الرئيس التنفيذي ل'باركليز ويلث' توماس كالاريس لـ القبس:
حولوا إمكاناتكم للداخل.. تفوزوا ببلد لا مثيل له



17/02/2007 كتب مارون بدران:
لم يكن حوارا صحفيا بقدر ما كان لقاء. تشاركنا فيه الحديث والأفكار وحتى الذكريات. حدثناهم فحدثونا، سألناهم وسألونا، أخبرناهم وأخبرونا. هذا باختصار ما جرى في اللقاء الذي جمعنا مع وفد إداري من بنك باركليز البريطاني في مكاتب الصحيفة. 'ليست زيارتي الأولى إلى الكويت وسأعود منتصف العام الجاري أيضا'، يقول توماس كالاريس الرئيس التنفيذي في باركليز ولث، ذراع بنك باركليز لإدارة الثروات. 'فاستراتيجيتنا الجديدة في المنطقة تقتضي التعرف عن كثب على الأسواق هنا وبناء العلاقات المباشرة مع العملاء'، تضيف بدورها سهى نشأة المدير العام ل'باركليز ويلث' في الشرق الأوسط. إذا، 'استراتجية جديدة ولقاء العملاء'، هذان عنوانا الزيارة.
إدارة الثروات
لكن ماذا عن إمكان تدشين فرع جديد لكم في الكويت؟ يجيب كالاريس: 'في المدى المنظور، ليس لدينا خطة للتواجد هنا على الرغم من أن الكويت تعتبر قلب الخليج النابض، كما أن هذا لا ينفي أن لدينا عملاء كويتيين كثرا، ونحن نسعى لجذب آخرين أيضا'.
ويشير يوسف حلو المدير العام ل'باركليز ويلث' إلى أن للبنك فرعا في دبي وهو يتضمن المكاتب الرئيسية لإدارة العمليات في المنطقة، ومكتبا في قطر و'قريبا سننتشر في عدد من الدول الخليجية'.
لكن معظم رجال الأعمال الخليجيين يزورون لندن دوريا، فما حاجة أن تفتحوا فروعا في المنطقة ما دام لكم عملاء خليجيين؟ يجيب كالاريس: 'إن التعامل مع زبائننا يجب أن يكون بشكل مباشر، فهذا ما تقتضيه مهنة إدارة الثروات'. ويروي أن 'معظم عملائنا العرب، والخليجيين على وجه الخصوص، كانوا طلاب جامعات أتوا إلى المملكة المتحدة وفتحوا حسابات في بنكنا، ثم أصبحوا رجال أعمال فتابعوا أشغالهم معنا'.
البنوك المحلية
هنا، اقترنت أخبار الطلاب القدامى بالتاريخ والجغرافيا وبالذكريات. فما قطع 'حبل القصص' إلا سؤال حول البنوك المحلية 'التي عرفت كيف تستفيد من الطفرة الاقتصادية في المنطقة، وخصوصا في الكويت'، حسب قول كالاريس الذي يضيف: 'نحن نملك خططنا المستقبلية في المنطقة نظرا لما تتمتع به من مميزات. فالبنوك هنا تتمتع بقوة خاصة وسوق جيد'. طبعا، عندما نتحدث عن البنوك المحلية، لا يمكن أن ننسى البنوك الإسلامية. ويشير كالاريس إلى أن هذا النوع من المصارف نما بشكل مطرد في الفترة الأخيرة، لكنه لن يؤثر سلبا على نظيره التقليدي. وتعلل نشأة هذا الطرح بالقول: 'للبنوك الإسلامية عملاؤها كما للبنوك التقليدية عملاؤها الخاصون أيضا'. ونظرا لخبرته الطويلة في بنك باركليز العالمي، يشجع كالاريس البنوك الكويتية على التحول إلى عالمية: 'إنها فكرة جيدة، لأن السوق المالي هنا سيتابع نموه بقوة. وعندما تنتشر البنوك في العالم، تصبح أكثر انفتاحا على بقية الأسواق مما سيؤثر إيجابا على الاقتصاد المحلي. وأظن أن البنك الذي سيشكل أفضل فريق عمل سيكون الأنجح، لذا اهتموا بالموارد البشرية'.
عقارات وتغييرات
وحلا مع استكانة الشاي حديث 'العقارات في لندن'. ويكشف كالاريس أن بعض العملاء الذين التقاهم في الكويت 'غاضبون من سوق العقار في بريطانيا، لكن البعض الآخر يقول إنه حتى لو ارتفعت الأسعار فستبقى السوق مجدية للاستثمار على المدى الطويل'. ويتابع: 'أنا شخصيا لا أزال أثق بالسوق العقاري في المملكة المتحدة. لندن هي عاصمة عالمية والطلب على العقارات مرتفع جدا من جميع أنحاء العالم، وانصح بالاستثمار فيه'.
بماذا تنصحون الكويت لتحقق رؤية أن تكون مركزا ماليا إقليميا؟ يشدد كالاريس على كلمتين 'جذب الإبداعات'. ويشرح: 'صحيح أنه من المهم تأسيس بنية تحتية مميزة من مطارات وطرق ووسائل اتصال، لكن وضع الكويتي لإمكاناته وإبداعاته في الداخل بدلا من الخارج قد يخلق فرصا مميزة'. ولم ينس كالاريس ضمن نصائحه حث الحكومة الكويتية على تطوير التشريعات والقوانين الاقتصادية، لافتا إلى 'أن الكويت تغيرت جذريا منذ سبعينات القرن الماضي وحتى اليوم. فأنتم لا تلاحظون الفرق لأنكم تعيشون هنا، لكننا لاحظنا ذلك'.
نمو الاستثمار والمخاطر
ومن حيث.. ندري طبعا، وصلنا في حديثنا إلى أسواق المال ومفهوم الاستثمار. ويصف كالاريس رجل الأعمال الكويتي ب'الذكي، فهو يعرف كيف ينوع استثماراته وينمي عوائده'. ويروي في هذا الإطار: 'عندما كنت أزور الكويت في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، كنت أجد أشخاصا يريدون معرفة أين يستثمرون أموالهم. أفي بريطانيا أم في الولايات المتحدة؟ لكن اليوم، فيسعى معظم المستثمرين إلى تنويع استثماراتهم نوعيا وجغرافيا، وبدأت تتجه بعض رؤوس الأموال إلى أسواق الدول الناشئة'. ويضيف: 'كل ما يريدونه هو التواجد في سوق مريح، بكل ما في الكلمة من معنى'.
لكن أين تنصحوننا بالاستثمار؟ تجيب نشأة: 'في الحقيقة من ينصحك بالاستثمار هنا أو هناك، فهو مخادع، فنصائح الاستثمار مرتبطة بجملة عوامل منها رغبة المستثمر والمدة الزمنية التي يريد الاستثمار فيها ونسب المخاطر'. ويعقب كالاريس: 'ان العوائد المرتفعة مرتبطة حتما بالمخاطر المرتفعة'. وردا على سؤال حول العوائد التي يقدمها بنك باركليز لعملائه في إدارة الثروات، يقول: 'لا نستطيع إعطاء رقم لأن العوائد تحدد حسب المبلغ الذي تودعه لدينا'.
ومبدأ عدم الاستعجال ينطبق أيضا على بنك باركليز الذي حين تسأل فريق عمله لماذا تأخر للدخول إلى أسواق المنطقة، يجيب على لسان نشأة: 'ان استراتجيتنا اليوم هي التوسع في المنطقة بعد دراسة حاجة السوق جيدا، ولم الاستعجال أليست المنافسة في قطاع البنوك طويلة المدى؟' وتكشف نشأة أن الخطة المستقبلية ستصبح واقعا ملموسا خلال سنة إلى 18 شهرا، 'فمجموعتنا ستتحرك بقوة في المنطقة بعد طول انتظار'.

'باركليز ويلث' يدير 160 مليار دولار
يعتبر ذراع بنك باركليز البريطاني لإدارة الثروات 'باركليز ويلث' قياديا في إدارة الثروات في المملكة المتحدة. وله عملاء أفراد وشركات، كما يعمل على وضع خطط وإعطاء نصائح للاستثمار. وتخطى إجمالي أصول عملائه التي يديرها حتى عام 2006 ال84.7 مليار جنيه استرليني (حوالي 160 مليار دولار)، في حين يعمل 7700 موظف ضمن فريق عمله في جميع أنحاء العالم.

أساسيتا الاستثمار
يذكر كالاريس ما كان يقوله لزبائنه دائما: 'يجب إدارة المخاطر وتذكر أساسيتين في الاستثمار. أولا التنويع وثانيا قيمة الوقت. فإذا حصلت على عوائد بحوالي 8 إلى 10 في المائة خلال فترة زمنية طويلة، يعتبر استثمارا صحيا. لكن الكثيرين يفعلون عكس ذلك، اذ يفكرون بالحصول على 20 الى 30 في المائة عوائد من المضاربة في السوق لأنهم يريدون أن يصبحوا أغنياء بسرعة. بيد أن الاستثمار الصحي هو الحصول على أموال بعيدة عن المخاطر قدر المستطاع وفي فترة أطول'.