"دائرة مغلقة" في القطاع تضم مليوني شخص في العالم
"دبي مدينة الألماس" بعد الذهب هدف التجار العالميين



دبي - “الخليج”:

تتجه الأنظارحاليا إلى منطقة الخليج العربي كسوق واعد لتجارة الألماس والأحجار الكريمة حيث يعكف المصممون العالميون على وضع تصاميم جديدة لمجوهراتهم تتلاءم مع أزياء المرأة الشرقية وعاداتها وتقاليدها.وتؤكد شركة “دي بيرز” التي تعتبر من أضخم شركات استخراج الالماس في العالم، ان منطقة الشرق الاوسط وخصوصا دول مجلس التعاون الخليجي باتت الهدف الرئيسي لتجار ومصنعي الألماس في العالم باعتبارها منطقة واعدة يدرك سكانها تماما مدى أهمية هذا المعدن الثمين الذي يبقى من أهم الضمانات لمدخراتهم.وتقول مصادر تجارة الالماس العالمية ان دول مجلس التعاون الخليجي تأتي في المرتبة الرابعة عالميا على صعيد استهلاك هذا المعدن الثمين، وقد نمت هذه التجارة في المنطقة وأصبحت دبي واحداً من أكبر مراكز تجارة الألماس الخام في العالم فزادت تجارة الألماس الخام فيها بنسبة 46% في عام 2005 الماضى، ووصلت قيمتها إلى 13،8 مليار درهم بزيادة 5ر3 مليار درهم عن عام ،2004 وبلغت صادرات الألماس 3ر8 مليار درهم أما الواردات فبلغت 44ر5 مليار درهم.

80 مليار دولار ثمن 67 مليون قطعة ألماسية سنوياً

الألماس معدن ثمين يحمل في اسمه وشكله وتاريخه اكثر من مجرد البريق والرفاهية، وهو ليس كغيره من المعادن الاخرى المتداولة على نطاق واسع في انحاء العالم بلا قيود، فقد ارتبط الألماس كمعدن نادر الوجود على مر العصور، بالحروب، وارتبطت عوائد تجارة “ألماس الصراعات” بمجازر النزاعات المسلحة لاسيما في دول الجنوب الافريقي.

ويصل حجم إنتاج الألماس في العالم كله إلى نحو 120 مليون قيراط فقط، وتنحصر مناجم استخراجه في عدد محدود من الدول يتمركز أغلبها في القارة السمراء، وأهمها على الاطلاق بتسوانا التي تنتج مناجمها وحدها 5،12 مليون قيراط بقيمة نحو 800 مليون دولار تقريبا، تليها جنوب افريقيا ثم ناميبيا وانجولا، وكوت ديفوار وليبيريا وسيراليون، تأتي روسيا الاتحادية واستراليا وكندا والصين بين الدول الرئيسية المنتجة للالماس الخام الذي تصل قيمته الاجمالية إلى ما يزيد على عشرة مليارات دولار.

وعلى النقيض من تجارة الذهب التي يعمل بها عشرات الملايين من البشر، فإن الاشخاص الذين يتعاملون في قطاع الالماس في العالم كله لا يزيد عددهم عن مليونين فقط، مغلقين بذلك الدائرة على القادمين الجدد، ويحول هؤلاء الاشخاص ما قيمته عشرة مليارات دولار من الالماس الخام إلى 67 مليون قطعة ألماسية مجوهرة تصل قيمتها الاجمالية إلى 80 مليار دولار.

وبفضل الانتعاش الاقتصادي العام الذي تشهده مدينة دبي حاليا ومنذ عدة سنوات وبفضل مرونة وعالمية القوانين والتشريعات التي تتيح مناخاً مرناً خالياً من التعقيدات والبيروقراطية فإن دبي مستعدة للعب دور فاعل في تجارة الالماس، خصوصاً بعد انضمام دولة الامارات إلى اتفاقية كيمبرلي التي تعمل على تطبيق المعايير والأسس الكفيلة بالارتقاء بصناعة الالماس والتأكد من شرعية تعاملاته.

ولنجاح دبي في جذب كبرى شركات المجوهرات الذهبية للعمل بها فإن شركة دي بيرز الأولى في تصنيع وتجارة الألماس في العالم تجد ان دبي هي المدينة الأهم في المنطقة العربية والشرق أوسطية لإطلاق مجموعاتها الجديدة من المجوهرات الألماسية لأنها تدرك تماما مدى اهميتها على هذا الصعيد خاصة بعد ان استطاعت ان تحتل المرتبة الاولى عالميا في تجارة الذهب.

وتعد بورصة دبي للالماس بورصة رائدة تتمتع بعضوية الاتحاد العالمي لبورصات الألماس وهي بورصة الألماس الوحيدة في الوطن العربي في الوقت الحالي. وقد تم تداول 435 ألف قيراط من الالماس الخام فيها بقيمة تزيد على 242 مليون درهم في البورصة منذ إنشائها وحتى أكتوبر من العام الماضي، ومن المنتظر أن يزيد نمو التداول بشكل أكبر خلال الأعوام المقبلة.

وتعد بورصة دبي الوحيدة التي تتبنى رسالة مساعدة تجارة وصناعة الألماس على التوسع، وتلبية أحتياجات الدورة المتعددة الحلقات لتجارة الألماس بدءاً بالتعدين، ومرورا بالتصنيع وانتهاء بالتجارة، كما تقدم البورصة لأعضائها مجموعة من الخدمات التي من شأنها أن تسهل وتعزز تجارة الألماس، وتقدم البرامج التدريبية والتعليمية لإدارة المزادات.

الأحجار شبه الكريمة المستنسخة تخدع تجار المجوهرات

تختلف الأحجار الكريمة التي هي من صنع الانسان من الناحية الكيماوية عن الألماس، وقد استطاع الانسان ان يصنع داخل المعامل انواعاً من البلوّر تشبه بشكل كبير الالماس الحقيقي لدرجة انه يمكن ان تخدع حتى تجار المجوهرات.وحتى الزمرد والياقوت والزفير لا تستخرج من الارض الآن، اذ يجري تطويرها ايضاً داخل المعامل في عملية استنساخ كيماوي للأحجار الطبيعية، وقد تختلف اسعار الأحجار المستنسخة عن الأحجار الكريمة الاصلية بما يماثل 100 مرة في مؤسسة اليجانت الوجينز المتخصصة في بيع المجوهرات المقلدة، فسعر حجر اصلي من الزمرد يزن قيراطين يصل إلى أكثر من 100 الف درهم بينما يصل سعر شراء حجر مستنسخ من الزمرد بالوزن نفسه إلى 2500 درهم تقريباً.

ويتراوح ثمن حجر الكسندرايت الطبيعي زنة اربعة قيراط بين 200 ألف و300 ألف دولار منه. أما الحجر المستنسخ منه فتصل قيمته إلى اقل من ألف دولار (وحجر الكسندرايت حجر نادر متعدد الألوان ارتبط اسمه بالكسندر قيصر روسيا).وهناك ايضاً أحجار مقلدة أخرى قيمتها اقل من ذلك وتبدو مثل الحجر الطبيعي وان كانت مختلفة من الناحية الكيماوية، فعنصر الزركونيوم الرباعي البلوري وهو خليط بين اكسيد الزركونيوم واكسيد اليتيريوم ظهر في الأسواق للمرة الأولى في الثمانينات في مؤسسة هوم شوبينج نتورك كألماس بديل رخيص الثمن، ومنذ ذلك الوقت بدأ الحجر يظهر في مختلف الالوان كما بدأت نوعيته بالتحسن.وفي الوقت الذي يتراوح فيه سعر القيراط الواحد من الالماس بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف دولار فإن سعر الزركونيوم الرباعي البلوري يبلغ 20 دولاراً للقيراط الواحد بفضل المصنعين المتنافسين.وأنواع البلور المصنعة داخل المعامل هي ثاني عنصر صلب بعد الالماس ومن ثم فإن على المشترين الاحتراس. ومن الممكن تدريب خبراء الأحجار الكريمة في خمس دقائق على كيفية التعرف إلى الحجر الاصلي من البلور المصنع بواسطة عدسة مكبرة خاصة بتجار الجواهر أو بواسطة اختبار خاص تجريه مؤسسة تشارلز اند كولفارد المتخصصة في تصنيع البلور داخل المعامل.

هوامش الربح للمصممين لا للتجار

خلاف على ان تجارة المجوهرات المرصعة بالالماس سوف تستمر، مادامت النساء على وجه الأرض، وإن كانت هوامش الربح الحقيقية سوف تذهب لحسابات المصممين المهرة والصناع المحترفين، لا لتجار الألماس.أما الأحجار الكريمة فتشكل جزءاً مهماً من عالم كبير يدخل ضمن عالم الجواهر الواسع الذي يحوي الثريا والذهب، وغيرها من الاشكال التي تفوق الذهب قيمة وثمنا، غير ان اقتناءها من قبل الرجال والنساء ليس معروفا لدى الجميع ففي الوقت الذي حرم الاسلام فيه على الرجال التزين بالذهب لم يذكر نصا يحرم فيه عليهم التعامل مع الأحجار الكريمة.تعامل العرب والمسلمون قديما بشكل كبير خاصة في الياقوت والمرجان واللؤلؤ، وجاء ذكرها بالقرآن الكريم ليضفي عليها خواص روحية اكثر منها مادية، وهو ما جعل اكثر الذين يطلبونها يركزون على قيمتها الروحية أكثر، ويشكل الخليجيون النسبة الاكبر من مستخدميها لانهم اكثر صلة الفرصة لاقتناء الأحجار الكريمة.وقد استخدمت الخواتم قديما بالاضافة لمظهرها الجمالي كأداة للتوثيق والمصداقية على المرسومات التي يصدرها الحكام من ملوك وأمراء آنذاك، وتتيح الأحجار التي يتراوح وزنها ما بين 3 إلى 5 قيراطات امكانية النقش عليها لتشكل خواتم جميلة، كما ان تلك التي تنقش عليها الابراج اكثر رواجا وحضورا لدى الزبائن، وهناك من يتفاءل بالنقش على الزمرد أو الياقوت أو العقيق، وكثير من المتاحف العالمية لديها الشواهد على تلك الخواتم.

ولما جاء العهد الاسلامي أوصى النبي محمد صلى الله عليه وسلم التختم بالعقيق لانه محبب من الله سبحانه وتعالى، وقد كان حجر خاتمه من العقيق اليماني منقوش عليه (محمد رسول الله).

وتعود لفظة عقيق نسبة لجبل عقيق في اليمن، والتختم ظل سمة الخلفاء الاربعة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يتختمون بالعقيق، وخاتم ابوبكر الصديق كان من العقيق الاصفر نقش عليه (وما توفيقي الا بالله) والخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان عقيقه من الجزع اليماني نقش عليه (حسبي الله) اما بالنسبة للخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه فهناك روايتان ذكر فيهما انه نقش على خاتمه (الملك لله) أو (لا اله الا الله محمد رسول الله) والخليفة الرابع علي بن ابي طالب رضي الله عنه نقش على خاتمه (الملك لله الواحد القهار)، وهناك العديد من الخواتم التي تعود بعهدها للمسلمين الأوائل من أحجار العقيق التي يتجاوز تاريخها 1100 عام والتي كان يستخدمها المؤمنون اقتداء برسولهم وبالخلفاء من بعده للتبرك والتوثيق.

أما عن كيفية التمييز بين الأحجار الكريمة فإن العقيق السليماني المنتشر بهذا المعنى بين مقتني العقيق يأتي من الهند بالاساس، وما يميزه انه يأتي بألوان وصور تعبر عن الطبيعة بشكل واقعي بقدرة الله فيوجد فيها اشكال الهلال والنجوم والوجوه بالتفاصيل الكلية أو الجزئية ولهذا يشتريها الناس بعد ان يقوم صواغه بقطعها واخذ تلك الصور المتشكلة داخلها لغرض التجارة، ولكن لا توجد أحجار عقيق مستخرجة من سليمانية العراق كما يتحدث البعض، وتتعدد أنواع العقيق وتختلف ولكن يظل العقيق اليماني من اجود الانواع، ويتميز عن الانواع الاخرى كونه لا يقاس بالوزن أو الشكل حيث إن التشابه بالأحجار يشكل صعوبة في التعرف إلى الاجود منها، والطريقة المثلى هي الاعتماد على الأحجار الكريمة القديمة كمرجع اساسي للتعرف إلى الحالية، كما يتم تقييم الحجر الكريم بنسبة الماء والدوائر الطبيعية به وبمقدار الضوء الداخل اليه، وبحسابات معينة يمكن معرفة الحجر القيم، كما ان هناك معادلات أخرى للتعرف إلى الأحجار القديمة.وبالنسبة لالوان العقيق اليماني فالاحمر القاتم هو اغلاها، وكلما زاد تركيز اللون الاحمر زاد سعره، وهو في معظمه يقتني به قدوة بالرسول صلى الله عليه وسلم، اما السليماني فهو يؤخذ للتفاؤل وكتعويذة ويطلق عليه (بالخرز).أما عن صفات الأحجار الكريمة سواء المادية أو الروحية فيعد حجر الألماس اثمنها، ومن المعروف عن أحجار السابور أو السامور أنها تقطع جميع الأحجار بسهولة، وقيل ان نبي الله سليمان، حيث استغل الجن له ببناء بيت المقدس، كانوا يكسرون له الصخور والأحجار فشكا الناس اليه من شدة الاصوات، فقال هل تعرفون شيئا يقطع الأحجار بسهولة وبلا صوت؟ فقال بعضهم: نعم يا نبي الله نعرف حجر يسمونه السابور.وهناك الزمرد وهو اثمن الأحجار بعد الالماس ثم الزبرجد وله عدة الوان منها الاخضر والزنجباري والصابوني، ويتكون الحجر من خمسة مثاقيل واقل، وخواصه انه يدفع العين ويفرح القلب ويقوي البصر ويصفي الذهن وينشط النفس، اما حجر الفيروز فهو من المعادن الجبلية ويوجد على نوعين الاول المصري والنيسابوري، والثاني وهو الافضل ترابي وزراقي.أما بقية الأحجار فهناك الحديد الصيني والبازهر وحجر البلور وشاه مسعود والكهرباء واليشم والجزع اليماني والدر النجفي وما قيل فيه من المثوبات، وهذه كلها أحجار لا يستطيع الفرد العادي التمييز بينها اذ انها تتشابه بمعظمها وهي كلها مرتفعة الثمن.