مطالب بتقسيم السوق إلى أولي وثانوي ومحاسبة المضاربين
"اليوم الأسود" و "11 سبتمبر" و "الكارثة" أسماء أطلقها المحللون على هزة سوق الأسهم

الرياض: شجاع الوازعي
دفعت الهزة التي اجتاحت سوق الأسهم يوم 26 فبراير 2006 بعض الاقتصاديين إلى وصف هذا اليوم بـ"11 سبتمبر" واليوم الأسود و يوم الكارثة التي حلت على 4 ملايين متداول.
وأكدوا أن تجزئة السوق إلى سوق أولي وثانوي من أهم قرارات الإصلاح التي لم تُتخذ حتى الآن، ووصف بعض المحللين الذين "طبلوا" للسوق قبل أحداث الانهيار بالمرتزقة.
وشبهت الخبيرة الاقتصادية عزيزة الأحمدي يوم 26 فبراير 2006بأحداث 11 سبتمبر. وقالت إن ذلك اليوم حدث تاريخي هز المستثمرين في السوق.
وأشارت الأحمدي إلى أن جميع القرارات التي اتخذت طوال 52 أسبوعاً الماضية كان الغرض منها إصلاح حال السوق إلا أن بعض القرارات كانت عكسية. وأوضحت أن الشماعة الرئيسية التي علق عليها المتداولون خسائرهم في سوق الأسهم تمثلت في رئيس هيئة السوق السابق جماز السحيمي.
وقال الخبير الاقتصادي فضل البوعينين لـ"الوطن" إن هزة فبراير يوم أسود للسوق السعودية، وبرر سبب الانهيار الذي حدث بتضخم أسعار الشركات بدون حسيب ولا رقيب حينها ووصولها لمكررات ربحية عالية.
وتوقع البوعينين تحسن حال السوق بالفترة القادمة بدعم من الشركات المطروحة والتي ستطرح بالإضافة إلى شركات العوائد بشرط تجزئة السوق والذي يحتاج إلى آلية في حساب نسبة التذبذب للسوق الثانوي والحد من خطورته التي قد يتسبب بها.
وقال المحلل المالي راشد الفوزان لـ"الوطن" إن السوق كانت تمر بمستويات خطرة عند بداية الانهيار وما حدث كان ناتجا طبيعيا للتضخم الذي طال السوق عطفاً على خروج محافظ كبرى من السوق قبل الانهيار.
وأضاف أن خروج المتداولين ببداية الانهيار كان خروجا جماعيا عن طريق ثقب إبرة، الأمر الذي سبب أزمة بسوق الأسهم السعودية حينها. وطالب الفوزان بضرورة تقسيم السوق كسوق أولي وثانوي من أجل إيجاد العمق المطلوب بالسوق السعودية.
وحول قرارات هيئة السوق المالية الأخيرة قال أستاذ الاقتصاد بمعهد الدراسات الدبلوماسي الدكتور محمد القحطاني إن هيئة السوق أصبحت تتبع سياسة التجريب ولم تحل المشكلة التي تواجه سوق الأسهم.
وأضاف القحطاني المشكلة الأساسية أن هناك مضاربين يتلاعبون بالسوق من غير رقابة ولا تدقيق وهو الأمر الذي قتل الثقافة الاستثمارية في نفوس المتداولين.
وأوضح القحطاني أن السوق لن تعود للمستويات التي كانت عليها إلا بحالة السيطرة التامة على المشكلات الهيكلية التي تمر بها، وتمنى أن يكون هناك مؤشرات فنية تتماشى مع قوة الاقتصاد السعودية.
من جهته قال نائب المدير التنفيذي لمجموعة الكسب المالية إبراهيم العلوان إن المضاربات العشوائية تُعد الصفة السلبية التي يتميز بها سوق الأسهم السعودية ، وتمنى أن يكون ارتفاع أسعار الشركات خلال الأيام القادمة تدريجيا ً بعيدا ً عن النسب المتتالية والتي تقلق المتعاملين بالسوق.
وأوضح العلوان أن السوق وصل لأقل نقطة خلال الـ 52 أسبوعاً الماضية بشهر يناير عندما وصل لمستويات 6650 نقطة تقريبا ً وهو قاع جيد زاره السوق بالفترة الماضية أثناء المرحلة
التصحيحية التي مر بها.