع فتفقد الامل بكل شي وتظل حبيسه كلام المجتمع الظالم.
بالمقابل رأينا امثله كثيره لمطلقات واجهن المجتمع بشجاعه واعتمدن على انفسهن في كل شيء، حتى في المسكن، خاصة من لديهن اطفال، فلا تكترث المطلقة لما قد تتعرض له في الماضي. وفي رأيي ان ذلك يعود الى وعي المرأة بحقوقها وتسلحها بالعمل والمثابرة، بعد اعتمادها على الله سبحانه وتعالى، وقوتها حيث تصبح موقنة بأن فشل احدى مراحل الحياة لا يعني فشل الحياة كلها.