كثيرا ما نرى أشخاصا ينتقدون تصرفاتنا ويلوموننا على ردود أفعالنا ، وفي المقابل حينما يقعون بنفس المواقف ، يتصرفون كما تصرفنا حينما قاموا بلومنا أو ربما يتصرفون تصرفا أسوأ .

ويرجع السبب في ذلك إلى قلة خبرة هؤلاء الأشخاص بالحياة عامة وفي المواقف التي يلومون غيرهم فيها خاصة ، لذا يفترض من الناقد الذي انتقد شخصا آخر على فعل معين ، وقد فعله ذلك اللائم لاحقا ، ألا يفرض آراءه بشدة بعد ذلك ، ويجب أن يعلم أنه لا يملك الخبرة الكافية في الحياة ولجميع مواقفها ، وأن يعترف بما لا يعلم به حيث ذلك ليس عيبا ، فكل شخص لديه ظروف تختلف عن ظروف الآخرين ، وتلك الظروف هي من تتحكم بتصرفات الإنسان وسلوكه ، فبعض الناس ظروفهم سلسة وليست صعبة كظروف غيرهم ، والتي بسببها يقضون طوال أيامهم مشغولين بتلك الظروف ، فليس من العدل أن ينتقد صاحب الظروف السلسة كل فعلة يفعلها ذو الظروف الصعبة .

علاوة على ذلك ، هنالك أشخاص هوايتهم إظهار الآخرين على خطأ ، يجادلون فقط لأن الجدال يجري بدمهم أو ينتقدون من باب الحسد لأنهم يغضبون حينما يرون غيرهم متميزين عنهم في شيء معين ، فهذه الأنواع من البشر يجب التوقف عن جدالهم على الفور ، حيث لا ينبغي أن نعيش في توتر بسبب مرضى الجدال ومرضى الحسد ، فيا محب الانتقاد ، لا تحكم مالم تجرب .