أظهرت نتائج استطلاع حديث أجرته مؤسسة «صونيرجيا» ويومية «ليكونوميست»، توجهات المغاربة في المدن والمناطق، التي يفضلون العيش والاستقرار فيها. وحلت طنجة على رأس المدن التي يحلم المغاربة بالعيش والعمل فيها، بنسبة بلغت 20 بالمائة، فيما جاءت مراكش في المركز الثاني بنسبة 14 بالمائة. وعكس التوقعات التي تقول إن البيضاء، أول مدينة تجلب الأسر وحاملي الشهادات للاستقرار بها، بالنظر إلى أنها تتيح لهم فرص عمل أكثر، وتتوفر على بنية تحتية مشجعة على الاستقرار، لم تغر سوى 9 بالمائة من المستجوبين، مناصفة مع تطوان، التي ليس لها باع كبير في الاقتصاد والبنيات الأساسية.
وأما بالنسبة إلى العاصمة الرباط، فليست مغرية للعيش بدورها، إذ لم يعبر عن رغبتهم للاستقرار بها سوى 5 بالمائة، متأخرة عن مدن من قبيل أكادير، التي جاءت وراء البيضاء وتطوان، بنسبة 8 بالمائة، تليها إفران ب 4 بالمائة، وشفشاون ب معدل 2 بالمائة. ويبدو أن المدن الكبرى أكثر إغراء للمغاربة من تلك التي تتميز بالهدوء والنظافة، إذ يفضل الجزء الأكبر الاستقرار بمناطق يسهل فيها الولوج إلى البنيات الأساسية، من قبيل الصحة والتعليم والترفيه وفرص العمل. وجاء اختيار طنجة لأسباب متعددة حسب المستجوبين، إذ اعتبروها أكثر المناطق التي توفر جودة الحياة، والولوج إلى الخدمات والنشاط الاقتصادي، والقرب من أوربا، كما أنها مدينة تعبق بالتاريخ والثقافة، وتتميز بمناخ متوسطي، ونسيج اقتصادي وتجاري مهم، كما أنها تتوفر على مؤسسات جامعية، ومرتبطة بالعاصمتين الاقتصادية والإدارية بخط القطار السريع. وقال المستجوبون أيضا إن طنجة تعرف نشاطا في النهار كما في الليل، وحرارة متوسطية وروحا مميزة، وهو ما لا يتوفر في الجهات الأخرى، نتيجة تطور بنياتها في السنوات الأخيرة، بفضل مخطط «طنجة ميتروبول»، الذي خصصت له 9 ملايير درهم. وتعتبر فئة الشباب أكثر الراغبين في الاستقرار بطنجة، خاصة البالغين ما بين 18 و24 سنة، إذ عبر 29 بالمائة منهم عن رغبتهم في الاستقرار فيها، نظرا لجودة الحياة داخلها، ونظرا لاحتوائها على صناعات جديدة، من قبيل صناعة السيارات، ما يوفر لهم فرصا أكثر للاشتغال. وكلما ارتفع متوسط الأعمار يفضل المستجوبون العيش بين طنجة ومراكش، تليهما البيضاء وتطوان، ثم أكادير في المركز الرابع.
وباختلاف الفئة العمرية والمستوى الدراسي، فإن المستجوبين يفضلون طنجة، إذ جاءت في المركز الأول بالنسبة إلى 25 بالمائة من أصحاب الشهادات العليا. ويبدو أن الطبقة الفقيرة غير مهتمة بالبيضاء، إذ تظهر النتائج أن الذين يتقاضون أقل من 2000 درهم في الشهر، صنفوها في المركز الخامس، نظرا إلى كلفة المعيشة المرتفعة، كما أن 96 بالمائة أكدوا أنها مدينة الضغط، وأن إيقاع الحياة والعمل داخلها سريع. وبالمقابل فإن الفئة الوحيدة التي صنفت البيضاء في المركز الأول، هي الأسر التي تتقاضى أكثر من 12 ألف درهم شهريا، ووضعوا طنجة في المركز الثاني ثم أكادير ومراكش وإفران.
واعتمد الاستطلاع، على شريحة من 1000 مستجوب، بينما اتصلت المؤسسة بحوالي 6257 شخصا، وأجريت الدراسة عن طريق الهاتف، في الفترة التي عاد فيها المغاربة من العطلة الصيفية، بين 5 شتنبر و31 أكتوبر 2019. واعتمدت المؤسسة على نموذج العينة الذي توظفه المندوبية السامية للتخطيط. وشارك في الاستطلاع 49 بالمائة من الرجال، و51 بالمائة من النساء، 60 بالمائة منهم يعيشون بالوسط الحضري، و40 بالمائة في الوسط القروي، كما أن كافة الجهات الكبرى حاضرة في الدراسة.