مشكلة تكدس الشاحنات في أبوسمرة.. في طريقها للحل

كتب ــ أبو بكر محمد الحسن

تعهد المقدم سعيد مهنا الدوسري رئيس اللجنة الدائمة لمنفذ أبو سمرة بحل مشكلة تكدس الشاحنات في المنفذ الحدودي بمجرد الانتهاء من مشروع توسعة المنفذ والذي يشمل انشاء ثلاث منصات تفتيش «رمبات» سعة كل واحدة منها 60 شاحنة الى جانب المنصة الرئيسية القائمة حاليا، موضحا ان التوسعة تشمل انشاء مكاتب للمخلصين الجمركيين تكون قريبة من مبنى الجوازات تسع لنحو 60 مكتب تخليص جمركي يفترض ان يتم تسليمها بنهاية شهر مارس المقبل، مؤكدا ان تسهيل اجراءات الدخول والخروج في منفذ أبوسمرة للافراد والبضائع تحظى باهتمام كبير من قبل أرفع المسؤولين في الدولة وتحظى بمتابعتهم الشخصية.

جاء ذلك لدى استقباله صباح أمس اعضاء اللجنة المشتركة بين غرفة تجارة وصناعة قطر والهيئة العامة للجمارك والموانئ بحضور الرائد محمد راشد المزروعي أمين سر اللجنة الدائمة لمنفذ أبو سمرة ومحمد عبدالله الخليفي مدير جمرك أبو سمرة وعدد من أصحاب مكاتب التخليص الجمركي.

وعزا المقدم الدوسري ازدحام الشاحنات في منفذ أبو سمرةالى التطور الطبيعي في الاقتصاد القطري والذي رافقته زيادة كبيرة في أعداد الشاحنات المحملة بالبضائع والمواد الصناعية ومواد البناء باعتبار ان النقل البري يعد من أرخص وسائل المواصلات، مشيرا الى ان مشكلة تكدس الشاحنات بدأت تقريبا منذ مطلع عام 2004 وقبل ذلك التاريخ كان المنفذ يستقبل حوالي 200 سيارة يوميا وارتفع العدد إلى أكثر من 600 سيارة حاليا وتم في هذا الصدد اتخاذ عدد من الاجراءات والتدابير للحد من مشكلة التكدس بالتعاون مع الهيئة العامة للجمارك والموانئ.

وقال المقدم الدوسري ان معظم مشاكل تأخير الافراج عن الشاحنات تتعلق بمكاتب التخليص الجمركي التي لا يعمل معظمها بنظام الدوام الكامل أسوة بالعاملين في الجوازات والجمارك، معربا عن ثقته في ان اكتمال مباني المخلصين الجمركيين سيرفع من كفاءة وفاعلية مكاتب التخليص الجمركي ومن ثم يمكن الحد من ظاهرة تكدس الشاحنات كما ان اكتمال انشاء منصات التفتيش الثلاث سيضع حدا نهائيا لمشكلة تأخر عبور الشاحنات نهائيا سواء الوارد أو الصادر.

وأمنّ الرائد محمد راشد المزروعي نائب رئيس اللجنة الدائمة لمنفذ أبو سمرة على حديث رئيس اللجنة، مؤكدا على ضرورة تأهيل مكاتب التخليص الجمركي ووضع شروط وضوابط لعملها بحيث تلتزم بالعمل على مدار الساعة، مشيرا الى ان بعض الشحنات لا تستوفي الأوراق الثبوتية المطلوبة من بعض الجهات مثل الدفاع المدني، البيئة والصحة ومن هنا يحدث التأخير في الافراج عن الشحنات ويحدث التكدس في الشاحنات وبعضها قد يظل في حالة انتظار استكمال اجراءات التخليص ليومين أو ثلاثة مع ان التعليمات الموجودة لدينا بأن أي تأخر في التخليص الجمركي لمدة 72 ساعة يلزم الشاحنة بالرجوع من حيث أتت.

من جانبه قال محمد عبدالله الخليفي مدير جمرك أبو سمرة أن العمل في جميع دوائر الجمارك اصبح على مدار الساعة في المنافذ البرية والبحرية والجوية بناءا على توجيهات من سعادة رئيس الهيئة العامة للجمارك والموانئ.

وأوضح الخليفي ان منصات التفتيش الثلاث التي يفترض ان تدخل الخدمة قبل نهاية العام الحالي تتوافر فيها كل الخدمات من معاينة، تفتيش ومحاسبة وبالتالي فان الجهات ذات الصلة بالشحنة مثل الصحة والبيئة تعاين الشحنة في نفس المكان حتى يتم الافراج عن الشحنات بالسرعة المطلوبة ودون تأخير، مشيرا الى ان احدى منصات التفتيش الجديدة سيتم تخصيصها للمواد الكيماوية والثانية للبضائع المنوعة أما المنصة الحالية فسيتم تخصيصها للمواد الغذائية.

وقال: ان مكاتب التخليص الجمركي سيتم إلزامها بتوفير ستة مخلصين على الأقل ليكونوا موجودين على مدار الساعة اثنان منهم في الدوام الصباحي واثنان في العصر واثنان في الدوام المسائي بمكاتبهم الجديدة بعد اكتمال انشائها في شهر مارس المقبل على أبعد تقدير.

وعزا الخليفي تخلف كثير من المخلصين الجمركيين عن الدوام المسائي الى عدم وجود مساكن للعاملين قريبة من المنفذ، موضحا ان هذه المشكلة تمت مراعاتها في مشروع توسعة مركز أبو سمرة والذي يشتمل على مشروع مساكن ونظام فندقي لكل العاملين بالمنفذ.

وأشار الخليفي الى ان جمارك أبو سمرة قامت بإجراءات عديدة للتخفيف من حدة تكدس الشاحنات من بينها استثناء مواد البناء من المرور على منصة التفتيش وهي الاسمنت، الطابوق، السيخ ومواسير التوصيلات والتي تتم معاينتها في خط منفصل عن بقية الشاحنات الاخرى، خصوصا ان هذه المواد تكون مكشوفة مما يسهل معاينتها خارج منصة التفتيش مع عدم الاخلال بالاجراءات الأمنية والجمركية الاساسية المتبعة في المنافذ الحدودية.

وأكد الخليفي ان الهيئة العامة للجمارك تعتبر المخلصين الجمركيين عنصرا مكملا لعملها لذلك فان تخصيص منشآت خاصة لهم في منفذ أبو سمرة يحظى باهتمام شخصي من قبل سعادة رئيس الهيئة وذلك لتهيئة الجو المناسب لهم ليأدوا عملهم على أكمل وجه.

وقال محمد عيد المهندي مدير مكتب سعادة رئيس الهيئة العامة للجمارك والموانئ عضو اللجنة المشتركة بين الهيئة وغرفة تجارة وصناعة قطر ان توجيهات رئيس الهيئة بالعمل على مدار الساعة في جميع المنافذ الجمركية أسهم كثيرا في حل مشكلة ازدحام الشاحنات في منفذ أبو سمرة والذي يستقبل يوميا أكثر من 650 سيارة وأحيانا تصل الى 800 سيارة كما ان اجراءات الهيئة الخاصة بتطبيق نظام الموظف الشامل رفعت من كفاءة مفتشي الجمارك من خلال تكثيف الدورات التدريبية التي تمكن مفتشي الجمارك من القيام بكل مهام التثمين والمعاينة، مشيرا في هذا الصدد الى قيام دورات تأسيسية لاعداد مفتشي الجمارك من الجنسين تستمر لأكثر من ثلاثة أشهر لتأهيلهم بشكل كامل ليكونوا ملمين بجميع المواد المخدرة والمتفجرات والتحري الى جانب قانون الجمارك وكيفية استخدام أجهزة الفحص.

واشار الى ان الهيئة قامت باستيراد سيارات الاشعة التي من المفترض ان تدخل الخدمة في ميناء الدوحة ومنفذ أبو سمرة مطلع الاسبوع المقبل وهذه بدورها ستضمن دقة وسرعة التفتيش على البضائع وتقلل مدة بقائها سواء في المنفذ البري أو البحري.

وقال: ان الهيئة تولي المخلصين الجمركيين أهمية كبيرة باعتبارهم شركاء مع الهيئة في سرعة تخليص البضائع لذلك سيتم اعتماد آلية لمراقبة شركات التخليص الجمركي في كل دائرة جمركية لمحاسبة المقصرين ومكافأة المجدين في عملهم.

من جهته تقدم علي المهندي عضو مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة قطر رئيس لجنة الخدمات بالشكر لرئيس اللجنة الدائمة لمنفذ أبو سمرة وكل العاملين في مركز أبو سمرة على جهودهم الكبيرة في استقبال هذا الكم الهائل من الشاحنات يوميا والذي يصل الى 650 شاحنة في المتوسط.

وقال: بعد ان قمنا بهذه الجولة الميدانية تأكد لنا ان جميع العاملين في مركز أبو سمرة لا يألون جهدا في تسريع اجراءات الافراج عن الشحنات بعد فحصها ومعاينتها كما وقفنا على اسباب التأخير الخارجة عن ارادة الجوازات وجمارك أبو سمرة وتتعلق بآلية عمل مكاتب التخليص الجمركي أو عدم معرفة المستوردين بالأوراق والشهادات المطلوبة في المنافذ الحدودية.

ومن هنا فان غرفة تجارة وصناعة قطر ستواصل تعاونها مع الهيئة العامة للجمارك والموانئ من خلال اللجنة المشتركة وصولا لتذليل كافة العقبات التي تواجه المستوردين.

من جانبه ثمن راشد حمد هزاع العذبة المري عضو مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة قطر الدور الذي تقوم به اللجنة الدائمة لمنفذ أبو سمرة وجميع العاملين في المنفذ الحدودي، معربا عن أمله في أن تختفي ظاهرة تكدس الشاحنات في المنفذ الحدودي مع اكتمال انشاء مكاتب للمخلصين الجمركيين وانشاء ثلاث منصات تفتيش جديدة.

وبدوره اشاد علي حمد عفيفة عضو اللجنة المشتركة بين الهيئة العامة للجمارك والموانئ وغرفة التجارة بالجهود المبذولة في منفذ أبو سمرة لضمان سرعة تخليص البضائع، مؤكدا ان الزيارة الميدانية لمنفذ أبو سمرة لأعضاء اللجنة المشتركة وضعت النقاط فوق الحروف وتأكدنا بأن الجميع هناك يعملون فوق طاقتهم لاعطاء صورة مشرقة عن قطر سواء في قسم الجوازات أو ادارة الجمارك.

وقال محمد راشد الدوسري عضو اللجنة المشتركة بين هيئة الجمارك وغرفة التجارة ان الاجراءات الاخيرة التي اعتمدتها ادارة جمرك أبو سمرة وتقضي بمعاينة الشاحنات المحملة بمواد البناء خارج منصة التفتيش سهل كثيرا من انسياب حركة الشاحنات وقلل الاختناقات الموجودة في منصة التفتيش الوحيدة رغم ان هذا الاجراء ينطوي على تعب لمفتشي الجمارك الذين يفترض ان يتحركوا من شاحنة الى اخرى في كل الظروف المناخية، معربا عن أمله في ان يكتمل مشروع توسعة مركز أبو سمرة حتى يتم التخلص نهائيا من الازدحام.

تجدر الاشارة الى أن كلا من الهيئة العامة للموانئ والجمارك وغرفة تجارة وصناعة قطر قد شكلتا لجنة مشتركة لمتابعة المشاكل والمعوقات التي تواجه المستوردين والمصدرين في المنافذ البرية والبحرية والجوية. وقامت بأول زيارة لها الى منفذ أبو سمرة الحدودي وتنوي مواصلة زيارة المنافذ الاخرى وقد حضر الزيارة من جانب الهيئة جاسم المناعي مساعد رئيس الهيئة للموانئ البحرية وعلي مسفر القحطاني مدير ادارة اللوازم والخدمات بالهيئة.