- الحذر سيد الموقف في الأسواق العالمية ترقباً لقرار "الفيدرالي" الأمريكي

محمود جمال - مباشر: تخيم مشاعر القلق والحذر على المستثمرين بالأسواق العالمية بسبب التخوفات من تشديد السياسية النقدية بوتيرة أسرع من قبل الفيدرالي والذي من المرجح أن ينتقل لأسواق المنطقة بعد انقضاء إجازة عيد الفطر المبارك الممتدة لتسع أيام ببعض الدول تزامنا مع استمرار تفاقم تداعيات الحرب الأوكرانية، بحسب محللون.

الأسوأ منذ 2008

وفي نهاية تعاملات الأسبوع الماضي، هبطت الأسواق العالمية بشكل حاد حيث تراجع مؤشر دواجونز الصناعي بنسبة 2.5% وهو ما فاقم خسائره الشهرية لـ 4.9% وذلك بسبب هبوط أسهم شركات التكنولوجيا التي تواجه مشكلة تاريخية في نقص الرقائق، وانخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة أسبوعية 3.3% و8.8% شهريا، وسجل ناسداك أسوأ أداء شهري منذ 2008 ليهبط أسبوعيا بنسبة 3.9% وهو ما فاقم خسائره الشهرية بنسبة 13.3%.

وفي أوروبا التي تشهد تصاعد الأزمة الأوكرانية الروسية فكان التراجع أقل من الأسهم الأمريكية التي تنتظر رصاصة أخرى من الفيدرالي بشأن رفع الفائدة حيث هبط مؤشر ستوكس 600 الأوروبي أسبوعيا بنسبة 0.7% وشهريا بنسبة 1%.



توقعات قوية

وسيجتمع الفيدرالي الأمريكي في الأسبوع الأول من مايو لإصدار قرار الفائدة، وسط توقعات قوية بزيادة 50 نقطة أساس، لمواجهة ارتفاعات التضخم التي سجلت أعلى مستوياتها منذ 41 عاماً.

وكانت قد رفعت 5 بنوك مركزية خليجية في منتصف شهر مارس الماضي أسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس وذلك بعد أن رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي سعر الفائدة بنفس المقدار في وقت سابق من ذات الشهر وذلك لأول مرة له منذ 2018.


الأقل حذرا

وكانت تسيطر أجواء الحذر قليلا على أسواق المنطقة والتي تباين أدائها في آخر أسبوع تداول من شهر رمضان 2022 ترقبا لما قد يحدث بالأسواق العالمية بسبب قرار الفائدة المرتقب حيث وارتفع مؤشر السوق السعودي "تاسي" بنسبة 1.47% وسجل المؤشر الأول الكويتي 1.54%، فيما هبط المؤشر القطري 3.3%، ونزل مؤشر سوق مسقط 1.82%، ونزل مؤشر بورصة البحرية 1.45%، وهبط مؤشر بورصة مصر 1.7%.

وكان أداء بورصات الخليج تاريخيا حيث سجلت أعلى مستويات لم تصل إليها منذ سنوات حيث قفز مؤشر السوق السعودي "تاسي" بنسبة 4.92%، وصعد مؤشر سوق دبي المالي 5.47%، وزاد المؤشر الأول الكويتي بنسبة 3%، وارتفع مؤشر سوق أبوظبي 1.3%، وارتفع المؤشر العام لبورصة قطر بنسبة 0.4%، فيما سجلت بورصتا البحرين ومسقط تراجعات طفيفة.



الأكثر استفادة

وبدوره، يرى أحمد معطي، المدير التنفيذي لشركة "في أي ماركتس - مصر"، إن قرارات رفع الفائدة المرتقبة ستؤثر سلبا على أداء أسواق الأسهم بالمنطقة حيث أنها تعتبر من الاستثمارات عالية المخاطر في مقابل إن الودائع بالبنوك من الاستثمارات منعدمة المخاطر.

وأشار إلى أن أسهم البتروكيماويات والنفط سيكونان من الأكثر استقرارا واستفادة الفترة المقبلة مع ارتفاع أسعار البترول عالميا وتصاعد الضغط من الدول المستهلكة على المنتجة لزيادة حصص الإنتاج لتفادي العقوبات على تبادل الخام الروسي بسبب الحرب على أوكرانيا.



لحظة اختبار

وبدوره، أوضح محمد مهدى عبد النبى الخبير الاقتصادي، إن أسواق المنطقة قد تتأثر بقوة بتحركات لجنة السياسة النقدية بالبنك الفيدرالى الأمريكى يومى 3 و 4 مايو القادم حيث من المحتمل بشكل كبير رفع الفائدة على الدولار بنحو 50 نقطة أساس وهو قد يؤثر سلبا على أداء الأسهم عالميا.

وأوضح أن البدء في التوقف عن ضخ المزيد من السيولة لشراء السندات والأصول المالية الأخرى بالأسواق سيوازي تأثيره رفعا مضاعفا آخر للفائدة المزمع تنفيذه العام الجاري.

وأشار إلى أن أزمة اختناقات سلاسل التوريد وتصاعد التكاليف المرتفعة للائتمان وتضخم الأسعار قد يضغ أسواق المال والبنوك المركزية حول العالم فى لحظة امتحان كبير، متوقعا أن تشهد أسواق المال بالمنطقة مهام صعبة وقد تشهد تصحيحات هبوطية مستحقة لأغلب مؤشرات اسواق الاسهم.



ركود وتضخم

ومن جانبه، قال رئيس قسم أبحاث السوق لدى شركة سبائك مصر، طاهر مرسي، إن العالم ينتظر مزيد من التضخم، وستدخل كثير من الاقتصادات في ركود قد يطول وفقا لصندوق النقد الدولي، الذي حذر من استمرار تضخم الأسعار لمدة عامين مقبلين.

ولفت إلى أن ذلك يسهم تعزيز ارتفاعات أسهم قطاع الطاقة والذي من المرجح أن يقتنص حصة الأسد في تلك المكاسب القادمة بالأسواق الخليجية صاحبة أكبر عوائد نفطية على مستوى العالم وخصوصا السعودية، مرجحا أن تشهد أيضا أسهم القطاع المالي طفرة مع التوجه لمزيد من رفع الفائدة في محاولة لكبح جماح التضخم المتزايد.



بورصة مصر

وأما البورصة المصرية، التي قد تكون في هذه الفترة الأقل تأثرا حيث أنها كانت صاحبة نسبة التراجع الأكبر في شهر أبريل والتي قدرت بنحو 1.7% وحولت تكليفات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بطرح شركات مملوكة للقوات المسلحة بالبورصة قبل نهاية العام الجاري، بالإضافة لإعادة تفعيل برنامج الطروحات الحكومية أداء مؤشرها الرئيسي إيه جي إكس 30 للارتفاع بنحو 3% في جلسة الخميس الماضي محققا أعلى ارتفاع بوتيرة يومية بأكثر من شهر.

وبدوره، أوضح أيمن فودة رئيس لجنة سوق المال بالمجلس الأفريقي، أن حالة التفاؤل لاتزال ستستمر مع تحول بوصلة القيادة السياسية والحكومة نحو سوق المال والتوجه بسرعة مع البدء فى تكوين رؤية متكاملة للنهوض بالبورصة المصرية . وتوقع مع عودة الثقة تدريجيا ومع تنفيذ تلك التكليفات الرئاسية على أرض الواقع ودخول السيولة المؤسسية من الصناديق المحلية للتأمين و البريد و صناديق العاملين و المعاشات و غيرها من الصناديق الحكومية استهداف المؤشر الرئيسي لمستوى الـ 11700 -12000 نقطة والسبعينى 1900-2000 نقطة على المدى القصير.

بورصة: تراجع حاد لأسهم مصر وخسارة حوالي ملياريْ دولار

ويعتقد أيمن الزيات خبير أسواق الأسهم أن هناك نظرة تفاؤلية للبورصة في ظل وجود السعي لطرح شركات حكومية وشركات للجيش بقيمه 10 مليارات دولار كل عام لمده اربع سنوات، والاستحواذات الجديدة الضخمة المرتقبة من قبل الصندوق السيادي السعودي، إضافة لوصول الأسهم لقيم متدنية مقارنة بأسواق المنطقة لاتعبر عن وضعها المالي القوي.



https://www.mubasher.info/news/39471...%D9%8A%D8%AF-/