النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: المروءة والعفة

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    المروءة والعفة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    المروءة والعفة
    المروءة في اللغة(كمال الرجولية والعفة،وأَن لا تفعل في السر أَمراً وأَنت تستحيِي أَن تفعله جهراً،
    وقال الفقهاء،إنها صفةٌ تمنعُ صاحبها عن ارتكابِ الخصالِ الرذيلة،وأحسن ما قيل في تفسير المُرُوءَة أنها تخلق المرء بخلق من أبناء عصره ممن يراعي مناهج الشرع وآدابه في زمانه ومكانه،ومراعاة الأحوال إلى أن تكون على أفضلها،حتى لا يظهر منها قبيح عن قصد،ولا يتوجه إليها ذم باستحقاق،
    وقال ابن عرفة،المُرُوءَةُ هي،المحافظَةُ على فِعْل ما تَرْكُه من مُباحٍ يُوجِبُ الذَّمَّ عُرْفًا،وعلى ترْك ما فعلُه من مباح يوجب ذمّه عرفاً،وتعني جُماع مكارم الأخلاق وكمال الأدب وحُسن السلوك،وتمام الخُلق الإنساني الرفيع،ولا شك أن المروءَة من مقاصد الشرع الشريف،لأنها آدابٌ نفسانيةٌ تحمل مراعاتها على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات،
    كما قال الفيومي،وهي رعيٌ لمساعي البر ورفع لدواعي الضر،وطهارةٌ من جميع الأدناس والأرجاس،
    لذا فإنَّ كلَّ آية من كتاب الله تأمر بفضيلة من الفضائل،أو تنهى عن رذيلةٍ من الرذائل فهي تدلُّ على المُرُوءَة،وترشد إلى طريقها،
    قيل لسفيان بن عيينة(قد استنبطتَ من القرآن كل شيءٍ، فهل وجدت المُرُوءَةَ فيه،فقال،نعم،
    في قوله تعالى(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)ففيه المُرُوءَةُ وحُسن الأدب ومكارم الأخلاق،
    فجمع في قوله(خُذِ الْعَفْو)صلة القاطعين والعفو عن المذنبين،والرفق بالمؤمنين،من أخلاق المطيعين،
    وذلك في قوله(خُذِ الْعَفْو،وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ}صلة الأرحام،وتقوى الله في الحلال والحرام،وغض الأبصار،والاستعداد لدار القرار،
    ودخل في قوله(وأعرِض عن الجاهلين)الحض على التَّخَلق بالحلم،والإعراض عن أهل الظلم،والتنزه عن منازعة السفهاء، ومساواة الجهلة والأغبياء،وغير ذلك من الأخلاق الحميدة والأفعال الرشيدة،
    وقال تبارك وتعالى، في صفات عباده الذين اتصفوا بأعلى صفات المُرُوءَةِ ووصلوا إلى غاياتها(
    وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا)
    وقال الله تعالى(إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)
    وقد جعل سفيان الثوري المُرُوءَةَ مبنيةً على ركنين،فقال(الإنصاف من نفسك،والتفضل لله تعالى)إنَّ الله يأمر بالعدل،وهو الإنصاف، والإحسان،وهو التفضل،ولا يتمُّ الأمر إلا بهما،
    وقد وردت في ألحديث(قيل،يا رسول الله،من أكرم الناس،قال،أتقاهم لله،قالوا،ليس عن هذا نسألك،قال،يوسف نبي الله بن نبي الله،بن خليل الله،قالوا،ليس عن هذا نسألك،قال،فعن معادن العرب تسألوني،خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا) رواه البخاري ومسلم
    قال الإمام النووي،ومعناهُ أن أَصحاب المروءات ومكارم الأخلاق في الجاهلية اذا أسلموا وفقهوا فهم خِيَارُ النَّاس)صحيح مسلم
    ذكر العلماء عدداً كبيراً مما يعتبر من خوارم المروءة،
    كثرة المزاح والجلوس في الطرقات لرؤية النساء،
    قال الحافظ (كثرة المزاح واللهو وفحش القول،والجلوس في الأسواق لرؤية من يمرّ من النساء من خوارم المروءة)
    من خوارم المروءة أن يُقبِّل الرجلُ زوجته أمام الناس،
    قصُّ شعر الرأس واللحية بأشكالٍ غريبةٍ وغير مألوفة كما هو حال كثير من شبابنا في هذه الأيام،
    وما هي إلا تقليدٌ أعمى للغربيين،
    الشحاذة،التسول،ومدُّ اليد للناس من غير حاجةٍ ضروريةٍ تدعو إلى ذلك
    فهذه مسقطة للمُرُوءَة،لما فيها من الكذب والتصنع والخداع والغش للناس
    إضاعة الأوقات بالجلوس لوقتٍ طويلٍ في المقاهي والملاهي ولعب الورق ونحوه،
    لقول النبي صلى الله عليه وسلم(إن من شر الناس عند الله منزلةً يوم القيامة،الرجلُ يفضي إلى امرأته وتفضي إليه،ثم ينشر سرها)رواه مسلم.
    اعتبر الفقهاءُ أن خوارمَ المُرُوءَة من مسقطات الشهادة،وتعتبر قدحاً في عدالة المسلم،
    قال العيني الحنفي(كل فعلٍ فيه تركُ المروءةِ يوجب سقوطَ شهادته بلا خلافٍ بين الأئمة الأربعة)
    وقرر الفقهاء وجود ارتباطٍ كبير بين العدالة والمُرُوءَة،فالمُرُوءَة داخلةٌ في العدالة لأنها تمنعُ الكذب،لأن الكذب دناءةٌ والمُرُوءَةُ تمنع منه،
    أن المُرُوءَة هي كَمالُ الرُّجُوليَّة وتعني جماع مكارم الأخلاق وكمال الأدب وحُسن السلوك،وتمام الخُلق الإنساني الرفيع،


    اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الغنى والفقر، وأسألك نعيماً لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين،اللهم آمين.



    التعديل الأخير تم بواسطة امـ حمد ; 01-12-2020 الساعة 04:25 AM سبب آخر: تعديل

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •