صباح الخير

لم يستطع الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري العيش في المدينة المنورة في القرن الأول للهجرة وفي خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، لأن أبا ذر لم يكن يقبل التوسع في الدنيا الذي دخل على أهل المدينة عندما نشطت أسواقهم وكثرت أموالهم.

كان لأبي ذر فقه ورؤية خاصة لا يجوز لنفسه ولا لمسلم كان أن يمسك في بيته أكثر من قوت يومه! لذلك كان رضي الله عنه يخرج الى الطرقات والأسواق واعظاً ومحذراً للمسلمين من الدنيا.

لكن هذا الأمر كان سبباً لنشوء خلافات كثيرة، عندها نصحه خليفة المسلمين ذو النورين رضي الله عنه بالابتعاد عن الناس فخرج ابو ذر رضي الله عنه الى مكان يقال له الربذة قريباً من المدينة وبها توفي رضي الله عنه وأرضاه.

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في معنى حديثه ورغب في ذلك الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، مالم تكن هذه المخالطة مفضية الى ضرر أكبر على الرجل نفسه أو في المجتمع.

واطن والله أعلم أنه عندما وقع الضرر لأبي ذر نصحه الخليفة دو النورين باعتزال الناس.

وهنا يمكننا الوصول لنتيجة وهي أنك قد تكون محقاً لكنك في ذات الوقت مخالفاً للتيار العام للمجتمع وهذا بدوره قد يجعلك تعبش في صراع وبدرجة معينة. لذلك لا يمكن لعاقل أن يدعوك لترك قيمك خصوصاً إذا كنت مأموراً بها من ناحية الدين لكن ننصحك بما اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم وهو (الصبر على الأذى).

ونسأل الله التوفيق للجميع و الراحة للجميع ومن تأمل في الزمان وأهله منذ عصر الصحابه سيجد الكثير من العِبَر.