محللون: السوق تمر بمرحلة عنق الزجاجة.. ومطلوب إجراءات عاجلة لتفادي مخططات كبار المضاربين
مؤشر الأسهم السعودية ينهي أحد أيام المعاناة الحمراء بالقرب من الـ 8000 نقطة



دبي- شواق محمد

شهدت السوق السعودية الثلاثاء 14-11-2006، يومأ جديداً من أيام المعاناة الحمراء التي تفرض سطوتها على التداولات منذ أكثر من 3 أسابيع، فيما يعيش المتداولون الصغار أوقاتاً عصيبة وحالة من التخبط واليأس جراء الأحداث السيئة التي تمر بها سوق الأسهم، مما دفعهم إلى الدخول في حالة ترقب شديد على أمل عودة الأوضاع إلى نصابها الطبيعي.

وقال ممدوح النهدي المساعد التنفيذي مكتب محمد الشميمري للاستشارات المالية، "السيولة بالسوق ضعيفة للغاية، بعض المتعاملين ينتظرون خارج السوق لاقتناص الأسهم بأسعار أقل مما هي عليه حالياً"، واصفاً مستويات الأسعار الحالية بالمقبولة، إلا أن هؤلاء يطمعون في أن تصل إلى حد الإغراء للشراء.


سيناريو ساخن

وجرت الشركات القيادية السوق إلى الهبوط مجدداً في تعاملات اليوم، في ظل فقر واضح في طلبات الشراء على الأسهم، مما يعني مواصلة الضغوط العنيفة على المؤشر العام الذي أنهى الجلسة مقترباً من مستوى الـ 8000 نقطة.

وتوقع النهدي في حديثة للأسواق.نت أن تمر السوق بسيناريو ساخن جداً ينفذه ويخرجه اللاعبين الكبار المحترفين بالسوق، يبدأ السيناريو بتذبذب المؤشر العام بين مستويات الـ 8000 و9000 نقطة، من خلال رفع طفيف للشركات القيادية مع العمل على تثبيت لقيمة المؤشر نوعاً ما بين هذه المستويات.

وأضاف النهدي أنه سيتم عقب ذلك تصعيد كبير للشركات الصغيرة بنسب تتراوح بين 30 إلى 40% حتى تعود إلى الأسعار التي بدأت الهبوط منها، ثم يبدأ الفصل الحزين في هذا السيناريو بتصريف تدريجي في الشركات الصغيرة، يعقبها ظغط غنيف على المؤشر العام إلى ما دون مستوى الـ 7000 نقطة، باستخدام الاسهم ذات الوزن الثقيل على المؤشر.

ويرى المساعد التنفيذي مكتب محمد الشميمري للاستشارات المالية، أن هناك عمليات تحضيرية لهذا السيناريو حالياً، من خلال عمليات تجميع يقوم بها ما يمكن أن نطلق عليهم صناع السوق على أسهم كبيرة وبالأسعار الهبوطية، وتم ملاحظة ذلك بوضح على أسهم "سابك" و"الراجحي".


اجراءات علاجية

ويدلل على قوله بأن تداولات "سابك" اليوم تجاوزت الـ 6 ملايين سهم، لافتاً إلى أن عمليات التجميع تتم بشكل احترافي للغاية، بما يضمن عدم لفت أنظار المتعاملين، موضحاً أنهم سيحاولون في الأيام القادمة سحب صغار المتعاملين للسوق مرة أخرى

وبسؤاله عن ما يمكن فعله للخروج بالسوق السعودية من مرحلة عنق الزجاجه الحالية، قال النهدي "من المهم تفعيل دور المؤسسات المالية في السوق، وشركات الوساطة المالية، كما يجب العمل على تغيير تركيبة السوق، فمثلاً بالنسبة لحصص الدولة في الشركات المدرجة بسوق الأسهم، ينبغي إما عدم احتسابها من قيمة المؤشر بما أنها غير متداولة، أو أن تقوم الدولة بدور صناع السوق وترسي نوعاً من التوازن.

وأنهى المؤشر العام التعاملات منخفضاً بنسبة 4.84% تعادل 407.84 نقطة، إلى مستوى 8025.68 نقطة، وسط غلبه واضحة للون الأحمر على أسعار الأسهم، حيث خسرت منها 57 شركة أكثر من 8% من قيمتها السوقية من أصل 83 شركة مدرجة بالسوق، في ظل تداولات تشير بوضوح إلى حالة عزوف عن السوق، مسجلة 7.3 مليار ريال ( الدولار يعادل 3.75 ريال).


ارتداد مضاربي

وقال محمد الشميمري المدير العام لمكتب محمد الشميمري للاستشارات المالية، "ارتداد السوق في جلسة أمس الأول لم يكن حقيقياً، بل كان ارتداد ناتج عن موجات مضاربة عنيفة، السوق السعودية حالياً تصنف على أنها سوق هابط، في مثل هذه الظروف يكون الانخفاض هو المسيطر في اغلب الوقت، ويكون الاستثناء هو الصعود.

ولفت في حديثة لقناة العربية،إلى أن سيولة مضاربية تدخل وتخرج من وإلى السوق بسرعة واحترافية عالية، موضحاً أن المحافظ الكبيرة تستطيع من خلال امكاناتها الضخمة التحكم في حركة العديد من الأسهم، وذلك ما يجعل المضاربين المستفيد الوحيد في معظم الاوقات تقريباً، خاصة وأنهم تعودا على المكاسب الفلكية التي يجنونها على حساب صغار المتعاملين.

ويطرح الشميمري في حديثه للأسواق.نت عدة مقترحات للخروج من الأزمة الحالية، من أهمها العمل على زيادة عمق السوق عن طريق إيجاد أدوات مالية متعددة، منها سوق للصكوك الاسلامية، وأخرى للسلع، مع إضافة صناديق إستثمارية بها أدوات تحوط، علاوة ‘على التركيز على مسألة افصاح الشركات في حالات الصعود والهبوط.

وأضاف محمد الشميمري أنه يجب النظر في الطروحات الجديدة فيما يتعلق بالحصص التي يتم طرحها للاكتتاب العام (30%)، وكذلك علاوة الإصدار لتكون 10 مرات في شركات النمو، و5 مرات في الشركات الناضجة.

وطالب بتشديد الرقابة على تعاملات الصناديق للتأكد من سلامتها، ومدى التزامها بالأهداف المذكورة في التعاقد مع العميل.

هوامير السوق

وقال أحد المتداولين للأسواق.نت "لماذا لا يتطرق المحللون إلى أهم أسباب ما يحدث بالسوق حالياً وهوأن من يصعّد المؤشر هم أكبر هوامير السوق، وهم شخصين أو ثلاثه بالإضافة إلى بعض الصناديق القوية، وذلك بضخ أموال جديده تنعش التداول حتى تصل إلى أضعاف المبلغ ومن ثم البيع مره واحده، بدليل التذبذبات الحادة التي تشهدها قيمة تداولات السوق على مدار أيام الأسبوع.

و ضربت الخسائر الحادة جميع الأسهم القيادية، بقيادة سهم "الراحجي" الذي هبط بنحو 8.13% ليصل سعره إلى 200.5 ريال، و"سابك" بنحو 3.48% مسجلاً 104 ريالات، وهبط سهم كهرباء السعودية بنسبة 8.2% إلى سعر 14 ريالاً، واتحاد الاتصالات 8.88% بسعر 48.75 ريال.

وخالفت 5 أسهم الاتجاه الهبوطي العام للسوق، لترتفع بقيادة سهم "بيشة الزراعية" بنسبة 8.21% إلى سعر 145 ريالاً، و"الزامل للصناعة" بنسبة 6.25% مسجلاً 85 ريالاً، ثم السعودي الفرنسي 2.61% إلى سعر 2.61% بسعر 118 ريالاً، فيما زاد "سبكيم" في أول تداولاته داخل السوق الرسيمة بنسبة 0.92% ليغلق على 55 ريالاً.

"النقل الجماعي" تشتري 150 حافلة

وكان المؤشر العام قد هوى دون حاجز الـ 7000 نقطة، بحلول منتصف جلسة تداولات الثلاثاء 14-11-2006، فيما غطى اللون الأحمر أسعار 81 شركة من أصل 83 شركة مدرجة بالسوق، فيما سجل نحو 44 سهماً خسائر تعدت الـ 9%، في ظل تداولات ضعيفة نسبياً قيمتها 4.6 مليار ريال.

وفقد المؤشر بحلول الساعة 13.10 بالتوقيت السعودي حوالي 5.3% من قيمته تعادل حوالي 446 نقطة، مسجلاً 7987.52 نقطة.

اشترت اشترت الشركة السعودية للنقل الجماعي،150 حافلة جديدة، من النوع المخصص لخدمات النقل الداخلي بقيمة إجمالية قدرها 118.35 مليون ريال،

وقال المهندس عبدالله المقبل وكيل وزارة النقل للطرق، ورئيس مجلس إدارة السعودية للنقل الجماعي، أن الصفقة تأتي في إطار دعم الأسطول وتحديثه، مشيراً إلى أن الحافلات ستدخل الخدمة قبل موسمي رمضان والحج لعام الهجري 1428 لدعم خدمات الشركة وتحسين أدائها.

وأغلق سهم الشركة في تداولات اليوم منخفضاً بنسبة 9.17% ليصل سعره إلى 24.75 ريال.

"الباحة" تسدد مديونياتها

قالت شركة الباحه للاستثمار والتنميه، إنها ستقوم بتسديد جميع الالتزامات المستحقة مع صندوق التنمية الصناعى، حيث تلقت الشركة اخطاراً من صندوق التنمية الصناعى بتسديد الاقساط المستحقة عليها من قيمة القرض الممنوح للشركة لإنشاء مصنع الجلد الصناعى حيث بلغت الأقساط المستحقة اكثر من 7 ملايين ريال، كما أن للباحة مستحقات على شركات اخرى، تعمل حاليا مع الصندوق على اعادة جدولة تسديد القرض، وتؤكد ادارة الشركة المساهمين أن أوضاع الشركة ومشاريعها تعمل بشكل طبيعى.

وأغلق سهم الشركة في تداولات اليوم منخفضاً بنسبة 9.91% ليصل سعره إلى 102.25 ريال.