السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى في سورةالبقرة، الآية (140).
(أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هوداََ أو نصارى ۗ قل أأنتم أعلم أم الله ۗ ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ۗ وما الله بغافل عما تعملون).

إذا تمعنت أخي المسلم في هذه الآية، تجد الرب العلي القدير يستنكر على ابن آدم وهنا كما قال المفسرون (اليهود والنصارى) عندما زعم كل فريق منهم أن إبراهيم عليه السلام يتبع نفس الدين الذي يتبعونه.

لكن بمعنى أعم من ذلك، وهذا يشملنا جميعاََ وهو إدعاء العلم، الم تصادف في حياتك أخي المسلم صنف من البشر يدعون العلم؟

بل إن شئت فقل، هل سلم من هذا الأمر أحد؟ الا من رحم الله، فكم مرة بذلنا كل طاقتنا لتحصيل أمر لأننا متأكدين أن في تحصيله خير محض، وعندما يحصل تدرك أن علمك بهذا الشيء كان ناقصاََ أو مغلوطاََ؟

بل نجد الرب سبحانه وتعالى ذكر في كتابه العزيز يورد لنا قصة قارون الذي قال عن ماله وكنوزه (إنما أوتيته على علمٍ عندي) سورة القصص، آية 78.

وحذر الخالق جل وعلا عباده من القول على الله بغير علم إذ قال (ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب) سورة النحل، آية 116

بل إن رحلة موسى عليه السلام والتماسه للخضر هو امتحان له من الله عندما ظن موسى أنه أعلم أهل الأرض عندما سأله سائل (هل هناك من هو أعلم منك، فأجاب موسى عليه السلام: لا)، فأوحى الله إليه أن هناك عبدٌ اسمه الخضر هو أعلم منك.

وهذا مما دفع موسى عليه السلام وفتاه للبخث عن الخضر والقصة مذكورة في سورة الكهف.
....

اليوم نجد بعض الأبناء والأصدقاء والإخوة يسعون لتحصيل أمور من أمور الدنيا بلهفة شديدة لدرجة نخاف عليهم لو حدث لهم العكس أو لو جاءت النتيجة أقل من توقعاتهم.

فأكثر ما يتعب بني آدم هو حكمهم المسبق على الأشياء. وإن كانت بعض تلك الأحكام صحيحة الا أن العجب والغرور سرعان ما يدخل الى النفس فيؤدي الى نفس النتيجة (اعتقاد العلم) وما أسرع ما يخذله علمه في مناسبة آخرى.

لذلك علينا كمسلمين الاستعانة بالله والاستخارة والاستشارة خصوصاََ من الأحبة والمخلصين للنصيحة والبعد عن الاعتداد المفرط بالنفس أو الدرجة العلمية فكلها لا تهديك الى شيء إذا لم يوفقك الله ويأخذ بيدك.

اسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق والرشاد وقبول الأعمال ومغفرة الذنوب وحسن الختام، والسلام عليكم.