تأملات في نتائج شركات البورصة في الربع الأول

بشير يوسف الكحلوت - الشرق القطرية

مع نهاية الأسبوع الماضي، أكملت 46 شركة من الشركات المدرجة في البورصة الإفصاح عن نتائجها لفترة الربع الأول من العام 2020، ولم يتبق إلا بنك قطر الأول الذي أجل الإفصاح عن نتائجه إلى يوم الخميس 7 مايو. وقد حملت النتائج في طياتها ظاهرتين أولاهما: استمرار تراجع الأرباح في العامين الماضيين، والثانية: التأثير القوي لانتشار وباء كورونا في شهر مارس الماضي، أي في شهر واحد من شهور الربع الثلاثة. ولقد ظهرت آثار الوباء واضحة على النتائج، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال النقاط التالية:
أولاً: أن قطاع التأمين قد تحول من الربح إلى الخسارة بقيمة 117.9 مليون ريال مقابل ربح 343.5 مليون ريال، وأن خمسة من القطاعات السبعة قد تراجعت أرباحها بدرجات مختلفة، وكان أكثرها تأثراً قطاع العقارات الذي انخفضت أرباحه بنسبة 58.5% إلى 351.2 مليون ريال، يليه قطاع الصناعة الذي انخفض مجمل أرباحه بنسبة 50.6% إلى 798.8 مليون ريال. وتلا ذلك قطاع السلع والخدمات وقد انخفضت أرباح شركاته بنسبة 25.3% إلى 386.6 مليون ريال. وارتفعت في المقابل أرباح قطاع واحد فقط هو قطاع النقل بنسبة 6.8% إلى 612.7 مليون ريال، نتيجة زيادة ملحوظة في أرباح شركة ناقلات. وكانت أرباح أكبر القطاعات- وهو قطاع البنوك- مستقرة بانخفاض طفيف نسبته 0.32% فقط إلى 6154.8 مليون ريال بدون نتائج بنك قطر الأول.
ثانياً: أنه على مستوى الشركات، تراجعت أرباح 20 شركة منها عشر شركات تراجعت أرباحها بمعدلات عالية، كان أولها شركة مسيعيد بنسبة 82.7%، يليها المتحدة للتنمية بنسبة 71.2%، فصناعات بنسبة 69.8%، فالخليج الدولية بنسبة 65.5%، فبروة العقارية بنسبة 57.2%، فأزدان بنسبة 56.7%، ، فالسينما بنسبة 53.3%، فالمستثمرين بنسبة 48%، فاستثمارات القابضة بنسبة 40.4%.
ثالثاً: ارتفع عدد الشركات التي سجلت خسائر صافية إلى 5 شركات، حيث انضمت للشركات الخاسرة شركتان بشكل مفاجئ هما: شركة قطر للتأمين بخسارة 185 مليون ريال، ومجمع المناعي بخسارة 21.1 مليون ريال، إضافة إلى السلام بخسارة 5.6 مليون، والإجارة بخسارة 5.5 مليون، والطبية بخسارة 2.38 مليون ريال. وننتظر نتائج بنك قطر الأول لنعرف أن كان من الخاسرين أم أنه تحول للربح.
رابعاً: أن 17 شركة قد سجلت زيادة في أرباحها في الربع الأول من العام 2020 مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. وجاءت شركة دلالة بأعلى نسبة زيادة بلغت 120.4%، وإن ظل مستوى الربح محدوداً بنحو 2.5 مليون ريال فقط. ثم جاءت شركة ناقلات في المركز الثاني بزيادة بنسبة 18.3% إلى 279.2 مليون ريال، مما يعني أنها لم تتأثر بأزمة كورونا من ناحية، أو أنه ربما كانت هنالك شحنات إضافية من الغاز المسال في هذه الفترة. يلي ذلك ارتفاع أرباح الميرة بنسبة 14.4%، وهو ما قد يُعزى لفتح فروع جديدة، أو لكون مبيعاتها قد زادت في هذه الفترة وهو أمر متوقع. وزادت أرباح فودافون بنسبة 10%، ربما كنتيجة طبيعية لسياسة التباعد الاجتماعي والعمل عن بُعد. وزادت أرباح شركات بنك الدوحة والخليج للتأمين والكهرباء والماء، وهذه الأخيرة قد تعود الزيادة في أرباحها للزيادة التي طرأت على الأسعار منذ فبراير الماضي، إلى جانب البقاء أكثر في البيت.
وكانت الزيادة في أرباح الوطني-وهو أكبر شركة في البورصة- هامشية بنسبة 0.06%، بينما تراجعت أرباح التجاري بنسبة 8.5%.
خامساً: أن شركة واحدة قد تحولت من الخسارة إلى الربح وهي شركة مزايا، التي سجلت في الربع الأول ربحاً بمقدار 6.9 مليون ريال، مقارنة بـخسارة 11.5 مليون ريال في الفترة المناظرة، وغالباً أن هذا التحول لا علاقة له بالظروف الطارئة، وإنما هو نتيجة مراجعات داخلية لاستثمارات الشركة وأنشطتها.