نشر موقع "le courier" تقريرا كشف فيه عن نية جهاز قطر للاستثمار إطلاق صندوق استثماري في ساحل العاج، والذي من المنتظر أن تصل قيمته الإجمالية إلى 2 مليار دولار أمريكي، حسب ما أعلن عنه العديد من الجرائد المحلية الخاصة بالبلد الواقع غرب أفريقيا، مشيرا إلى أن هذه الاستثمارات ستمس العديد من القطاعات، مرجعا إقدام قطر على هذه الخطوة لمعرفتها الكبيرة بالعديد من الميزات التي تتوفر عليها القارة السمراء، ما جعلها على رأس قائمة أكثر الوجهات الاستثمارية في الوقت الراهن، من خلال تدشين العديد من المشاريع المملوكة من طرف كبرى دول العالم، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى روسيا والمملكة المتحدة والصين الشعبية، دون نسيان فرنسا التي كانت من بين البلدان السباقة لاقتحام الأسواق الأفريقية
وبين التقرير أن مقر الصندوق الاستثماري القطري المرتقب في ساحل العاجل سيكون في العاصمة أبيدجان، التي ستشكل العصب الرئيسي للمشاريع الجديدة في الدولة، كما ستلعب دور الموزع الأساسي لباقي الاستثمارات التي سيكون محلها باقي المدن في مختلف الأرجاء، مشيرا إلى أن أهم القطاعات المعنية بالاستثمارات القطرية هي الطاقة، وبالأخص البديلة منها والتي تحوز فيها ساحل العاج على إمكانيات ضخمة من شأنها توليد طاقة هائلة من الكهرباء عن طريق ألواح الأشعة الشمسية أو تدوير الرياح، مضيفا إلى ذلك الزراعة التي تعتبر من بين أكثر المجالات طرحا للفرص الاستثمارية، من خلال ما تحوزه على مساحات زراعية شاسعة من المقدور استغلالها في إنتاج كميات لا محدودة من الخضراوات والفواكه، بهدف سد الحاجيات المتعلقة بساحل والعاج، وفي قطر الباحثة عن تلبية طلباتها بالاستناد إلى مزارعها الوطنية وما يتم إنتاجه من محاصيل في استثماراتها الخارجية، زد عليها البنية التحتية.
وأعلن التقرير أن العمل الرسمي لصندوق الاستثمارات القطري في ساحل العاج، سيبدأ في الفترة ما بين عامي 2022 و2023، وذلك تحت قيادة الرئيس الحالي للبلاد السيد الحسن واتارا الذي من المتوقع أن يتولى هذه المسؤولية، وبالأخص في حال ما قرر اعتزال السياسة خلال الفترة المقبلة، مشددا على أهمية هذه الاستثمارات بالنسبة لساحل العاج الباحث عن تعزيز التعاون مع قطر في شتى المجالات، والتركيز عليه من أجل تحقيق جميع الخطط المستقبلية المتعلقة بالدولة الرامية إلى احتلال مكانة مرموقة في قائمة البلدان الأفريقية النامية.
وأشار التقرير إلى أن إقدام قطر على مثل هذه الخطوة لم يأت من العدم، بل جاء نتاجا للدراسات الكبيرة للمحيط الاستثماري والتجاري في ساحل العاج، ومعرفتها التامة بالفرص الواعدة التي تطرحها مختلف القطاعات في أبيدجان وغيرها من المدن الأخرى، وذلك بفضل الزيارات المتبادلة بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ورئيس جمهورية ساحل العاج الحسن واتارا الذي عرف كيف يقنع الدوحة بضرورة إطلاق مشاريع جديدة في بلاده من شأنها خدمة جميع الأطراف، والعودة على الدولتين بكل ما هو خير.
وأشار التقرير إلى أن ساحل العاج ليست الدولة الوحيدة التي تحظى بالاهتمام القطري في القارة السمراء، حيث هناك العديد من البلدان الأخرى التي من المنتظر أن تشهد طبيعة علاقاتها مع الدوحة نشاطا مضاعفا خلال المرحلة المقبلة، بواسطة إطلاق المزيد من المشاريع القطرية على أراضيها، وبالذات المرتبطة بالجانب الطاقوي الذي باتت تعد فيه قطر من بين أفضل الدول العالمية، من خلال نجاحها في العديد من عمليات التنقيب في المكسيك وجنوب أفريقيا على سبيل الذكر لا الحصر، بالإضافة إلى تعزيز التبادل التجاري والتركيز على التصدير والاستيراد عبر مطار حمد الدولي نحو غيره من المطارات الأفريقية
|
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مضارب متعور
