تصريحات وبيانات من مسؤولي الشركات في العالم، تشرح وتعيد أسباب هذا التراجع إلى ما يسمى بالمخصصات، فما هي إذن هذه المخصصات؟ وما هي أهميتها؟ أولا وقبل كل شيء يجب أن نعرف أن المخصصات هي مصروفات غير محققة تتعلق بمخاطر غير مؤكدة متوقع حدوثها مستقبلا، وبالتالي وبما أنها لم تحدث بعد، فإن أموال هذه المخصصات تبقى موجودة في الشركة أي أنها نوع من الإجراءات الاحترازية تساعد الشركة على مواجهة خطر أو مصروف محتمل، مما يعزز من قدرتها على الاستمرار في حال وقوع هذا الخطر وبالتالي حفظ أموال المساهمين.
محاسبيا فالمخصصات هي مبالغ مالية يتم استقطاعها من أرباح الشركة لمواجهة أخطار أو خسائر مستقبلية قد تحدث في فترات قادمة، والتي غالبا ما تكون بسبب انخفاض في قيمة أحد الأصول التي تملكها الشركة أو بسبب ظهور مطالبات أو التزامات مالية قادمة.
أما الأصول فهي تشمل جميع ما تملك الشركة، مثل مخزون المنتجات، أو الديون المستحقة للشركة على الزبائن أو المقترضين إضافة إلى غيرها من الممتلكات الأخرى.
وبكل بساطة فالالتزامات هنا هي جميع المطالبات أو المستحقات المحتملة على الشركة مستقبلا والتي لم يتم تسجيلها في دفاتر الشركة بعد، مثل التعويضات أو الغرامات التي قد تنتج عن حكم قضائي ضد الشركة مثلا.
وبالتالي فإن أهم أسباب تكوين المخصصات هي كالتالي: 1- انخفاض محتمل في قيمة أحد الممتلكات أو الأصول (ديون مشكوك بتحصيلها مثلا أو انخفاض في قيمة مخزون المنتجات).
2- التزام محتمل تتعرض له الشركة في الفترات القادمة (مطالبات أو تعويضات مالية محتملة من قضايا قانونية ضد الشركة مثلا).
فعلى سبيل المثال إذا كانت الشركة تطلب من أحد زبائنها مبلغ 10 ملايين ريال، وبسبب ظروف معينة، فقد بدأت تظهر حالة من الشك حول قدرة هذا الزبون على السداد وبالتالي ارتفاع احتمال دخوله في مرحلة التعثر، هنا وحسب معايير المحاسبة الدولية فإن الشركة تصبح معرضة لخسارة هذا المبلغ وبالتالي فإنها ملزمة بتكوين مصروف مخصصات بقيمة (10 ملايين ريال) يظهر ضمن قوائمها المالية كمخصص ديون مشكوك بتحصيلها.
أما أهمية هذه المخصصات أولا أنها تعزز من مبدأ الشفافية وثانيا أن هذه المبالغ المستقطعة تشكل أداة بيد الشركة لمواجهة الخسائر المتوقعة قبل حدوثها وبالتالي حماية حقوق المساهمين من أي خطر مفاجئ قد لا تستطيع الشركة تحمله مستقبلا.
وهذا يقودنا إلى سؤال مهم، هل هذه المخصصات متجددة أم يتم تكوينها لمرة واحدة فقط؟ وماذا إذا لم يتحقق هذا الخطر المحتمل؟ المخصص هو لمواجهة خسارة متوقعة، وبالتالي فإنه يتم تكوينه لمواجهة الخسارة نفسها لمرة واحدة فقط، وهنا نحن أمام ثلاثة احتمالات أساسية قد تحدث مستقبلا، ففي حالة مخصص الديون المشكوك بتحصيلها للزبون السابق ذكره مثلا يمكن أن نشهد ما يلي: 1- أن يستمر احتمال عدم قدرة الزبون على السداد لنفس المبلغ قائما وفي هذه الحالة تبقى المخصصات كما هي بدون تغيير.
2- أن تزداد حدة الظروف المحيطة وبالتالي يدخل زبائن جدد ضمن دائرة التعثر مما يؤدي إلى تكوين مخصص جديد لهم، وبالتالي ارتفاع مخصصات ومصاريف الشركة لاحقا.
3- أن يقوم الزبون السابق بالسداد أو أن تتغير الظروف المحيطة ويزول سبب التخوف من عدم قدرته على السداد، وهنا تقوم الشركة باستعادة هذا المخصص لتظهر لاحقا ضمن الإيرادات الأخرى مما يحقق ارتفاعا بأرباح الشركة بنفس قيمة المخصص (10 ملايين).
من هنا وبرأيي الشخصي، فإن المخصصات هي كما أدوية الوقاية بالرغم من آثارها غير المستحبة في الفترات الأولى من وجودها، إلا أنها وعلى المدى الطويل قد تكون طوق نجاة مهما في حال وصول المرض إلى جسم الشركة.


نستنتج ان المخصصات فالبداية نتائجها سيئة على ارباح الشركة لاكن تقوي مركزها المالي وتصبح اقوى في مواجهة تقلبات السوق


في اسواق العالم الشركات الي مركزها المالي قوي وتملك مخصصات قويه للمواجه يرتفع سعرها

عندنا العكس

منقوول