بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
داء الكِبر
هلك بسببه إبليس وطرد من أعلى المقامات وصار من الصاغرين،وبعد أن كان في درجة عالية رفيعة في صحبة الملائكة المقربين،صار شيطانا رجيما،عدوا للصالحين،ووليا لكل أفاك أثيم(فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا)
وأي داء أشنع من الكبر،هلك بسببه إبليس وطرد من أعلى المقامات وصار من الصاغرين،وبعد أن كان في درجة عالية رفيعة في صحبة الملائكة المقربين،صار شيطانا رجيما،عدوا للصالحين،ووليا لكل أفاك أثيم،
وفي قوله تعالى(فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا)سواء كان الضمير عائدا إلى الجنة،أو إلى المنزلة الرفيعة التي كان فيها إبليس في الملكوت الأعلى إشارة مهمة،وعظة بالغة،
خلاصتها، أن الجنة،ونوال المراتب العلى،والفهم عن الله ورسوله، والإمامة في الدين، لا تحصل لمن تكبر أو اختال،أو احتقر الخلق، وبطر الحق،
ويدل على ذلك قوله تعالى(سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَق)
وقول النبي صلى الله عليه وسلم(لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْر)فاللهم طهر قلوبنا وزك نفوسنا
فالكبرياء يعني ،أن ينظر الإنسان لنفسه على أنه في موضع أعلى مما هو عليه بالفعل،وقد يكون ذلك التكبر لسبب المال أو العمل أو الحسب،أو لأشياء معينة يتميز فيها هذا الشخص عن غيره،
والشخص المتكبر يعتز بكرامته ولا يقبل الإهانة من أي شخص، وذلك يختلف عن ثقة الإنسان في نفسه والتي تعني اعتزازه بنفسه،
اعلم أن الكبر من المهلكات،وإزالته فرض عين،وقد حذر الإسلام من الكبر أشد التحذير،
أن المتكبر قدوته الشيطان(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِين)
أن الله لا يحب المتكبرين،قال سبحانه(إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور)
أن المتكبر في النار، قال عليه السلام(لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)رواه مسلم
وقال عليه السلام(لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)
فقال رجل،إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً ،

فقال عليه الصلاة والسلام
(إن الله جميل يحب الجمال،الكبر بَطَرُ الحقِّ وغمط الناس) رواه مسلم
قال النووي،أما بطر الحق فهو،دفعه وإنكاره ترفعاً وتجبراً،
وقوله،وغمط الناس،معناه،احتقارهم،أن المتكبرين يحشرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان،فيساقون إلى جهنم
وقد أمر الإسلام بالتواضع للمسلمين،قال تعالى(وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِين)
وقال عليه السلام(ما تواضع أحد لله إلا رفعه)رواه مسلم
وقال أيضاً(إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد)رواه مسلم
هلك بسببه إبليس وطرد من أعلى المقامات وصار من الصاغرين، وبعد أن كان في درجة عالية رفيعة في صحبة الملائكة المقربين، صار شيطانا رجيما، عدوا للصالحين، ووليا لكل أفاك أثيم(فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا)
أن الجنة، ونوال المراتب العلى، والفهم عن الله ورسوله، والإمامة في الدين، لا تحصل لمن تكبر أو اختال، أو احتقر الخلق، وبطر الحق، ويدل على ذلك ،
وقوله تعالى(سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَق)
وقول النبي صلى الله عليه وسلم(لا يَدْخلُ الْجَنّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْر)رواه مسلم
والإسلام يدعو إلى مكارم الأخلاق،وينهى عن سيئها،وهو دين الألفة والمحبة والرحمة والإخاء والتناصر، والكبر يتنافى مع كل هذه المعاني،
من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال(المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام)وخير الناس أنفعهم للناس)

اللهم إنا نسألك الخير كله عاجله وآجله ونعوذ بك من الشر كله عاجله وأجله.
اللهم أنك أنت الحافظ والعفو الغفور لا تؤاخذنا بذنوبنا واحفظنا بحفظك وكرمك.
اللهم أحفظنا بما تحفظ به عبادك الصالحين.